قام رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي بتدشين الدورة الثانية للهيئة العامة للاتحاد التعاوني الزراعي المنعقدة صباح أمس تحت شعار (الولاء الوطني والتعاون أساس التنمية).. وألقى رئيس مجلس النواب كلمة بالمناسبة نقل في مستهلها تحيات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية للمشاركين في أعمال هذه الدورة وتمنياته لأعمالهم بالتوفيق والنجاح.. موضحاً أن هذه الدورة تنعقد في ظل إنجازات تتحقق في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونجاحات في مواجهة أعمال الإرهاب، وملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وأعمال التخريب والإرهاب للعناصر الحوثية والخارجين عن الدستور والقانون وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة. لافتاً إلى التطورات السياسية التي تشهدها الساحة الوطنية والتفاعلات الإيجابية من قبل الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية مع دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية الرامية إلى إجراء حوار وطني شامل تحت سقف الثوابت الوطنية وعلى رأسها النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية من أجل معالجة كافة القضايا التي تهم الوطن وترسيخ أمنه واستقراره وسبل تنميته المستدامة. مشيراً إلى أن الحوار هو الوسيلة والخيار الأمثل لبحث مختلف وجهات النظر والقضايا المتصلة بحاضر الوطن ومستقبله. لافتاً إلى مخاطر ثقافة الفرقة والكراهية وأعمال الإرهاب وقطع الطرق والاختطافات وآثار تلك الأعمال الإجرامية على الاقتصاد الوطني واللحمة الوطنية. موضحاً أهمية تربية جيل الوحدة على ثقافة حب الوطن والوفاء والإخلاص له، وإجادة لغة التآخي وممارسة سلوك التسامح التي دأب فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى الدعوة إليها غير مرة وفي أكثر من محفل ومناسبة. وقدّر رئيس مجلس النواب جهود الاتحاد التعاوني الزراعي وكافة العاملين في حقل الزراعة الهادفة إلى تعزيز العمل التعاوني الزراعي، والسعي نحو جعل هذا القطاع يرتقي بوظيفته إلى الأحسن ويلبي متطلبات المجتمع اليومية. وأشار يحيى علي الراعي إلى الدور والسمات التي يتميز بها آباؤنا وأجدادنا اليمنيون في مجال التنمية الزراعية وتربية الثروة الحيوانية بكل أنواعها؛ والذين كانوا يحققون الاقتصاد الطبيعي والاكتفاء الذاتي للأسر اليمنية من حاجاتهم من المحاصيل الزراعية بكافة أنواعها والثروة الحيوانية بكل أصنافها. داعياً كل المشتغلين في مجال العمل الزراعي إلى تعزيز الوعي بالأرض الزراعية وخدمتها واستصلاحها وتوسيع رقعتها وبناء المدرجات والسدود والحواجز المائية واستخدام المياه بشكل مرشّد وعلمي دون إسراف. وطالب رئيس مجلس النواب قيادات وقواعد الاتحاد التعاوني الزراعي الذين ينتمون إلى كافة محافظات الجمهورية اليمنية بتقييم مختلف أنشطتهم وبصورة تمكنهم من تجاوز كافة السلبيات والثغرات والنواقص وتطوير الإيجابيات ورسم اتجاهات العمل المستقبلية بما يحقق أهداف التنمية الشاملة في القطاع الزراعي، مستفيدين من خبرات وتجارب الآباء والأجداد وجعلها محط الأنظار. وأفاد رئيس مجلس النواب في كلمته أن اليمن يشهد نمواً مضطرداً للإنتاج الزراعي والحيواني بالنظر إلى ما يتميز به اليمن من مناخ متنوع والسعي نحو بلوغ حجم الإنتاج مستوى الاستهلاك، وأن يحدث توازن بين نسبة النمو السكاني وتحقيق الاكتفاء الذاتي من كافة المحاصيل الزراعية والتربية الحيوانية، والوصول إلى إيجاد فائض منها للتصدير وبكميات تجارية مشرفة ترفد الدخل القومي والخزينة العامة بمزيد من الإيرادات. وأكد يحيى علي الراعي ضرورة الاهتمام بالكم وحجم المنتجات من المحاصيل الزراعية وتربية الثروة الحيوانية وبجودتها، وجعلها منافساً حقيقياً للمستورد من الخارج، والعمل على تشجيع المزارعين، والترويج لمنتجاتهم، والبحث عن أسواق لها في الداخل والخارج. داعياً إلى ضرورة تعزيز دور الإدارة في مجال القطاع الزراعي باعتبارها قضية ملحة، مشيراً إلى أنه كلما وجدت إدارة فعالة ومستوعبة لمهامها فالنتيجة بالضرورة ستكون مثمرة. إلى ذلك اعتبر وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي العمل التعاوني الجاد هو المخرج الأمثل لعملية التنمية في اليمن خاصة في القطاع الزراعي. وطالب الاتحاد مضاعفة نشاطه وخاصة في مجال تسويق المنتجات الزراعية في المواسم.. مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل بجانب الاتحاد لتنمية أنشطته. ودعا الاتحاد إلى غربلة الجمعيات التعاونية وتوجيه مسارها في خدمة المصلحة العامة، كما دعا إلى ضرورة الخروج بتوصيات فاعلة لإنجاح العمل التعاوني الزراعي بما يسهم في النهوض بالقطاع الزراعي نحو آفاق جديدة تحقق برامج وخطط التنمية وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة. مشيداً بدور الاتحاد التعاوني الزراعي في عملية التسويق وإدخال المدخلات الزراعية، وكذا في نشر الوعي بين أوساط المزارعين وتحسين العمل التعاوني. فيما أكد وكيل وزارة الشوؤن الاجتماعية علي صالح عبدالله أن هذا الاجتماع يمثل فرصة جديدة وإضافية للقضايا التعاونية وأدوات ووسائل النهوض بأداء الحركة التعاونية الزراعية وسبل مواجهة ومعالجة مصاعبها الإدارية والفنية. وأشار إلى ضرورة استكمال تعزيز أوضاع المكتب التنفيذي والتحديد المناسب لهيكلته الإدارية والمناسبة مع القانون والاحتياجات الحقيقية للعمل واستمرار الاتحاد في جهوده الإيجابية في الارتقاء بأدوار الجمعيات ومعالجة أوضاع تلك الجمعيات التي مازالت بحاجة لتحسين أدائها القانوني. وأكد ان الاتحاد التعاوني الزراعي يعد من أهم منظمات المجتمع المدني ذات التأثير المجتمعي والمدني والذي يعول عليه في المساهمة الجادة في التنمية والبناء في إطار الشراكة العامة بين الجهود الرسمية والشعبية والتي تشجعها وتدعمها توجهات الحكومة وخططها وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية. من جانبه أشار رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي محمد محمد بشير إلى أن انعقاد الدورة الاعتيادية الثانية للهيئة العامة للاتحاد يهدف إلى النظر بما تم إنجازه خلال هذه الفترة من نشاطات ومكتسبات تعاونية زراعية في مجال المساهمة من قبل التعاونيين الزراعيين بالنهوض بالقطاع الزراعي وتحقيق برامج وخطط التنمية في مجال التخفيف من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة. وقال: "لقد حرص الاتحاد منذ المؤتمر العام الرابع على متابعة المهام وتطوير مستوى الأداء في جميع الأطر التعاونية والحفاظ على المكتسبات التعاونية وتوخي المسؤولية في تقييمها الموضوعي وتفعيل مجالات التطوير والتوسيع لمختلف الأنشطة التعاونية". وأضاف: "لقد حقق الاتحاد إنجازات كبيرة في المجال التنظيمي والمؤسسي وتطوير نشاط الفروع والجمعيات وتنفيذ المشروعات التعاونية وإيصال خدماتها إلى مختلف المناطق في محافظات الجمهورية". ولفت بشير إلى الدعم والرعاية اللذين يحظى بهما الاتحاد من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الذي قدم مختلف أوجه الدعم والمساندة للتعاونيين ومكنهم من امتلاك الوسائل والمقومات اللازمة للنهوض بالحركة التعاونية وتفعيل مساهمتها في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقيامها لتبني المشاريع الحيوية وتنفيذها على كافة المستويات. وقال: "إن التعاونيين الزراعيين في مختلف محافظات الجمهورية يؤيدون مبادرة فخامة رئيس الجمهورية إلى الحوار الوطني ودعوته كافة قيادات الأحزاب السياسية وقيادات منظمات المجتمع المدني والعلماء والشخصيات الاجتماعية، والذي نأمل أن يكون الحوار منطلقاً من المصلحة الوطنية العليا وعدم تجاوز الثوابت الوطنية وأمن واستقرار اليمن". وأكد رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي أن عمل الهيئة العامة للاتحاد ستمثل وقفة جادة وهادفة لتقييم مستوى العمل وتحديد متطلبات التطور المستقبلي. واستعرض اجتماع الدورة الثانية للهيئة العامة للاتحاد التعاوني الزراعي التقرير العام والحساب الختامي، وكذا ملاحظات لجنة الرقابة والتفتيش. وخرج الاجتماع بعدد من القرارات والتوصيات الهادفة إلى تطوير العمل التعاوني الزراعي وتحقيق برامجه وأهدافه.
