تعتبر مدينة تريم التاريخية من مدن ما قبل الميلاد، حيث تم إنشاؤها في القرن الرابع قبل الميلاد.. ويؤكد المؤرخون حسب ما جاء في معالم تاريخ الجزيرة العربية للمورخ سعيد عوض باوزير “أن تريم كان تأسيسها في عهد الحكم السبئي لحضرموت وأنها سميت باسم أحد أولاد سبأ الأصغر تريماً أبن حضرموت”. وخلال العصور المتعاقبة تم بناء وتشييد سور للمدينة من أجل حماية سكانها من الغزاة وكان أخر سور تم تشييده في عهد السلطان محسن بن غالب الكثيري والذي تم الانتهاء من بنائه في سنة 1320 هجري. حيث تم بناء سور على محيط المدينة ويتخلله خمسة مداخل أو بوابات رئيسية تعرف بما يسمى بالسدد وهي جمع لكلمة سدة أي بوابة كبيرة قابلة للفتح والإغلاق في أوقات محددة وتحت ظروف أمنية معينة بسبب القلاقل والاضطرابات التي تعيشها البلاد في تلك الحقبة من الزمن. البوابات الرئيسية هي: البوابة الجنوبية سدة يادين: وهي المدخل الرئيسي لدخول البضائع وسميت بهذا الاسم نسبة لأسرة آل يادين التي كانت تشرف على حراستها . البوابة الغربية سدة قمزواي: وهي تعتبر مدخلاً ثانوياً للدخول إلى المدينة من الغرب. البوابة الشرقية الشمالية سدة محبوب: وهي تعتبر مدخلاً ثانوياً للدخول إلى المدينة من الشرق و المؤدية الى منطقة دمون. البوابة الشرقية الشمالية سدة سرور: وهي البوابة المؤدية إلى منطقة الفجير. البوابة الشرقية سدة اللمي: وهي البوابة المؤدية إلى منطقة حصن عوض..وإضافة إلى البوابات الخمس تم بناء عدد من الحصون والقلاع الدفاعية على محيط السور ولقد أطلق صاحب الاستطلاع في مجلة العربي في الستينيات على سور تريم باسم سور برلين الصغير الذي كان يفصل بين سلطنتين سياسيتين تمثل كل منهما دولة الدولة الكثيرية والدولة القعيطية.. ولقد تعرض هذا السور للهدم في بعض أجزائه واستحداث بنايات جديدة في محيطه وأيضاً عوامل التعرية والسيول والأمطار في النهاية كل هذه الأسباب والإهمال أدى إلى اندثاره وطمس بعض معالمه التاريخية. وتلوح في الافق حالياً بوادر لاعادة تأهيل السور وبناء وإعمار السور والحصون ويأتي هذا تزامناً مع احتفالات اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية للعام2010م, حيث تم تشكيل لجنة أهلية لمتابعة الدعم وإعادة البناء .