تقع مديرية الضليعة في هضبة مرتفعة من منطقة حضرموت وهي من أعلى الهضاب في المحافظة، وتبعد عن عاصمة المحافظة «المكلا» بحوالي 270 كيلومتراً يحدها من الناحية الشمالية مديرية عمد الجنوبية مديريتا يبعث وحجر الشرقية مديرية دوعن الغربية محافظة شبوة ومديرية الطلح. العادات والتقاليد التي تمارس في الزواج: في المديرية، حيث يحضره جميع سكان هذه المنطقة تلبية لدعوة أصحاب الزواج، بالإضافة إلى توافد الكثير ممن لهم علاقة أو قرابة بالعريس من خارج المنطقة. ويتم الزواج في هذه المنطقة وفق خطط يضعها العريس وأسرة العروسة، حيث توجد هناك خطوات تسبق عملية الزواج يمكن توضيحها كما يلي: أ البحث عن العروسة: وهي أول مراحل الخطوبة، حيث تذهب والدة العريس أو أحد أقاربه من النساء للبحث عن العروسة المناسبة من بين بنات الحي أو من المناطق المجاورة وعندما يجدون العروسة المناسبة يتم عرضها على العريس بطريقه فنية وجيدة، حيث يطلب منها أن تمر في مكان وهي كاشفة حجابها على أن يراها الخطيب وبالمثل يطلب من العريس أن يمر أمام نافدة أو باب والعروسة تنظر ليه. وحيث إن العادات المعمول بها لا تسمح أن ينظر العريس إلى العروسة أو الوقوف على معلومات كافية عن هذه البنت «انطباعاتها وأسلوبها».. فإننا نجد أن الكثير من البيوت التي تغمرها السعادة في الأشهر الأولى من الزواج، لكن سرعان ما تتحول هذه السعادة إلى جحيم. ب الخطبة: يقدم أقارب العريس بالذهب إلى بيت أهل البنت وطلب يدها من أبيها، ومن هنا يدفع العريس المهر ومن ثم تحدد الفترة التي يتم فيها الزواج وقبل ذلك يتفق أهل العريس والعروسة على مجموعة من الشروط، حيث تطلب أسرة العريس تلبية هذه الشروط وهي عبارة عن متطلبات الزواج الكاملة التي تطلب من العريس. ج عقد القران: يتم قبل الزواج بأسبوع وفيه لا يسمح للزوج أن يرى زوجته إطلاقاً ويحدد الزواج في يومين فقط من أيام الأسبوع هما: الجمعة أو الاثنين، ولا يمكن تحديد الزواج في أي يوم آخر. د كيف يتم الزواج: نفرض أن الزواج حدد بيوم الجمعة فإن أيام الأفراح تحدد كما يلي: في يوم الأربعاء يتم ربوط العروس في بيت أبيها في مساء اليوم نفسه يأتي جميع أهالي المنطقة إلى بيت العريس ويتناولون فيه العشاء في منزله.. أما في بيت البنت العروسة يتم لها احتفال كبير من قبل النساء ويأتون بالعديد من الرقصات الشعبية الجميلة منها الزفنة النعيش بالحروز الدراج وغيرها من الرقصات الأخرى.. أما الفنون التي يقوم بها الرجال هي «القزح، الغناء مع المدروف، الزامل، الشرح. يوم الخميس: في بيت العروسة يتم عرض كل ما قدم لها عريسها من ذهب وملابس.. ويتم في هذه اللحظة استلام وتسليم هذه الأشياء «المسماة بالمد» ويقوم بتسليمها شخصان من أقارب الزوج يسميان المداد «المندوبين الذين يرسلهم العريس».. أما في بيت العريس يجتمع الناس وفي الساعة العاشرة صباحاً يذهبون جميعاً إلى بيت أهل العروسة حاملين أسلحتهم ويسمين بالحراوة خارجين في زامل حتى يصلوا إلى بيت العروسة وفيه يمكثون حتى بعد صلاة العصر وهناك يتناولون طعام الغداء ثم يأخذون العروسة وعندما يصلون إلى بيت العريس يقومون بإطلاق النار في الجو احتفالاً بدخول العروسة إلى بيت العريس. وكذلك تقوم النساء من أقارب العريس باستقبال العروسة بصوت الترحاب وهو صوت معروف وجرت العادة على استخدامه في مثل هذه العادة فقط وفي هذا الصوت تنادي العروسة باسم أبيها مثلاً إذا كان اسم أبيها عبدالله تنادي مرحباً بعبيدة. وحيث العادة على ذبح خروف على باب بيت العريس وذلك عند دخول العروسة، حيث يضع العريس رجله فوق رجل العروسة ويضع دم الخروف فوق رجليهما اعتقاداً منهم أن هذا الدم يطرد الشيطان. ومن العادات تقوم أم الزوج بكسر قطعة من الخزف وذلك عن طريق ضربها في أحد الجدران مع ذلك بعض الكلمات مثلاً تقول على خد الحاسد والشاني أو قصف عود في عين إبليس وغيرها من الكلمات. بعدها تدخل العروسة بيت العريس وتجلس بجانبه في حين تجلس في الجانب الآخر الصبية ثم تقدم القهوة التي تصنع من البن والسكر ويعطى كل واحد كوبه، وهنا ترفض الصبية شرب القهوة الأبعد أن يدفع لها العريس 500 ريال مقابل قهوة المسح. وفي مساء يوم الخميس تقوم النساء بإحياء سمر بمناسبة قدوم هذه العروسة حتى الساعة الثانية عشرة وحينها يتم دخول العريس على العروسة، وهنا تحصل مشكله أخرى وهي أن الصبية ترفض الخروج من غرفة العريسين حتى يسلم لها الزوج مبلغ وقدره 5000 ريال، ولكن هذه المرة ليس هذا المبلغ لها وإنما يعود إلى خزينة العروسة. يوم الجمعة ظهراً يجتمع الأهالي ويقومون بالحناء، حيث يقدمون له مساعدات مالية. يوم السبت عصراً يذهب العريسان إلى بيت خال العروسة يمكثون فيه إلى أن يتناولوا طعام العشاء وفي بيت الخال تقوم النساء باحتفال للعروسة وهذه المرحلة الأخيرة من مراحل الزواج. البس الذي تلبسه العروسة أثناء الزواج تلبس العروسة ثياباً خاصة تخاط من قبل نساء ذات خبرة وتكون هذه الثياب مطرزة بأشكال عجيبة تدل على إبداع صانعها وتوضع على رأس العروسة فصوص من الفضة تسمى حروز، كما تلبس العروسة الزند على يدها وهو من الفضة أيضاً والحجل في رجلها والذي يصدر صوتاً أثناء الرقص.