من وهبه الله نعمة العقل والتفكير السليم لايمكن أن يعيش حياته بين حرمان وبؤس الحياة المعيشية الصعبة، والركون للحصول على وظيفة..! فكم من نساء واشخاص بدأوا حياتهم العملية من الصغر..لكنهم لم يستسلموا لقدرهم...بل شغلوا عقولهم وبدأوا بتطوير تفكيرهم أولاً كيف يمكن الاستفادة من الموجود في الظرف الموجود والامكانيات الموجودة..إلى أن خرجوا بمشاريع نمت وتطورت فيما بعد لتصبح ذات عائد ربحي تدر عليهم الملايين..!!إرادة قوية ٭المرأة اليمنية لاتقل شأناً فهي وبمعزة نفس وإدراكاً منها لمهام وجسامة مسئولية تدبير شأنها وافراد اسرها...بدلاً عن العيش في ذل الجوع والفقر...نأت بنفسها لتكون الأقوى والأكثر شراسة لمجابهة مشكلة الفقر...لكي تحيا وتعيش وتأكل وتشرب وتلبس من عائدات صنع يدها.. من هؤلاء نماذج الأسرة اليمنية أروى العمودي.. تسكن في أسرة في مديرية أحور محافظة أبين، ذات جدران أربعة بحجم وشكل بسيط...يدل على بساطة أهله الطيبين. هذا البيت يضم بين جدرانه الأربعة أسرة مكونة من أب وأربع بنات« شابات» إلى جانب الأم... الأب لايتعدى في أنه يعمل في محل صغير...دخله لا يكفي مصاريف أبنائه..!! الأم التي كانت قد قدمت مع الأب من محافظة شبوة قبل أكثر من 02عاماً...كانت تملك مهنة صناعة «الخزف» وهاهي في أحور أبين لم تقف مكتوفة الأيدي...لترسم نقشة الحناء على أيادي بناتها الشابات الأربع بل أخذت تعلمهن مهنتها...ويالها من مهنة..!! جمال وروعة إنها مهنة حرفية منتجاتها عبارة عن مجموعة أو قل مجموعات كبيرة من اللوحات الجماليةوالإبداعية لأجمل أنواع التحف والأواني والزخرفات وأدوات الزينة والأدوات المنزلية...وأواني تقديم وحفظ الأكل والخبز والطعام ليس ذلك فحسب بل إنها أدوات صنعت بدقة وعناية فائقة في التطريز والتلوين وبأشكال وأحجام هندسية وابداعية راقية لتقديم الهدايا ولحفظ المجوهرات.. فعلاً إنها أعمال رائعة..بإبداعاتها رغم بساطة المادة المصنعة منها، ورغم ضآلة التكاليف، ورغم ضآلة الإمكانيات ولكنها رائعة بما أنتجته تلك الأيادي السمر، وتلك الأنامل الذهبية التي تستحق فعلاً الإشادة وكل التشجيع لتطوير هذا العمل وهذا المنتج الراقي بأشكاله ودقة رصه وحبكه وتلوينه وأحجامه وأشكاله المتنوعة والمتعددة.. ذلك المنتج الحرفي من المصنوعات الخزفية، وحتى الفخارية التي قامت بصناعته وتركيبه...أروى علي العمودي وأخواتها الثلاث بإشراف الأم.... أروى التي تمتاز بأسلوب رائع في عملية عرض منتجاتها في السوق إلى جانب دقتها لصنعتها الحرفية..قالت: عندما سألناها عن عملية البداية ...فبادرت إذا كنت سأتشتري فسأتحدث عن الطريقة التي تصنع بها هذه الأدوات وبهذه الطريقة كسبت الرهان وأخذت تسرد في حديثها بعد أن كلفت اختها ماجدة العمودي لمقابلة الزبائن والبيع بما انتجته هي وأخواتها...وبأسلوب الواثقة من اتقان صنعتها قالت: منذ 51سنة تعلمت مع اخواتي صناعة الخزف داخل بيتنا في أحور محافظة أبين.. «ولماذا مدينة أحور لأنها المديرية التي يتواجد فيها كثير من أشجار الطاري» التي تستخدم في صناعة الخزف إلى جانب أشجار النخيل. حيث يتم شراء كمية الخزف بالقدر المناسب وتبلغ قيمة حمول السيارة الصغيرة أكثر من عشرة آلاف إلى 02ألف ريال...وأيضاً «الأعواد» من شجر النخيل يتم في البداية تقطيع أو تشريخ الخزف..ثم وضعه في الماء...لفترة معينة عملية «تنقيع الخزف بالماء بعدها نقوم بوضع تشكيلة الأواني المراد صناعتها...ومن تلك الأواني ذات الأشكال الجمالية الرائعة والقانية: تورة..عبارة عن إناء بأحجام صغيرة ومتوسطة وكبيرة تستخدم لحفظ الخبز تتراوح أسعارها مابين خمسة وستة آلاف ريال...ويتم تصنيعها من قبل الأخوات ويستغرق تجهيز التورة ذات الحجم الكبير حوالي يومين وهذه مكونة من الخزف..أي شجر الطاري. تورات ..صغيرة مصنوعة من القش تستخدم لحفظ المجوهرات من الذهب والفضة..وهي عبارة عن أوان جميلة ومرصوصة بحكمة ودقة جمالية فائقة وألوان صافية.. اطباق من القشن تستخدم لتقديم المكسرات في المناسبات والأعياد وغيرها. جعاب مصنوعة من الخزف وتستخدم لحفظ الخبز ولها غطاء ومعلق ...وبأشكال وأحجام متنوعة ومتعددة. المراوح مصنوعة من الخزف وعصا من النخيل وبأشكال جميلة. تحف فخارية الاخت ماجدة علي العمودي..بعد أن استكملت البيع للزبون تفرغت للحديث عن الأواني الفخارية ..وحتى الفخارية؟ نعم أوان فخارية بأحجام وأشكال صغيرة. في هذا البيت نقوم الشقائق الأربع كمبدعات بصناعة أوان فخارية بأشكال هندسية وعلى شكل رسومات جميلة لأشكال مختلفة ومتنوعة...كالتحف وغيرها. ومنها المباخر...التي يتم اعدادها من مادة الطين ومن ثم تجفيفها بعد تشكيلها ونحت ورسم الزخارف الجميلة عليها.. مباخر خاصة بعود الند وفي كل ذلك نستخدم عديداً من الألوان التي يتم صنعها بطابع جميل ينم عن الذوق الرفيع للصناعات الحرفية المهنية والشعبية.. تلك المنتجات قالت الشقيقات أروى وماجدة بأنه يتم بيعها في محلات المدينة بأحور ومنها مايتم بيعه بأبينوعدن وحالياً يأملن في زيادة مبيعاتهن لتلك المنتجات عبر الترويج وفتح أسواق جديدة لهن.. مثل تلك الأسرة تستحق أن تكون مثالا في نجاحها بتطوير مشروعها الصغير رغم أن مبلغ القرض الذي استفدن منه لا يتعدى 06ألف ريال. وسيلة اعاشة الأخت فاطمة حسين أحمد من الحوطة محافظة لحج ربة بيت هي الأخرى تحترف صناعة الخزف وبأشكال وقوالب متعددة ومختلفة وإن كان لا يقل روعة وجمالاً عن سابقاتها. وتقول: في هذه المهنة أعيش وأقتات مع اخواتي على مانحصل عليه من عائد مالي.. وقد اقترضنامن برنامج تمويل المنشآت الصغيرة والأصغر في وقت سابق وتفكر بأخذ قرض جديد حتى تطور عملها وتنتج أكثر. وأضافت :إن المواد يتم شراؤها من أبين ومن مدينة الشعب أي محمية الحسوة «شجر الطاري بمحافظة عدن وتتولى هي وأخواتها صناعة أواني الخزف. كالجعاب ،والمسار «أي السفرة لتقديم الأكل، والزنابيل الصغيرة التي تشبه الشنط الخاصة بالبنات الصغيرات. وكذلك أواني المشاجب وهي عبارة عن سلة لتبخير الثياب..بالإضافة إلى المكانس والأوعية والأدوات المنزلية ذات الأحجام والاشكال المتنوعة والجميلة.. مثل تلك الحرف المهنية كم هي بحاجة إلى مزيد من الاهتمام..فهي عبارة عن مكنوز من التحف والموروثات والابداعات التي تتقنها وتتقن صناعتها المرأة اليمنية والمطلوب دعم وتشجيع المهن الحرفية فهي الكفيل بالقضاء على مشكلة الفقر!!