وقع أمس بمنتدى السعيد الثقافي بتعز المجموعة القصصية الأولى «كمن يدخن سيجارة طويلة بنفس واحد» للكاتب لطف الصراري .. وفي الفعالية قدمت قراءتان للمجموعة القصصية من قبل الكاتب الساخر والصحفي فكري قاسم ،حيث شبه النوم والموسيقى والاحلام والحاجة للمرح كأنها رباعية عجلات تسير فوقها روح القاص لطف الصراري في مجموعته كما أن القاص يسرد كثيراً من الأحداث بقلب طفل ربما ندم كثيراً لأنه كبر.. واشار فكري إلى أن قصة «تعويذة» يتحدث فيها القاص عن أطفال قانا وهم يؤرخون احلامهم على طياراتهم الورقية في النهار وخلال نومهم تبدأ الاحلام الجديدة .. موضحاً أن لطف لايريد لاحد من الأطفال أن يكبر ويصطدم بواقع مرير يريد للعالم أن يبقى طفلاً يستمع إلى صوت فيروز وهي تبحث عن طفل اسمه شادي. ويشير القارئ إلى أن القاص اهدى مجموعته إلى غائب ربما يكون الكاتب نفسه أو أحد مكوناتها ولكننا نفاجأ أن يذهب الكاتب بقيمة الاهداء إلى البحث عن معنى الجمال في صباحات الطفولة.. كما يصف البطل الصباح الجميل من معرفة مسبقة خارجة عن كيان القاص الراهن فيقول «الصباح الجميل لن يأخذني أبعد من مكتب الخدمة المدنية».. يقرر مسبقاً حتى ولو كان هناك صباح جميل فلن يذهب لغير ما اعتاد عليه ، فتسيطر التجربة للقاص على حواسه فيبدو اليأس واضحاً في تعبيره.. كما تطرق فكري في قراءته إلى الخروج من عتمة القصة ،حيث يسعى القاص إلى ايجاد منفذ يصل منه إلى الصباح الجميل ويتصالح مع الزمن فيقول «افرك عيني لارى الصباح جميلاً لكنه يصر على التغوط في وجهي».. ويختتم النص بمحاولة يائسة لتحديد معنى للبطل الذي يتورط في تماديه العبثي إلى نسيان الواقع المعاش للناس والبحث عن نهايات لانشغالات الوعي الوجودي حتى لوكان ذلك على حساب الدمار الجسدي.. أما القراءة الثانية للناقد محمد ناجي أحمد اشار فيها إلى أن القاص يشعر بأنه سارد مثابر يلتقط ذاته ومحيطه ليعيد انتاجه بتخيل قد يجعل القارئ المتلصص يسقط في وهم السير الذاتية ،لكن امتصاص الاحداث والاحساس بها وتخيلها يجعلها مغايرة للسيرة الذاتية وإن اتكأت على معطياتها.. ويصف ناجي غلاف المجموعة ومحتوياته التي ترمز إلى التناقض وفي نفس الوقت بالرغبة وهي لوحة لانثى تتداخل مع صورة رجل ملتحٍ فيقول رمزية اللوحة بتكويناتها المتعددة قابلة للتأويل المحكوم بدلالة النصوص ،وكأن اللوحة اختزال بصري «قراءة بصرية لسرد لغوي» .. ويضيف ناجي في قراءته أن النص يتخفف من اللغة الشعرية مسترسلاً بتداعيات شعرية كما تحضر اللغة الغنائية ببساطة عابرة وغير مقصودة. ويقول ناجي النص لايخلو من تهكم ساخر يعكس جدية عالية مبعثرة داخل النص في نزوع لادانة من حوله من الكائنات التي لم تصل إلى درجة هذا الإنسان المتفوق.. القاص لطف الصراري خلال الفعالية تحدث عن انطباعه وعن التجربة بشكل إجمالي ،حيث قال أنه كتب غالبية النصوص عام 2006م والقليل منها مابين عامي 2007 2008م.. واشار الصراري إلى أن المجموعة عايشت احداثاً يومية فقد كان قريباً من اضطراب الكثير من العلاقات البشرية في مجتمعنا ولكنه لم يكتب هاجس بل هو ادب مكرم لمعالجة قضية معينة بل اكتفى بتصوير المشاهد أو تضمين بعض الرؤى التي توقع أن تلعب دوراً حوارياً مع المتلقي خصوصاً أن مواضيع النصوص تقترب من التفاصيل الشخصية لكل فرد تقريباً من علاقة الأب والابن إلى العلاقات بين الأصدقاء إلى العلاقات الغرامية التي تحدث بين فتاة وشاب في مجتمع مغلق كاليمن.. مضيفاً أنه خلال الكتابة حاول تجربة أكثر من تقنية على مستوى كل مجموعة النصوص على حدة إذ إن الوعي بالتقنيات السردية لايعني امتلاك القدرة الكاملة على استخدامها جميعاً.. كما شكر كل من ساهم في اخراج هذه المجموعة وبالأخص زوجته. مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة فيصل سعيد فارع اشار إلى أن القاص يمتلك نصوصاً جميلة وتتسم باللغة السلسة والصورة المكتملة باسلوب لغوي ممتاز.. منوهاً أن المجموعة إضافة جديدة للمكتبة السردية.. هذا وقد اعلن فارع أن المنتدى ارتأى كسر تقاليده بإقامة صباحية شعرية صباح كل ثلاثاء من أجل إفراد مساحة للشعراء الشباب والخروج من حالة الركود الثقافي.