نظمت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز حفل توقيع المجموعة القصصية الأولى للكاتب لطف الصراري والتي حملت عنوان "كمن يدخن سيجارة طويلة بنفس واحد". وقال فيصل سعيد فارع مدير مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة أن القاص لطف الصراري يمتلك نصوصاً جميلة تتسم باللغة السلسة والصورة المكتملة بأسلوب لغوي مميز , لافتاً إلى ان مجموعته القصصية تعد إضافة جديدة للمكتبة السردية.
وشهد الحفل قراءات نقدية للمجموعة من قبل فكري قاسم والناقد محمد ناجي احمد حيث أشار فكري إلى أن قصة " تعويذة " يتحدث فيها القاص عن أطفال قانا وهم يؤرخون أحلامهم على طياراتهم الورقية في النهار وخلال نومهم تبدأ الأحلام الجديدة , موضحاً أن لطف لا يريد لأحد من الأطفال أن يكبر ويصطدم بواقع مرير يريد للعالم أن يبقى طفلاً يستمع إلى صوت فيروز وهي تبحث عن طفل اسمه شادي.
فيما قال الناقد محمد ناجي أن القاص يشعر بأنه سارد مثابر يلتقط ذاته ومحيطه ليعيد إنتاجه بتخيل قد يجعل القارئ المتلصص يسقط في وهم السير الذاتية ،لكن امتصاص الأحداث والإحساس بها وتخيلها يجعلها مغايرة للسيرة الذاتية وإن اتكأت على معطياتها.
وعرج ناجي في قراءته إلى غلاف المجموعة ومحتوياته التي قال بأنها ترمز إلى التناقض وفي نفس الوقت بالرغبة , وهي لوحة لأنثى تتداخل مع صورة رجل ملتحٍ فيقول رمزية اللوحة بتكويناتها المتعددة قابلة للتأويل المحكوم بدلالة النصوص ،وكأن اللوحة اختزال بصري " قراءة بصرية لسرد لغوي "
وكان الصراري قد قال أنه كتب غالبية النصوص عام 2006م والقليل منها مابين عامي 2007 2008م, مشيرا إلى أن المجموعة عايشت أحداثا يومية , حيث أشار إلى أنه كان قريباً من اضطراب الكثير من العلاقات البشرية في مجتمعنا ولكنه لم يكتب هاجس بل هو أدب مكرم لمعالجة قضية معينة , واكتفى بتصوير المشاهد و تضمين بعض الرؤى التي توقع أن تلعب دوراً حوارياً مع المتلقي خصوصاً أن مواضيع النصوص تقترب من التفاصيل الشخصية لكل فرد تقريباً.