لم تمر أمراض الشتاء هذا العام على الأسر ككل عام .. لقد صاحبها هذا العام رعب من نوع جديد تمثل في حالات الترقب والفزع التي بدأت مع انطلاقة عام دراسي جديد بمرض أنفلونزا الخنازير وما إن هدأت المخاوف قليلا حتى بدأ شتاء بارد بموجات صقيع شديدة لم يعهدها الناس من قبل. ولأن الاطفال هم الأكثر تأثراً قبل الكبار في الشتاء !! ادارة المرأة والطفل بوكالة الانباء اليمنية ( سبأ ) استطلعت آراء بعض الأمهات والأطباء والأطفال لمعرفة مدى الاهتمام والحرص بفلذات الاكباد ودورهم في تخفيف مضاعفات البرد عليهم اضافة الى آراء ونصائح الاطباء للعناية بالاطفال في الشتاء . أمهات واعيات وحريصات وأخريات العكس بداية تقول الهام ، مربية مرحلة ابتدائية : هناك اهتمام واضح من قبل بعض الأمهات تجاه ابنائها خلال هذه الفترة وذلك يظهر من الملابس الثقيلة التي يرتديها الطالب او بمعنى اصح الطفل لان عمره لا يتجاوز السبع والثمان سنوات فهو لا يدري ما الذي يضر وما ينفع ايضا من خلال وجبة الأفطار التي لا يأتي بعض الطلاب إلا بعد تناولها وهي نقطة هامة جدا كذلك الاهتمام بما سيتناوله الطالب في المدرسة وما الذي سيشتريه اذا كان معه نقود . تضيف الهام: هناك للأسف الشديد اهمال واضح من قبل الاهل في نفس الوقت وتساءلت انا وكثير من المعلمات هل الأم حريصة فعلا على معرفة ما يأكل ابنها او بنتها ؟ وما يلبسون ؟ وخاصة في مثل هذه الأيام!! . تجيب على نفسها وعلى تساؤل المعلمات بالقول: “ نشاهد كثيراً من الطلاب والطالبات يلبسون ملابس خفيفة جدا وخاصة اذا كان الطفل متأخراً فإنه لا يبالي بما يلبس ، المهم يرتدي الزي وانتهى الأمر يجعلنا نستغرب مسؤولية الأم كما ان كثيراً من الأطفال يأتون الى المدرسة ومعهم النقود وليس هناك توجيه من المنزل ما يجب شراؤه وما لا يجب وهذه ايضا مشكلة لأن الأكل له دور كبير في وقاية الاطفال من البرد.. وبالنسبة لغياب الاطفال عن مدارسهم !! توضح الهام: هناك عدد لا بأس به من الغياب خلال الأسبوعين الماضيين بسبب تعرض بعض الأطفال لموجات برد شديدة ، ولأن امتحانات نصف العام الدراسي تأتي متزامنة مع تغير في درجات الحرارة ولا ندري ما الذي تخبئه التقلبات الجوية . من جانبها ام عبدالرحمن جسار أصيب ابناؤها الثلاثة بموجة برد شديدة بالرغم من اتباعها احتياطات حماية من البرد القارس إلا ان اطفالها لم يسلموا من لفحاته بسبب ان منزلها بارد جدا ولا تدخله الشمس طوال فترة الشتاء وهو ما يجعل ابناءها يتعرضون لأمراض الشتاء كل عام سواء كان البرد كبقية الأعوام او أشد . تشير أم عبدالرحمن إلى انها خلال فترة الشتاء تجعل ابناءها يقاومون صدمات البرد بصورة طبيعية بعيدا عن الأدوية حيث تلزم ابناءها بشرب الليمون الدافئ وكذلك الزعتر المغلي وغيرها من الوصفات الطبيعية التي تجد لها تأثيراً كبيراً على صحة ابنائها ولا تسبب الضرر . شرب السوائل الدافئة ويتفق معها الدكتور عبدالله الشميري طبيب أطفال في مركز الوحدة الصحي بأمانة العاصمة ، مؤكدا ان الاحتياطات الوقائية من صدمات البرد تكون بشرب السوائل الخفيفة الدافئة مثل الحليب الدافئ ، والليمون، والعسل مع الماء المغلي ، فهي مغذية وتقوي الجهاز المناعي عند الأطفال خلال فترة البرد . يتابع الدكتور الشميري قائلا انه يستقبل في عيادة المركز من خمسة عشر إلى عشرين طفلاً يومياً جميعهم مصابون بصدمات البرد خاصة هذه الفترة الأخيرة التي اشتدت فيها موجة البرد والذي يسبب التهاب الحلق والأنف والصدر . وينصح الدكتور عبدالله الشميري الأمهات بزيادة الاعتناء بالأطفال في فصل الشتاء لتقليل الأمراض وذلك من خلال اللبس الثقيل وكذلك إعطاء السوائل الدافئة وكذلك الاهتمام بالتغذية السليمة التي تعطي الطفل طاقة خاصة الذين يذهبون إلى المدارس في الفترة الصباحية. اقتربت السطور التالية لتروي قصص عدد من الطلاب منهم حنان علي ، طالبة في الصف الثاني الأدبي بمدرسة أروى ، تقول :إن الساعة التي تم تأخير الدوام المدرسي فيها خففت الكثير من العناء الذي كنا نعانيه عند الخروج من المنزل في الصباح الباكر . وعلى الرغم من ذلك إلا ان الفصل الدراسي الذي تدرس فيه حنان يظل بارداً لموقعه السيئ وبعده عن الشمس .. وأضافت الطالبة حنان انها وزميلاتها في الفصل يرتدين الملابس الثقيلة وجميعهن ينتظرن قليلاً من الدفء خاصة مع اقتراب موعد امتحانات نصف العام الدراسي الذي لم يبق له سوى أيام ويستقبله جميع الطلاب بالشموع وبقايا كهرباء مخزونة . برد قارس وكهرباء منطفئة بينما علق ماجد ، طالب الثانوية بمدرسة قتيبة ، “على الرغم من اشتداد البرد واقترابه من امتحانات نصف العام إلا أن انطفاء الكهرباء لساعات، وازدياد ساعات الصقيع ، ساعد على الإسراع باتخاذ قرار الالتفاف بغطاء دافئ ونوم هادئ على ضوء الشموع متفائلا بغد افضل سواء كان متعلقاً بالدراسة او بطقس دافئ !!!. قد يكون طلاب الفترة المسائية أوفر حظاً من غيرهم فهم يذهبون إلى المدرسة والجو يكون ادفئ ، إلا ان نورا ترى العكس فهي تعود إلى المنزل قبل المغرب بقليل وفي ذلك الوقت تكون الريح الباردة شديدة ولا يمكن تحملها . في حين أن البرد لا يعني لمرام ، طالبة الصف الأول سوى كلمة ترددها وهي تدعك كفيها « الشمس أحلى». تستطيع الامهات خلق جو دافئ يشعر به الأطفال والابناء الذين يتجاوزون سن الثالثة والرابعة ولكن المشكلة تكمن في الرضيع الذي لا يزيد عمره عن بضعة أشهر وهذه الفئة من العمر أكثر تأثراً بالبرد وأكثر تعرضاً للمرض ، لذلك يجب على الأمهات تكثيف الاهتمام بهذه الفئة “ هذا ما يراه رئيس قسم الأطفال بمستشفى السبعين الدكتور عصام الجايفي . ويتابع : “ وفقا للإحصائية الخاصة بطوارئ المستشفى فإن الحالات التي تم استقبالها خلال شهر ديسمبر كانت مائة واثنتين حالة في حين كانت في شهري اكتوبر ونوفمبر لا تتجاوز السبعين حالة وجمعيها حالات تتفاوت اعمارها بين الشهر والثلاثة والسنة والسنتين ولكن اغلبها تكمن خلال مرحلة الستة الأشهر الأولى . ويختتم خالد المضواحي ،موظف بمصلحة الجمارك بالقول إن مرض طفله الذي لم يتجاوز الخمسة الأشهر استنزف أعصابه مثلما الوقت والمال الذي أضاعه خالد في عيادات أطباء الأطفال لعلاج طفله . ووجه انتقادات قوية وحادة للخدمات الطبية الموجهة للأطفال في بلادنا وإلى قصور التشخيص وتناقضه من طبيب إلى آخر وإلى التسيب في رصد الأدوية وخاصة المضادات الحيوية والتي يكثر اعطاؤها للاطفال في الشتاء وغيره مطالباً بوقفة جادة تجاه هذا الموضوع وضرورة تدخل المنظمات غير الحكومية العاملة في حقل الطفولة من اجل الحصول على جيل سليم معافى بعيداً عن المضادات الحيوية ووصف العلاج المناسب .