احترت كثيراً عن ماذا أكتب ولكني في يوم من الأيام وأنا ذاهبة إلى الجامعة إذا بعيني تقع على طفل أشعث أغبر ثيابه بالية قديمة قد كان يسأل من كان راكباً في الباص ويقول :أعطوني مما أعطاكم الله , اشفقت عليه وظننته يتيماً في البداية ولكن شيء ما دفعني لأسأله سألته ألك أب ؟ ألك أسرة ؟لكني تفأجات حينما سمعت الرد منه فقد قال لي نعم لي أب ولي أسرة أيضاً ، حينها دارت العديد من التساؤلات في مخيلتي لماذا يسأل الناس أن يعطوه مما أعطاهم الله ؟ وما هو السر الكامن وراء هذه الحكاية . حاولت أن ادنو منه وأعرف السبب بل وأعرف حكايته لأني فعلاً قد تأثرت به قبل أن اعرف حكايته سألت الطفل الذي مازال يبلغ التاسعة من عمره عن حكايته فبدأ يروي لي قائلاً : بأن له اب وله أسره, سألته حينها عن السبب وراء عمله منذ بداية اليوم إلى نهايته ويا لها من مفأجأة كان السبب الذي يجعله يعمل منذ بداية اليوم إلى نهايته ويجعله يتحمل الضرب والسب من قبل الجميع هو أن اباه يأتي بعد ذلك ويأخذ ما قام بجمعه طيلة اليوم . قد يتساءل البعض منا عن سبب أخذ هذا الأب للمال من الطفل أتدرون ما السبب ؟ أن الأب يقوم بأخذ المال ثم يتوجه مباشرة ليشتري بها قات ولو كان يأخذ المال ليشتري به شيئاً آخر للأسرة لكان أمراً عادياً الأهم من ذلك كله انه إذا لم يقم الطفل بجمع المال فإن النتيجة هي الضرب المبرح والحرمان من الأكل والشرب من قبل أبيه بل والحبس في البيت أيضاً. ذهبت بعد ذلك إلى الجامعة وعقلي مشوش بالعديد من الأسئلة والتساؤلات ، أكان هذا أب فعلاً أم انه آب بالاسم فقط ؟ أهناك آباْء بهذه القسوة ؟ أهناك أباء يتركون أبناءهم عرضة للخطر والحوادث فهذا الطفل وهو في الشارع عرضه للحوادث وأمثله ذلك الطفل كثير, فطفل نراه يبيع المناديل وطفل يبيع الكتب وآخر يقوم بمسح السيارات . لماذا نرى مثل هؤلاء الأطفال في الشوارع ؟ كان من المفترض أن نراهم وهم يرتدون زيهم المدرسي وحقائبهم وراء ظهورهم ,كان من المفترض أن نراهم وهم يلعبون ويضحكون إذا ما السبب وراء كل هذا ؟ أهي قسوة الحياة التي تعيشها تلك الأسر أم كثرة الأطفال التي تنجبها الأسر حتى لم تعد قادرة على الإنفاق عليهم في النهاية إن الأطفال هم صناع الغد الواعد والمستقبل الزاهر ليس في مجتمعنا اليمني فحسب ولكن في كل المجتمعات فينبغي علينا جميعاً أن نقف صفاً واحداَ ضد من يحاول استغلالهم أو العبث بقدراتهم وأن نشجع على الزاميات التعليم التي تفرض التعلم على الأطفال.