يمثل قطاع الأسماك في أبين مجالاً هاماً من حيث ما يمتلكه من مقومات ومميزات جيدة ، فهو يشكل نشاطاً واسعاً على شريط ساحلي بطول (270كم) يمتد بين حدود محافظتي عدن وشبوة على بحر العرب الذي يمتاز بالبيئة المناسبة للنشاط السمكي والأنواع الجيدة من الأسماك والأحياء البحرية وبكميات هائلة منها ما يستخدم كغذاء رئيسي محلي وما يصدر إلى الخارج من الأنواع المرغوبة ، وما يدخل منها في بعض الصناعات المختلفة ، وهذا يرفد خزينة الدولة بالنقد الأجنبي .. ويعد النشاط السمكي في أبين من أهم المجالات التي يعمل بها الكثير من أبناء المحافظة ومنهم الشباب ، حيث تعمل على طول الشريط الساحلي حوالي (13) جمعية تعاونية سمكية ، تضم في عضويتها ما يقارب عشرة الآلاف عضو يعملون على (2200) قارب صيد تقليدي .. ويرتكز النشاط السمكي في أبين على ثلاثة جهات رئيسية مشرفة ومنظمة ومنفذة تتمثل في : مكتب الأسماك ، والاتحاد التعاوني السمكي ، والجمعيات السمكية ، وتعمل هذه الجهات بالتعاون والتنسيق فيما بينها وفق قوانين ولوائح تنفيذية للصيد يلتزم الجميع بها .. كما تسعى هذه الجهات على توفير وتسهيل المعدات البحرية والقوارب للصيادين كقروض يتم تسديدها من قيمة الإنتاج ، وكذلك متابعة الجهات المختصة في وزارة الثروة السمكية والسلطة المحلية بالمحافظة على إيجاد مشاريع سمكية وخدمات للنشاط السمكي تسهم في رفع مستوى الإنتاج والإيرادات في هذا القطاع ومن هذه المشاريع التي من المقرر أن تنفذ في المناطق الساحلية تشمل مجمعات سمكية وساحات للحراج ، ومراسي للقوارب ومصانع للثلج ومحطات تزويد الصيادين بالوقود مقدمة من الاتحاد الأوروبي تقدر بحوالي مليار ريال ستنفذ بإشراف المشروع السمكي الخامس بوزارة الثروة السمكية . ورغم كل ذلك إلاّ أن القطاع السمكي في أبين لا يزال بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والرعاية والتزام الجهات المختصة بوعودها منذ سنوات في تنفيذ المشاريع السمكية. كما يتطلب تفعيل دور الجهات الرقابية في النشاط السمكي لحماية القوانين الخاصة بالاصطياد والحد من العبث الذي يمارسه بعض العاملين في قوارب الاصطياد الصناعي وبعض الصيادين التقليديين للحفاظ على الثروة السمكية والأحياء البحرية والبيئة البحرية عموماً ، ومتابعة الصيادين الذين يقومون ببيع إنتاجهم خارج ساحات الحراج تهرباً من دفع نسبة الدولة ، وسرعة إنشاء مصانع للثلج في مناطق النشاط السمكي لحماية حق الصيادين من إنتاجهم الذي يضطرون إلى بيعه للوسطاء بأبخس الأثمان كما حدث في عدد من الأيام الماضية في منطقة شقرة. ومن أهم العوامل المساعدة للنهوض بالقطاع السمكي في أبين وتوفير فرص عمل كبيرة للشباب العمل على استجلاب الاستثمارات المحلية والخارجية من خلال الترويج وتقديم التسهيلات والعروض المساعدة على قدوم المستثمرين في قطاع الأسماك ، والذي تتوفر في المحافظة كل مقومات الاستثمار الناجح بكل المقاييس ، وإعادة تأهيل مصنع الأسماك بشقرة والذي أصبح أطلالاً بسبب سوء الإدارة والإهمال.