تمشي على البحر بحر فوق صبوتها بحر مشى معها بحر ترجل منها نحو زرقته بحر تمرى ببحر فوق مئزرها بحر تناءى بها عشقاً... وأسكره طير على شفتيها أخضر.. غرد بحر مضاع، وبحر ضاع خاتمه في مرج ضحكتها فسأل محترقاً، وقال: معشوقتي! لو فيك.. ما أجد أجيئها لأغسل الروح في فنجان رقتها فتنزوي مدن الصحراء تحت لساني وتستفيق فراشات لها بفمي وتستوي لغتي تفاحة امرأة تأتي على يدها من غامض الحلم أقول محتفياً، والبحر طوع يدي: إيقاع هذا “البسيط” أليف تعالي كي نؤججه، بما نود لي منه رجع الندى ولكِ منه ما للزنابق -وهي راقصة- في الندى عدن... بنت تلك السلالات من أزرق الماء وأنوثة أمواجه الدافئة خلق الرب بحراً فسيحاً ومن ضلعه خلق الأرض ثم حط على موضع بين ماءين أقداس كلمته قال: كوني! فأنت بلاد تبلل أقدامها -كل يوم- بماء القصيدة آيبة نحو هذا التناص اللذيذ مع الأبنوس المصفى بقامتها. مرة قال جدي الذي أدمن البر واختار للبحر طيات تلك الحكايات عن مدن في الخيال: عدن كمواويل بحارة الليل ليست تُمَل. ثم أردف مستدركاً: وهي مثل النساء الجميلات (يكسرن قلبك... ثم لا يجبرنه) بابتساماتهن ولكي لا تفرين من صوته مثل فاختة ناضرة أغمض عينيه، وانسل نحو حكايته باسماً. عدن قَدَرٌ بين عينيك مشتعلٌ كلما جاءك الليل محتشد الشهوات وبهيئة لص القرى النائية تدلَّه في كرنفال شواطئك الذهبية وألقى بعدته متعباً، وغفا. كلما مرتهيك في عوسج للغوايات مشتبك غيض به الظن حتى تراجف فانوسه، وانطفا. كلما ابتعد البحر عن شفتيك استبدت به غصة وغادره قمر كان يرعى بقطعان أمواجه، وجفا. كلما كسر الحزن مشكاة صوتي، أقول: عدن... فتجيء نوارسها -الكلمات- مغردة في يدي أحرفاً... أحرفا. هكذا أنت: ليل مضاء بعزف المجاديف تغسل للموج وحدته بحر سيغفو قليلاً، وهو يسمعكِ وذوائب أغنية مشطتها السواحل بالألق العدني وبعض الذين يجيئون من طحلب البرد متجيرين بالسلسبيل الذي بين عينيك يغسلهم من غبار الوظيفة. هكذا أنت: عاشق وله بمراسيم طيبتك الأزلية وعاشقة لم تنم أصغت إليَّ طويلاً وهي ممعنة، بحسنها لينهمي: شوقي وفتنتها بحرين في يدها وشاعر مفرد تجتاحه لغة البحر تأخذه من مباهجه وتحط حمامات توديع على كتفيه وموجة في مدى البحر تجلو محاسنها وتحدثه: عدن ملتقى الماء والحلم الغض والأحاديث الطازجة، مثل أسماكها والأغاني التي فلق البحر حبتها بالمبتهج ما مشى الضوء إلا ليغمرها بالقبل ما تناهى إلى حضنها الليل إلا ليندس في شعرها عطر فل ما تسامى للألاء قامتها طائر ونزل ما تذوق عاشقها تين أسرارها ورحل.