عبرت الغرفة إلى مكتب أستاذها , حملت الدفاتر المطلوبة ,وقبل أن تغادر جذبها بقوة .. لم تستطع السيطرة على فضولها , تفحصت المكان , لا أحد يراقبها , مدت يدها بخفة , سحبته بهدوء وأخفته... عادت إلى الصف ... ولم تعد ,وبقي الوقت يجر جثته ببطء شديد إلى نهاية الدوام ,وهي تتحرق شوقا ... غادرت الصف بسرعة , قطعت الشارع بسرعة , كل شيء بدا مرتبكا , تفاصيل منزلها بدت غريبة , هرولت إلى غرفتها , ودون أن تغير ملابسها , فتحت الظرف ..وقرأت الرسالة: “ليلى , أيتها النجمة العاااالية , في سماء الوطن البعييييد ..هناك ..في قلبي , اشتاق إلى التجول في شوارعه الحزينة , وأزقته المعفرة بالذكريات , تحت ضيائك الغافي ..أمد هواجسي ..كالليل.. أحتضن التفاصيل الصغيرة والمكان ... ليلى , أليست السماء هي ذاتها , وأنت أنت ذاتك ها هنا لم أشعر أني غريب ووحيد.. ليلى ,هذا الوطن البديل يحاصرني , ويسرق فرصة الاختلاء إلا ليال كالطيف نسرقها ... كي نعيش هنا نحتاج إلى قدر من العبثية , والانزياح إلى نقطة أخرى , تمنحنا الاستقرار على حافة هشة لا تحتمل الانفعالات العنيفة ... ليلى , وحيد وغريب لا أمّ لي سوى الأوراق , أخلق فيها وطني الجميل .. اسكنها في السويعات الهاربة من وجعي , وحرائق الوطن البديل , أجاور.. حروفها المبهمة , وفواصلها العشوائية , ونقاطها الفجة .. ليلى , أيتها النجمة الأغلى ...” • رسالة , ماذا تفعلين ؟ - أختي ! لقد سرقتُ!! - ماذا؟!!!