الساعة الواحدة وتسع دقائق. الجياد الأربعة على حالها، كما في الليالي السابقة. تنظر إلى فراغ الغرفة. تترقّب من لا يأتي أبداً. أحدها كان مختلفاً. كان ينظر إلى نقطة محدّدة. إليّ أنا! في هذه الليلة، وأنا أهمّ بالنوم، انتبهت إلى هذا الجواد ونظراته الموجهة إليّ. كان يحدّق بعينين لا ترفّان إلى جسدي، المتروك على راحته في هذه الغرفة، التي اعتقدتها آمنة. اذاً ما أخفيه عن الآخرين، ولا أسمح إلا للغطاء الزهري بملامسته واحتضانه، كان هناك من استغفلني ورآه وحفظه عن ظهر قلب! كان ما زال ينظر إليّ وأنا أقول لنفسي إنّني لست وحيدة هنا، على الأقل منذ علّقت هذه الصورة، التي تُناسب ألوان جيادها العاجية وورودها الزهرية، لون الستارة والغطاء. تحولّت نظرته إلى ودٍ بالغ، وأنا حيرى بردّة فعلي على جرأته هذه. من خلف الستارة، ظهر واقترب مني. دعاني كما يدعو أميرٌ حسناءَ معذّبةً إلى الرقص. امتطيته ومسّدت رقبته وهمست في أذنه فانطلق بي. الهواء البارد الذي صفع وجهي، وبعثر شعري، كان دليلاً على أنني لا أحلم، إلا أنني قد أكون أهذي. كلّ ثانية، كنّا نخطو فوق مرج زهريّ اللون. في كل قفزة، كنّا نخترق غيمة ورد. الهواء حولنا كانت له رائحة التفاح المخمّر. خمس ثوانٍ، لا أكثر، كانت كافيةً كي أرتوي من خمر التفاح. صرت أقهقه وأتمايل على ظهر الجواد. أحكمت ذراعيّ حول عنقه، وقبّلت جلده الأملس. تبلّلت شفتاي وفاحت الرائحة قويةً، فعرفت سرّها. كانت تفوح من مسامّه. ضحكت أكثر وأكثر وأنا أغرس أنفي في جلده وأرشف جرعات كبيرة من دم التفّاح ذاك. زادت سعادتي وأنا أكتشف أنني برفقة كائن يبرعم التفّاح تحت جلده. الخمرة دوّختني، والجواد تابع عدوه وصهيله. لم أعد أتبيّن شيئاً ممّا حولي. صارت سرعة الجواد جنونية. كاد نبضي يتوقّف. توسّدت الشعر العاجيّ وغفوت. غفوت في حضنٍ آمَنُ له. كانت أغلى أمانيّ تتحقّق. عندما فتحت عينيّ، وجدت ثلاثة جياد متسمّرة في الصورة. تتّجه بأنظارها إلى عقارب الساعة، التي تتّجه بدورها إلى الواحدة وعشر دقائق.