لعلني بهذا الجزء، وهو الأخير، قد أعطيت هذا الموضوع بعض حقه. عودة إلى البيت 54، والذي يقول فيه عمرو بن كلثوم: بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ .. نَكونُ لِقَيْلِكمْ فِيهَا قَطِينَا؟ قال التبريزي: ..” نَكونُ لِقَيْلِكمْ” يروى اللفظة كانت “نكون لخَلْفكم” والخلْفُ: الرديء من كل شيء والمراد به هنا العبيد والخدم، والقطين: المتجاورون، وقيل: القطين اسم للجمع كما يقال عبيد، وإنما استعمل للواحد، ويقال في الجمع: قُطان، ويقال “ قطن في المكان “ إذا أقام به. (ص248 كتاب التبريزي: شرح المعلقات العشر المذهبات). وختاما، هذا تعريف موجز ب عمرو بن هند الذي قالت المراجع أن شاعرنا عمرو بن كلثوم قتله (في مناسبة أخرى) بدافع الأنفة وغضباً لأمه (فقد تعمّدت هند أم ملك الحيرة إهانة ليلى بنت المهلهل أم عمرو بن كلثوم بتحريض من إبنها عمرو بن هند): هو عمرو الثالث بن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، من كهلان، المعروف باسم عمرو بن هند ملك الحيرة في الجاهلية (توفي تقديرا 45 ق. ه/578 م). عرف بنسبته إلى أمه هند عمة امرئ القيس الشاعر تمييزاً له عن أخيه عمرو الأصغر ابن أمامة. يلقب بالمحرّق الثاني، لإحراقه بعض بني تميم في جناية واحد منهم اسمه سويد الدارمي، قتل ابناً (أو أخاً) صغيراً لعمرو. ملك بعد أبيه. واشتهر في وقائع كثيرة مع الروم والغسانيين وأهل اليمامة. وهو صاحب صحيفة المتلمس. وهو قاتل طرفة بن العبد الشاعر. كان شديد البأس، كثير الفتك، هابته العرب وأطاعته القبائل. واستمر ملكه خمسة عشر عاماً، حتى قتله شاعرنا عمرو بن كلثوم. وبحسب ما وصل إلينا فالمعلقة (110 أبيات) تنتهي بالبيت التالي: فإن نَغلِب غلابون قِدماً .. وإن نُغلب فغير مغلّبينا وربما أعود للموضوع، من زاوية أخرى، مستقبلا. [email protected]