قد تضطر أحياناً لتناول إحدى وجباتك في أحد المطاعم أو البوفيهات المتوزعة في مدن محافظات الجمهورية، قد تكون موفقاً إذا لم تصادفك منغصات تسد نفسك وتدفعك للهرولة خارجها، وقد تصادف طاولات قذرة، مرشوشة بالديزل، أو مباشراً برداء قذر يقدم لك وجبة دون طعم مستساغ نتيجة لعدم صحية الأواني المستخدمة في الطبخ أو قدمها وانتهاء فترة صلاحيتها.تفتيش دوري منصور الأبيض مدير إدارة صحة البيئة بمكتب الأشغال بتعز تحدث قائلاً: نقوم في إدارة صحة البيئة بالتفتيش الدوري على المطاعم والبوفيهات سواء كانت نظافة عامة أو نظافة العاملين، والأدوات المستخدمة، الطاولات والثلاجات فيتم اتخاذ الإجراءات وفقاً للائحة رقم “111” الخاصة بالاشتراطات الصحية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء. اشتراطات صحية وحول الاشتراطات الصحية قال الأبيض: هناك “28” اشتراطاً صحياً، وهناك شروط عامة لكل المنشآت وشروط خاصة للمطاعم والبوفيهات منها: صلاحية المحل، الاشتراطات الصحية، الموقع وبعده عن الملوثات وأماكن تجمع المياه والتهوية الطبيعية والمناسبة، وكذلك الإضاءة الطبيعية المناسبة وتوفر إضاءة صناعية كافية في حال عدم وجود إضاءة طبيعية. طاولات مرشوشة بالديزل وحول قيام العاملين في المطاعم والبوفيهات برش الطاولات ودهنها بالديزل قال الأبيض: هذه مشكلة تواجهنا ونحن بحاجة لرفع الوعي لدى مالكي المطاعم والبوفيهات والعاملين فيهما، فنحن أحياناً نقوم بتوعيتهم وأحياناً أخرى نتخذ إجراءات ضدهم تندرج ضمن بند النظافة. عدم فاعلية الغرامات وفيما يتعلق بمدى فاعلية الغرامات قال الأبيض: لدينا غرامات خاصة بعدم تحقق النظافة، لكن المشكلة أن اللائحة الخاصة بالنظافة وصحة البيئة تنص على أن لا يزيد مبلغ الغرامة عن “2500” ريال ولا يقل عن “1500” ريال بموجب القرار الصادر عام 1994م. قذارة أزياء العاملين وحول صلاحية أزياء بعض العاملين في المطاعم والبوفيهات والبطاقات الصحية قال مدير إدارة صحة البيئة: نحن نقوم بالتفتيش الميداني اليومي، ويومياً هناك مخالفات وذلك لعدم الالتزام فلو التزموا فنحن بغنى عن المتابعة وإرسال الجنود لإحضارهم وتغريمهم وإحالتهم للنيابة، ولكن المشكلة أنهم أصبحوا في حكم المدمنين على الغرامات ، وهناك بند خاص في لائحة النظافة الخاصة بالعاملين ينص على ارتداء العاملين لزي نظيف ونظافة العامل بشكل عام “زيه، شعره، أظافره”، وفيما يخص عدم وجود البطائق الصحية فهناك غرامة “700” ريال عن كل بطاقة صحية” في حال عدم قطعها. أوان غير صالحة وفيما يخص عدم الالتزام باستخدام أوان صحية للطبخ وتقديم الوجبات قال الأبيض: نحن في الإدارة نقوم بحملات دورية لضبط الأواني غير الصالحة المستخدمة في الطبخ أو الشرب، وآخر حملة قمنا بها كانت في شهر مارس من العام الماضي وشملت المدينة بأكملها وتم مصادرة الأدوات والأواني غير الصالحة وبكميات كبيرة جداً، كما تم اتخاذ إجراءات ضد المخالفين وتغريمهم وإلزامهم بشراء أوان جديدة، وهذا الموضوع بحاجة لمتابعة مستمرة ولإمكانيات أكبر للإدارة وهذا الموضوع بحاجة لمتابعة مستمرة ولإمكانيات أكبر للإدارة حتى يكون هناك استمرارية، أما الآن فنحن نعمل بإمكانيات ذاتية. ابتزاز وحول ممارسة المشرفين الصحيين للابتزاز ضد المطاعم والبوفيهات والذي لا يساهم في تطوير مستوى النظافة فيها قال الأبيض: تصلنا أخبار من هنا وهناك يتم تداولها بوجود ابتزاز من قبل بعض مفتشي صحة البيئة، وهناك إشكالية تتمثل في تشغيل صحة البيئة في المديريات لأشخاص لا يعملون لدى مكتب الأشغال وليسوا موظفين رسميين يعملون بالأجر اليومي وما شابه وهم يقومون بالابتزاز، وقد صدر تعميم بحقهم من الإدارة العامة لمكتب الأشغال لإدارات صحة البيئة في المديريات بالاستغناء عنهم لما سببوه من إساءة وسمعة سيئة للعمل ولمكتب الأشغال بشكل خاص. تعاميم بالاستغناء عنهم وأضاف الأبيض: كذلك هناك تعميم صادر من محافظ المحافظة لمديري مديريات المجالس المحلية بالاستغناء عن هؤلاء الناس وبالاسم، كما أن هناك تعميماً صدراً من الوزارة بعدم تشغيل هؤلاء الناس، وهذه مشكلة أصبحت في الجمهورية كلها وليس فقط في محافظة تعز. وإن شاء الله نحن الآن بصدد عمل آلية جديدة لإدارة نشاط إدارة صحة البيئة وخاصة بعد صدور بطائق ضبط قضائية لبعض مفتشي صحة البيئة الذين تم اختيارهم من ذوي المؤهلات والكفاءات، وهؤلاء هم الذين سيتم الاعتماد عليهم في التفتيش والإشراف على أعمال صحة البيئة من خلال الآلية الجديدة التي سيتم اعتمادها وتنفيذها قريباً. إجراءات تجاه الابتزاز وعن الإجراءات المتخذة حال ثبت قيام موظف تفتيش تابع لإدارة صحة البيئة بممارسة الابتزاز قال الأبيض: في حال ثبت قيام موظف بممارسة الابتزاز يتم إحالته للشئون القانونية، وإيقافه عن العمل وقد سبق أن تم إحالة بعض الموظفين ويتم توقيفهم عن العمل لفترات طويلة. إجراءات لعدم التزام غير الرسميين وفيما إذا لم يتم الالتزام بعد صدور القرارات والتعاميم الخاصة بمنع الموظفين غير الرسميين التابعين لإدارات صحة البيئة في المجالس المحلية للمديريات من قبل هذه الإدارات قال الأبيض: في حال عدم الالتزام سيتم اتخاذ إجراءات وهناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حينه. توعية وفيما يتعلق بالدور التوعوي ومدى أهميته ونتائجه الإيجابية تحدث الأخ/ عبده سعيد قاسم مدير مركز التوعية البيئية بتعز قائلاً: نحن في مركز التوعية البيئية يقوم نشاطنا على التوعية عن طريق إصدار البروشورات وإقامة الندوات وكذا التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة، كما نقوم بالتنسيق مع عدة جهات كالتربية والتعليم والهيئة العامة لحماية البيئة، وأحياناً نقوم بمبادرات حصر المخالفات وتسليمها إلى إدارة ضبط المخالفات بصندوق النظافة والتحسين. نتيجة متأخرة وحول مدى نجاعة الدور التوعوي في تعديل سلوك العاملين في المطاعم والبوفيهات إلى سلوك صحي أفضل قال قاسم: التوعية هي انتقال بوعي المجتمع من مستوى إلى مستوى أرقى والنتيجة ليست فورية وإنما تأتي من خلال التراكم. تداخل وانتشار عشوائي كما تحدث جميل الشيباني رئيس جمعية المطاعم والبوفيهات بتعز قائلاً: للأسف الشديد منذ منتصف التسعينيات أصبح هناك تداخل بين المطاعم والبوفيهات وكثرة وانتشار المطاعم بشكل عشوائي بدون الالتزام بالضوابط الصحية أدى إلى نتائج سلبية على مستوى الخدمات، كما أن عدم قيام مفتشي النظافة بعملهم بشكل فاعل وممارسة بعضهم للابتزاز والاكتفاء بالتحصل على مصاريف، أدى كذلك لنفس النتيجة السلبية في مستوى الخدمات والجانب الصحي. دورات توعوية وحول دور الجمعية فيما يخص المخالفات الصحية وعدم الالتزام بالاشتراطات الصحية للعاملين في المطاعم والبوفيهات قال الشيباني: قامت الجمعية بعقد دورات لبعض العاملين في المطاعم والبوفيهات وللطهاة والمباشرين استهدفت التوعية بالنظافة، نظافة المطابخ، عزل المطابخ عن المطعم بشكل عام. إجراءات ضرورية ويقترح رئيس جمعية المطاعم بتعز إجراءات لتحسين الخدمة ورفع مستوى الاهتمام بالجانب الصحي مشيراً إليها بالقول: نحن نجد أن لا فاعلية للغرامات التي يقدرها مفتش إدارة صحة البيئة والتي تحولت إلى جبايات لذا يجب أن يكون هناك إجراءات أكثر فاعلية من قبل صحة البيئة يمكن أن يكون فيها الإغلاق للمطعم أو البوفيه في حال إخلاله بالاشتراطات الصحية، وكذا عدم السماح بفتح أي مطعم أو بوفيه إلا بعد التأكد من انطباق كامل الاشتراطات الصحية مع استمرار الرقابة لاحقاً للتأكد من مدى الالتزام، إضافة للضبط لأفراد صحة البيئة الذين يقومون بممارسة الابتزاز. التصنيف ويضيف الشيباني: كما أن هناك ضرورة لتصنيف المطاعم والبوفيهات بحسب الخدمة التي يقدمها، إضافة لاعتماد جمعية المطاعم كجمعية مهنية وإلزام مالكي المطاعم والبوفيهات والعاملين فيهما بالانتساب لهذه الجمعية والذي سيكون له نتائج إيجابية سواء فيما يتعلق بنوعية الخدمة ومستواها أو في الجانب الصحي والنظافة العامة.