سيكون باب التأهل الى الدور ربع النهائي مفتوحا على مصراعيه، عندما يحل بايرن ميونيخ الالماني ضيفا على فيورنتينا الايطالي وبورتو البرتغالي على ارسنال الانجليزي مساء اليوم الثلاثاء في إياب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم. فيورنتينا - بايرن ميونيخ على ملعب “ارتيميو فرانكي” في فلورنسا، يدخل بايرن ميونيخ الى مواجهته مع مضيفه فيورنتينا وهو يملك أفضلية هدف واحد بعد أن تغلب على “فيولا” 2-1 ذهاباً في “اليانز ارينا”، بصعوبة بالغة وبفضل هدف سجله ميروسلاف كلوزه في الثواني الأخيرة من تسلل “فاضح” .. ما دفع عمدة مدينة فلورنسا ماتيو رينتزي الى توجيه انتقادات للاتحاد الاوروبي لكرة القدم، ورئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني، بسبب الخطأ التحكيمي الفادح وتغاضي الحكم النرويجي توم اوفريبو عن احتساب التسلل. واعترف أكثر من مسؤول في بايرن ميونيخ بتسلل كلوزه الفاضح، وجاء ذلك على لسان المدرب الهولندي للفريق البافاري لويس فان غال ورئيسه كارل هاينتس رومينغيه .. ويعود النادي البافاري الى ايطاليا حيث انتزع بطاقة تأهله الى الدور ثمن النهائي، عندما أذل يوفنتوس “4-1” في عقر داره ليتأهل على حساب فريق “السيدة العجوز”، وهو يأمل أن يتكرر السيناريو في مواجهته مع فيورنتينا الساعي الى بلوغ ربع النهائي لأول مرة منذ 1970.. لكن مهمة بايرن ميونيخ الذي يتربع على صدارة الدوري الالماني للمرة الأولى منذ 17 مايو 2008، لن تكون سهلة خصوصا أن فيورنتينا فاز في مبارياته الثلاث التي خاضها على “ارتيميو فرانكي” خلال الدور الأول، أمام ليفربول الانجليزي وديبريشيني المجري وليون الفرنسي. وهذه المرة الثانية التي يزور فيها النادي البافاري ملعب “ارتيميو فرانكي”، بعد أن حل ضيفا على فيورنتينا في الخامس من نوفمبر 2008 في دور المجموعات من المسابقة ذاتها، وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لتيم بوروفسكي، مقابل هدف للروماني ادريان موتو .. وفي حال كرر بايرن هذه النتيجة فسيكون ذلك كافيا له من أجل التأهل الى ربع النهائي، على حساب فريق المدرب شيزاري برانديلي الذي يعاني الأمرين محلياً , حيث يحتل المركز الثاني عشر وكان خسر على أرضه يوم السبت أمام يوفنتوس “1-2”. أما فريق فان غال فكان تعادل السبت أيضا أمام مضيفه كولن “1-1”، لكنه بقي محتفظا بالصدارة، مستفيدا من خسارة المتصدر السابق باير ليفركوزن أمام نورنبرغ “2-3”.. يذكر أن فيورنتينا لم يتأهل الى الدور التالي على الصعيد الاوروبي بعدما خسر مباراة الذهاب سوى مرتين من أصل سبع محاولات، وآخرها يعود الى موسم 1989-1990 في مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي، عندما تأهل على حساب اتلتيكو مدريد الاسباني عبر ركلات الترجيح، بعد أن فاز على الأخير إياباً 1-0، وهي النتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب لمصلحة فريق العاصمة الاسبانية. ارسنال- بورتو وعلى ستاد الامارات، لن تغيب مرارة الغبن التحكيمي أيضاً عن مباراة ارسنال وضيفه بورتو، الذي حسم مباراة الذهاب 2-1 بفضل خطأ فادح من الحكم السويدي مارتن هانسون .. واحتسب هانسون خطأ للفريق البرتغالي عندما لمس الحارس البولندي لوكاس فابيانسكي كرة مرتدة من زميله سول كامبل، ومنح الحكم السويدي ركلة حرة غير مباشرة لبورتو .. وكان هانسون محقا في قراره، بيد أن ما تبع ذلك عندما نفذ بورتو الركلة في غفلة من مدافعي ارسنال، وعندما كان حارس الأخير يدير ظهره للكرة التي سددها فالكاو داخل شباكه، ليثير الدهشة، بيد أن الحكم لم يحرك ساكنا واحتسب الهدف رغم الاحتجاج القوي من لاعبي المدفعجية، وغضب المدرب الفرنسي ارسين فينغر على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين. وقال فينغر في المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة بتهكم:”الركلة الحرة غير المباشرة كانت أفضل من ركلة جزاء، أمر مثير للغرابة أن يسمح الحكم للاعبي بورتو بتنفيذ الركلة مباشرة .. أنا في عالم كرة القدم منذ فترة طويلة ولم أر في حياتي أمرا مماثلا” .. وأضاف:”هذا القانون يشجع اللاعبين على الغش، ولا يمكن القبول بالطريقة التي نفذ بها الحكم القانون، لا يمكن لأحد أن يدافع عن الحكم .. الأمر يتعلق بوضع لا توجد فيه فرصة لتسجيل الهدف، لكن الحكم منح الفريق المنافس هدفا، من الصعب تفهم هذا الأمر، ربما لست ذكيا بما فيه الكفاية لأفهم هذا الأمر”.. وبعيدا عن مسألة التحكيم، يدخل بورتو الى المباراة وذكريات زيارته الأخيرة لاستاد الامارات عالقة في أذهان لاعبيه، لأن الفريق البرتغالي تلقى الموسم الماضي على هذا الملعب أسوأ هزيمة له خارج قواعده في هذه المسابقة، بعد سقوطه برباعية نظيفة في دور المجموعات تناوب على تسجيلها الهولندي روبن فان بيرسي والتوغولي ايمانيول اديبايور “هدفان لكل منهما” . ويملك بورتو سجلا هزيلا جداً في مبارياته على الملاعب الانجليزية، إذ فشل في تحقيق أي فوز خلال زياراته ال13 لفرق الدوري الممتاز .. لكن الإحصائيات لا تصب أيضا في مصلحة ارسنال، لأن الفريق اللندني لم ينجح سوى مرة واحدة في التأهل الى الدور التالي أوروبيا، بعد أن خسر مباراة الذهاب وذلك من أصل تسع محاولات. وودع ارسنال المسابقة الاوروبية الأم في المرات الثلاث الأخيرة التي خسر فيها ذهابا، وكانت أمام بايرن ميونيخ موسم 2004 - 2005 “1-3 ذهابا و1-0 ايابا”، وايندهوفن الهولندي موسم 2006 - 2007 “0-1 ذهابا و1-1 إيابا”، ومواطنه مانشستر يونايتد الموسم الماضي “0-1 ذهابا و1-3 إيابا”. وسيستضيف ارسنال، الذي يخوض غمار ثمن النهائي للموسم العاشر على التوالي، خصمه البرتغالي للمرة الثانية بعد موسم 2006 - 2007، عندما تغلب عليه 2-0 في دور المجموعات، علما بأن بورتو خسر مبارياته الست التي خاضها في العاصمة لندن، وآخرها هذا الموسم في دور المجموعات أمام تشلسي “0-1”. ويمني بورتو النفس بأن يحافظ على سجله المميز حين ينهي مباريات الذهاب لمصلحته، إذ تأهل الى الدوري التالي في 31 مناسبة بعد فوزه ذهابا. بينها آخر 24 مرة. ولم يفشل الفريق البرتغالي في المحافظة على الأفضلية التي حققها ذهابا في أرضه سوى أربع مرات، وآخرها يعود الى الدور الثاني من موسم 1980 - 1981 من مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي، عندما فاز ذهابا على غراسهوبر السويسري 2-0 قبل أن يخسر إيابا 0-3.