مثل الرقص أحد الأشكال التعبيرية للإنسان والتي يعبر فيها عن ما ينتابه من مشاعر وأحاسيس الحب، الفرح والاحتفاء .. كما أتى الرقص تسجيلاً لأوقات الحرب والسلم ولمناسبات الزواج، المرض، الفخر. وفي حضرموت تتوزع الرقصات الشعبية على كل ما سبق ذكره وحيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإنسانها. وتأتي رقصة “الترحيب” ضمن الرقصات الموجودة في محافظة حضرموت والتي تؤدى للترحيب بالضيوف من قبل صفين يتكونان من خمسة إلى سبعة أفراد يحملون الجنابي والسيوف ويقومون بالإنشاد ترحيباً. كما تبرز رقصة “الشبواني” والتي تمارس في جميع مناطق وادي وساحل وصحراء حضرموت،وحيث تؤدى من قبل صفوف متقاربة من الراقصين كل صف مكون من سبعة إلى تسعة راقصين يحملون العصا، ويتحركون مع قرعات الطبل والطاسة، بحركة بطيئة للأمام بتناسق تام مع الإيقاع والقفز الخفيف عن الأرض مع تحريك اليدين كالسابحين في الماء ثم الرقص في ما يشبه الدائرة. الرجز وبجانب الشبواني تحضر رقصة “الرجز” والتي تؤدى بشكل أساسي في مدينة تريم، وتعد رقصة الرجز رقصة زراعية يقوم بها المزارعون مع حملهم لغصن نخيل أو غصن من أي شجرة أخرى، كما تؤدى هذه الرقصة في آخر يوم من أيام الزواج. الهبيش وتأتي رقصة “الهبيش “ كنوع من الرقص الجماعي للذكور والإناث وبالأخص في مديريات بادية حضرموت،وحيث يحضر التصفيق بكثافة مع وقوف الراقصين في دائرة محيطة براقصين في وسطها أحدهما امرأة. الرزيح وبجانب الرقصتين السابقتين توجد رقصة “الرزيح”،حيث يتم الاصطفاف في خط مستقيم من الحداة والمقدمين. مع إحاطة الآخرين بهم بشكل دائري ليبدأ المنشدون في الإنشاد ثم ارتفاع الجميع بالقفز بتناسق إيقاعي جميل، فيما الأجمل ما يتم ترديده من أهازيج ب “ يا الله باليمَّن بالتوفيق والقبول” و”سبحان من لا يفنى ولا يزول” أما هذه الرقصة فيتم أداؤها في المناسبات الدينية والأعياد. طيالة وبرعة كما تبرز رقصة “طيالة وبرعة” والتي تؤدى في منطقة “عينات” التابعة لتريم حسب عبدالله نصر لمُى من أبناء تريم للتعبير عن الفرح،حيث يستخدم فيها السلاح من قبل خمسة صفوف متتابعة من الراقصين يتكون كل صف من أربعة أفراد. الخابة وتؤدى رقصة “الخابة” في مدينة تريم وبعض مناطق وادي حضرموت، حيث يتم أداؤها في مناسبات الأعراس والزيارات “زيارة ضريح نبى الله هود” والتي تكون في أول شهر رجب. رقصة الحضة وتختص مديرية “ ساه “ بممارسة رقصة “الحضة” وهي رقصة عبارة عن صفين متقابلين من الأفراد كل صف في خط مستقيم مكون من عدد من الأفراد ما بين الثلاثة إلى الخمسة يحملون محفة ينام فيها أحد المرضى أو المصابين. ويقوم الأفراد بأداء الرقص مع حملهم للمريض أو المصاب للتخفيف من آلامه. رقصة الطنبرة ومع تأثير هجرة أبناء حضرموت إلى بلدان متعددة ومن ضمنها دول واقعة في أفريقيا انتقلت رقصة “الطنبرة” إلى حضرموت وإلى تريم تحديداً،حيث تؤدى هذه الرقصة والتي تؤدى بعد كل عيد من الأعياد الدينية ،كما يشير إلى ذلك عبدالله نصر سائق من مدينة تريم والذي يضيف : يتم الإنشاد في هذه الرقصة بكلمات “ مكة بيت الله يا رسول الله إن شاء الله يا نزوة” وذلك من قبل الراقصين الذين يحملون طبلة صغيرة لكل منهم، وهذه الرقصة بدأت بالاندثار،كما يتخللها مشاركة بعض الأشخاص الممسوسين بالجان والذين يقومون بتأديتها حتى يغيبوا عن الوعي. الزامل وبجانب هذه الرقصات يحضر الزامل والذي يتم ترديده في أوقات القنص للوعول وفي الأفراح وهي أشعار ترحيبية يتخللها إطلاق للأعيرة النارية. زامل العبيد أما زامل “العبيد”فتعود نشأته إلى زمن الرق والذي كان يؤديه طائفة من الذين يعود أصول أجدادهم إلى أفريقيا كما يوضح عبدالله نصر أحد أبناء مدينة تريم . ويحتوي زامل “العبيد” على كلمات أفريقية عربية وألحان أفريقية كذلك ك “زمان دار ناصر وأزمان ياكواند” أو “ سيمباناكوجا”،حيث تعني “سيمبا الأسد” و” كوجا” لتصبح “ أتى الأسد” والتي تقال للفخر. ويستخدم زامل “العبيد” في الأجواء الفرائحية خاصة في الأعراس وقت الذهاب بالعريس لبيت العروس عصراً. وفي حال مرور الموكب أمام منازل السادة أو العلماء ومنزل آل سالم حسب عبدالله لمى يردد العبيد “ ياحبيبي يانزورك بغينا بركة” والتي تحمل كلماتها معنى ظاهراً البركة وباطناً لا يتم الإفصاح عنه.