أسأل نفسي دائماً هل اكتساب طاقة حماسية تقودنا للنجاح؟؟ ولنتذكر جميعاً وفي كل الأعمار أن الحماس هو الصديق الدائم لكل ما يسعدنا في الحياة بدءاً من النجاح في المدرسة والجامعة أو العمل أو النزهة الترفيهية و...... إلخ..... فمن منا خطّط لرحلة طويلة دون حماس لها، ومن منا تنفّس السعادة وهو غير متحمس لما يفعله !!! شمعة الحماس : الحماس مثل النور قد يكون لدى البعض شمعة يسهل إطفاؤها من أي ريح عابرة أو أي طفل صغير، أي يمكن لأي مشكلة أو أزمة القضاء على الحماس وتحويله لرماد وإحباط مزمن يقود صاحبه للتعاسة والموت، وإن ظل على قيد الحياة !! وهناك حماس مثل كشاف الإضاءة الذي ينتهي بعد بضع ساعات؛ فتجد من يكتفي بقدرٍ ما من النجاح ويقنع نفسه أن هذا أفضل ما يمكن .. ويسمح للنور بالتلاشي بداخله تدريجياً فلا يحسّ بالظلام؛ لأنه حدث ببطء فاعتادت عيناه عليه، وقَبِل عقله وقلبه بالقدر القليل من النجاح وحرم نفسه من الاستمتاع بمضاعفة النجاح !! مفيد ولكن !!! وقد يكون الحماس مثل مولّد الكهرباء الخارجي الذي نلجأ إليه عند انقطاع التيار الكهربائي، وهو مفيد بالطبع؛ إلا أننا لا نستطيع الاعتماد عليه دائماً، ولابد من تذكّر ذلك.. متعة إعجاب الآخرين .. ويحصل البعض على الحماس من تشجيع الآخرين له؛ فيشعر بالفرح بإعجابهم، ويسعى ليفوز بالمزيد منه ولا أحد يمكنه إنكار متعة إعجاب الناس بنجاحه. ولكن هناك خطورة من التركيز على الحصول على الإعجاب حتى لا يشعر بالإحباط فعادة ما يعتاد من يشاركوننا الحياة على نجاحاتنا فنتعرض للإحباط .. بل وللألم النفسي عند تناقص إعجابهم بإنجازاتنا؛ مما يسمح لإبليس اللعين بإفساد علاقتنا بهم وقد نتهمهم بالغيرة. إشباع كاذب ... ولنتنبه لخطورة الاعتماد على الحماس الخارجي؛ فهو مثل قرص الفوار؛ طعمه لذيذ ولونه جميل؛ ولكنه ينتهي سريعاً وقد يعطي إشباعاً كاذباً أننا رائعون بما يكفي .. ويعطي الاعتماد على الحماس الخارجي آمالاً غير واقعية تصطدم بالواقع؛ فتترك وراءها إحباطاً بشعاً وربما مرارات تسرق من صاحبها حقه المشروع في رؤية الواقع كما هو، وليس كما يتمناه ليحقق أفضل النتائج الممكنة، وليحتفل بها بكل الحب والاحترام لنفسه وللحياة ولمحاولاته في النجاح ليتضاعف حماسه الواعي.. والحماس هو نور لطيف يتزايد بوعي ... وليس ناراً تتوهج لفترة وتترك الرماد.. ولنتذكر طارق بن زياد - فاتح الأندلس- عندما قام بإحراق السفن ليغلق الأبواب أمام الهزائم فكان النصر حليفه وصديقه المخلص.. فلنحرق سوياً كل أعداء الحماس مثل الاستسلام للإحباط أو تعجّل تحقيق أحلامنا المشروعة وتقبّل وجود معوقات والاستمتاع بالسعي لتفتيتها بوعي وبمثابرة، وتذكّر أن الجبل يمكن اختراقه ولو بعد حين!!! * مقتبس بتصرف من كتاب “ استمتع بحياتك “ للدكتور محمد عبدالرحمن العريفي