هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي محمد حفظه الله : بعد أن توفي الإمام صلاح الدين الذي حكم اليمن في الفترة “773793”، أعلن الإمام المهدي نفسه إماماً على اليمن، وأعلن الإمام علي بن صلاح الدين نفسه إماماً على اليمن، وبايع هذا أناس، وبايع الآخر آخرين، وقامت معركة بين الفريقين انتهت بهزيمة الإمام المهدي، وحبس في السجن لمدة سبع سنين، ألف فيها كتاب “الأزهار”، وعليه اعتماد المتأخرين من الهادوية في الفقه، وشرحه بكتاب “الغيث المدرار”، وألف كتاب “البحر الزخار” كل هذا وهو محبوس، وفي هذه الفترة علم ولد السجان القرآن، فتح السجان باب السجن للمهدي ليهرب، وهرب معه السجان وولده. خير الأسماء ما عطعط! يحكي القاضي محمد حفظه الله: أنه كان بمدينة صنعاء فقيه يعلم الأولاد الصغار القرآن، وكان في الأولاد أخوان، أحدهما يُدعى محمد، والآخر يدعى أحمد، وكان أبوهما غنياً، وكان معهما ولد ثالث يدعى عطية، وكان والده فقيراً، وفي يوم من الأيام أعطى الأخوان محمد وأحمد لهذا المعلم فلوساً، فمدحهما وأثنى عليهما، وقال: نعم، صدق رسول الله صلى الله عليه وسم: “خير الأسماء ما عبد وحمد”، فقال الولد عطية: وما عطعط يا مولانا! فقه امرأة يحكي القاضي محمد حفظه الله فيقول: كان الفقيه حسن النحوي من كبار علماء الهادوية في القرن الثامن، وهو مؤلف كتاب “التذكرة” الذي استفاد منه الإمام المهدي في تأليفه لكتاب “الأزهار” معتمد المتأخرين من الهادوية، وكانت لهذا الفقيه ابنة ذكية درست الفقه الهادوي، ومما درست فيه أن المطلقة تعتد بثلاث حيض، وحتى تغسل جميع بدنها، أو تيممه للعذر، أو يمضي عليها وقت الصلاة الاضطراري تأخيراً من عدتها بالحيض، فمهما لم يحصل للمعتدة أحد هذه الأمور الثلاثة، فالنكاح في حكم الباقي فترث مُطلقها ويرثها. فكانت ابنة الفقيه حسن النحوي قد طلقها زوجها طلاقاً رجعياً، فذهبت إلى إحدى حمامات صنعاء، لتغتسل بعد الحيضة الثالثة، وقبل أن تشرع في الاغتسال، جاءت امرأة تنعي إليها طليقها، فأشهدت على ذلك النساء الموجودات في الحمام وأنها لم تُكمل غُسلها، وعلى هذا لم تنته عدتها، فلما خرجت ورّثها الحاكم من زوجها لكونها ما زالت في عدته الرجعية على المذهب الهادوي!.