أكد سياسيون وأكاديميون بأن القمة العربية التي انعقدت أواخر شهر مارس الماضي في مدينة “سرت” الليبية كانت ناجحة بكل المقاييس وأن الحضور اليمني كان فيها حضوراً مثالياً لافتين إلى أن المبادرة اليمنية شكلت القضية الأبرز في القمة كون هذه المبادرة عكست النضج السياسي والخبرة العالية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وحرصه الدائم على تنقية أجواء العلاقات العربية العربية وأنها تعد بحد ذاتها خطوة جيدة كونها جاءت ملبية للطموحات العربية في ظل الواقع العربي المتردي وأفكار المشاريع الصغيرة.“الجمهورية” استطلعت آراء عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية وخرجت بالحصيلة التالية: الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم قال: أؤكد تماماً أن اليمن دائماً تصنع الأمل في الأمة العربية في وقت الانتكاسات، وهو ليس بجديد عليها.. والحقيقة إذا عدت إلى الزمن الماضي القريب إلى عام 1967م زمن الهزيمة والانتكاسة كان اليمانيون يصنعون فجراً وابتسامة عريضة في جبين الأمة العربية عن طريق فك الحصار عن صنعاء وقتالهم العظيم حتى انتصارهم في فبراير 1968م .. وأيضاً دحر الاستعمار البريطاني عن عدن وإلى الأبد في نوفمبر 1967م .. وفي عام 1990م في زمن الانكسار والذل العربي وفي زمن كانت بواد الانقسامات العربية في أوجها كان هناك في جبين الأمة شامة عظيمة ومميزة وابتسامة عريضة في الوحدة اليمنية.. وفي عام 2010م. في زمن الخذلان واحتلال العراق وحرب الإخوة في الصومال وأيضاً البوادر المختلفة للأزمات العربية هنا وهناك والخلافات العربية العربية على كل المستويات والأطر كان اليمانيون أيضاً يصنعون ابتسامة جديدة من خلال مشروع المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك الذي تقدمت به اليمن إلى قمة سرت العربية وبالتالي فإن قمة سرت كانت هي قمة المبادرة اليمنية ولعل الكلمة المهمة التي قيلت في القمة هي كلمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وكلمتي الرئيسين السابق والحالي للقمة العربية وهذا أعتقد أن فيه من الدلالات ما فيه. حضور مثالي وأضاف الدكتور الجوفي: أن تكون اليمن هي المتحدث الوحيد وأن تكون مبادرة اليمن هي القضية الوحيدة للقمة هذا يدل على أن حضور اليمن كان حضوراً مثالياً وعظيماً.. حضور بقامة وخبرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والتي صنعت الابتسامة ليس فقط بين محبي علي عبدالله صالح وإنما في كل أنحاء الوطن العربي..في اعتراف بأن دور الرئيس علي عبدالله صالح العربي والإقليمي كان عظيماً جداً بعظمة اليمن وعظمة المسؤولية وعظمة الخبرة. أقل ضجيجاً وأكثر عملاً وأشار وزير التربية قائلاً: الحقيقة أن القمم العربية السابقة كان فيها كلمات للكثير من الرؤساء ومقدمات طويلة وعريضة وبالتالي فإن هذه القمة تميزت بالهدوء إضافة إلى أنها عملت مصالحات عربية عربية بهدوء أيضاً كما أن هذه القمة تميزت عن غيرها بأنها أقل ضجيجاً وربما أكثر عملاً والنتائج هي التي ستأتينا بالنبأ اليقين عندها نتأكد بأن القرارات فعلت!! خطوة جيدة فيما الدكتور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي تحدث بدوره قائلاً: أولاً أعتقد أن المبادرة اليمنية تمكنت من استيعاب الكثير من الملاحظات التي ربما لم تستوعبها المبادرات الأخرى في عملية تفعيل العمل العربي المشترك وثانياً أنه وبكل تأكيد قيام اتحاد الدول العربية هو خطوة جيدة في ظل ما يعانيه الوطن العربي اليوم من تردي وأفكار المشاريع الصغيرة وليس للأسف مشاريع الأمة العربية ولا الأمة الإسلامية وبالتالي فإن هذه المبادرة تعد بمثابة محاولة جادة من القيادة السياسية اليمنية لتفعيل دور الجامعة العربية كون الجامعة العربية قد تجاوز عمرها أكثر من ستين عاماً وهي بحاجة إلى تحديث وإعادة النظر ولعل تخلفنا في العالم العربي وقلة التصنيع لعب دوراً في علاقاتنا التجارية المحدودة جداً وبالتالي أعتقد أنه إذا أنشىء الاتحاد فإنه سيكون له دور فاعل في تطوير العلاقات العربية العربية وخصوصاً العلاقات الاقتصادية كونه لا يمكن تحقيق علاقات عربية عربية بمستويات أفضل إلا عبر الاقتصاد. محاولة لتجاوز المشكلات من جانبه الدكتور عبدالعزيز الكميم نائب رئيس جامعة عمران يقول: لقد اتسمت المبادرة اليمنية بقدر من المرونة في محاولة جادة لتجاوز أبرز المشكلات الأساسية التي شكلت عائقاً قانونياً أمام المحاولات المتكررة لإصلاح وتحديث القواعد القانونية للعمل العربي المشترك وتفعيل أداء آلياته، وتتمثل هذه المشكلة في اعتماد الجامعة العربية على قاعدة الإجماع في معظم قرارات هيئاتها العليا ممثلة بمجلس الجامعة، وبالتالي فإن المبادرة اليمنية قدمت رؤية واضحة للعمل العربي المشترك في إطار منظومة متكاملة لقواعده وأهدافه ومؤسساته وآلياته المحددة وقد شكلت الرؤية اليمنية مشروعاً متوازناً مراعياً خصائص الواقع العربي وملبياً لطموحاته المستقبلية وعكست محتويات المبادرة النضج والخبرة السياسية العالية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وحرصه الدائم على تنقية أجواء العلاقات العربية والدفع بالعمل العربي المشترك وآلياته التنفيذية إلى مصافي المنظمات والتكتلات الإقليمية والدولية. فكرة جيدة الدكتورة نجاة جمعان نائب عميد المعهد المالي وأستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء من جانبها تقول: المبادرة طبعاً في مضمونها فكرة، الكل يعززها والكل يباركها لأنه في حقيقة الأمر كلنا مبتغانا الوحدة العربية ولكن ماهي آليات تحديد الوحدة العربية؟! هنا يبدأ التحدي الكبير.. ولاشك أن المبادرة اليمنية جمعت بين السياسة والاقتصاد وهي لم تأت من فراغ ولكنها تأتي من معطيات تساعد على تكوين الوحدة ولعل أهم هذه المعطيات تتمثل في المصالح المشتركة للدول العربية باعتمادها على بعضها ، وبالتالي لابد أن يكون هناك تكامل اقتصادي واضح مبني على ميزة اقتصادية مبني على منافسة في السوق، فإذا استطعنا أن نخلق الكيان الاقتصادي الذي تحدثت عنه مسبقاً فأنا متأكدة أن أمور الوحدة وآلياتها ووسائلها ستكون سهلة وبالتالي ستكون مسألة تنظيمية أكثر منها جوهرية. وبالتالي أعتقد أنه من أجل أن نصل إلى الهدف والمشروع الكبير لابد أن نبحث عن الآليات والوسائل التي تبدأ أساساً في عملية خلق نوع من التكامل أو إطار للتكامل الاقتصادي الحقيقي وبحيث إننا نضمن انتقال السلع والخدمات والأموال وكذلك انتقال البشر بهدف التنمية الاقتصادية وكذلك في الاستفادة من الميزة التنافسية لكل دولة عربية، فإذا استطعنا أن نعمل بهذا الاتجاه ونتبناه على الأجل الطويل فأنا متأكدة أن الوحدة العربية ستصبح قريبة المنال، لكننا إذا أخذناها بمفهومها السياسي لبناء أنظمة سياسية معينة فإنها بالطبع ستكون فارغة من محتواها الاقتصادي وبالتالي أعتقد أن المحتوى الاقتصادي هو المحتوى الأساسي وليس بشكل قرارات حيث إني سمعت أن هناك أكثر من أربعة آلاف قرار اتخذ في جامعة الدول العربية ولم ينفذ منها إلا “7 %” وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خلل معظم مضامين القرارات التي ربما لايكون دافعها اقتصادياً بحتاً ولكن لأجندة نحن لانعرفها بل من يتقدمون بها هم من يعرفها. الاستثناء العربي فيما الدكتور خالد الفهد أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أوضح بقوله: مما لاشك فيه أن المبادرة اليمنية مبادرة قيمة واستطاعت أن تعالج الإشكالات التي يعاني منها الواقع العربي المتردي واستطاعت إلى حد كبير أن ترسم مساراً صحيحاً لتصحيح هذا المسار وعلاج مثل هذه الإشكالية. وأشار الدكتور الفهد قائلاً: الحقيقة أن المتتبع لسياسة الجمهورية اليمنية في القمم السابقة يجد أن اليمن مثلت الاستثناء فيما يتعلق بقضايا تمس البعد القومي أو حتى البعد الديني حيث نجد أن اليمن سباقة في هذا المجال فدائماً تطرح مواضيع تعبر عن رغبة الشعب اليمني وعلى رأسه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في مثل هذه القمم وبالتالي فإن اليمن بمواقفها القومية مثلت الدولة الاستثناء في الوقت الراهن كما قلت سابقاً وأعني بها قضية فلسطين ومسألة الإتحاد العربي وهذا في حقيقة الأمر يترجم إرادة الشعوب ولكن نحن معنيون بدرجة أساسية بإرادة النخب الحاكمة والمجتمع الدولي الذي نعيش فيه كونهما لهما دور أساسي في القرارات المتخذة ولكن اليمن في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي يترجم إرادة شعبه في كافة المواقف مثلت الاستثناء حيث نجد أن اليمن تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تتجاوب مع قضايا أمتها بشكل إيجابي.