تعقد صباح اليوم بالعاصمة الليبية طرابلس القمة الخماسية التي تضم كلاً من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس معمر القذافي رئيس الجماهيرية الليبية وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية وسمو الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر وفخامة الرئيس جلال الطالباني رئيس العراق الشقيق وذلك لمناقشة المبادرة اليمنية الخاصة بتفعيل العمل العربي المشترك والتي يعول عليها كثيراً الشارع العربي لمواجهة مختلف التحديات القائمة.(الجمهورية) وفي إطار تسليطها الضوء على هذا الاجتماع الهام أجرت اللقاءات التالية.. حلم عربي الدكتور رشاد الرصاص وزير الشئون القانونية: لاشك أن الاجتماع الخماسي يكتسب أهمية كبيرة وبالغة لنقاش المبادرة اليمنية الخاصة بتفعيل العمل العربي المشترك والتي حقيقة تعد نقلة نوعية وحضارية ومطلباً يفرضه الواقع الذي تعيشه الأمة العربية اليوم ,لأنها تمثل حلم كل مايطمح إليه الشارع العربي بشكل عام لتفعيل العمل العربي المشترك ولمواجهة مختلف التحديات التي تواجه الأمة. لهذا يعول الشارع العربي من اقصاه إلى اقصاه لتفعيل العمل العربي ,والذي لاشك يحتاج إلى آليات وأدوات جديدة لتفعيله آليات تواكب التطورات الموجودة في العالم اليوم ,وهذا يتطلب مثلاً إنشاء اتحاد عربي يماثل على سبيل المثال الاتحاد الأوروبي ,بحيث يكون أكثر استجابة للمتغيرات الموجودة في عالمنا الراهن وأيضاً يواجه التحديات الموجودة ,خاصة أن العرب اتفقوا وأقروا في قمة الدوحة أن هناك العديد من التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة العربية ,لهذا دعت قمة الدوحة الدول العربية إلى تقديم مبادرات لتفعيل العمل العربي المشترك واليمن بطبيعة الحال استجابت لهذه الدعوة بكل حب وصدق وبالتالي قدمت هذه المبادرة التي تناقش اليوم في الاجتماع الخماسي ,ولاشك أن الشارع العربي اليوم يعول كثيراً على هذه المبادرة التي سيتم اقرارها بإذن الله في القمة العربية الاستثنائية في اكتوبر القادم. ويقول الدكتور الرصاص وزير الشئون القانونية بأن اليمن في السنوات الأخيرة تعمل بكل جد لتفعيل العمل العربي المشترك وتقريب وجهات النظر العربية وهي قد عملت على تقديم مبادرة لعقد القمة العربية بشكل دوري كل سنة وأيضاً تقديم هذه المبادرة الهامة ,وكذلك العمل على المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وغيرها من المبادرات التي تصب في تفعيل العمل العربي المشترك والتي لاشك يحسب كل ذلك لليمن بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. وبالنسبة لأبرز التحديات التي تواجه الأمة العربية اليوم يقول الدكتور الرصاص بأن ابرز هذه التحديات هي عدم التخطيط السليم للمستقبل برؤية واحدة يتفق عليها العرب ,لذلك المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك والتي قدمها فخامة الأخ رئيس الجمهورية ستكون عبارة عن خطة مستقبلية للدخول إلى القرن الواحد والعشرين ولمواجهة التكتلات الاقتصادية والسياسية الموجودة برؤية واقعية وموحدة لمختلف الدول العربية والمستقبل لن يكون إلا للتكتلات الاقتصادية والسياسية. خلق روح جديدة الأستاذ محمد مقبل الحميري عضو مجلس النواب قال:كما يعلم الجميع بأن العمل العربي المشترك في الوقت الراهن أصبح في حالة يرثى لها وفي موت سريري وبالتالي فإن المبادرة اليمنية جاءت في الوقت المناسب لاحياء العمل العربي المشترك ولخلق روح جديدة في الأمة العربية خاصة وأن العالم أجمع يسعى إلى التوحد ونحن اليوم نعيش في عصر التكتلات الاقتصادية والتكتلات الإقليمية ونحن في العالم العربي نعيش في ظل التفكك والتشرذم لهذا كما ذكرت جاءت هذه المبادرة انطلاقاً من الدعوة التي اطلقت في قمة الدوحة لاحياء العمل العربي المشترك ,ونحن في العالم العربي يجب أن ننظر إلى ماحولنا أوروبا اليوم لها عملة موحدة ,ولها سوق مشتركة واتحاد له قرارات فاعلة وما إلى ذلك وأيضاً في افريقيا ونحن العرب أولى بكل ذلك وديننا الإسلامي الحنيف يدعونا إلى التوحد والعالم اليوم لايحترم إلا من كان قوياً سواءً اقتصادياً أو عسكرياً وما إلى ذلك. لهذا نأمل أن ترى المبادرة اليمنية النور خاصة وأن قمة سرت قد أقرت المبادرة اليمنية على جدول أعمالها وشكلت لها لجنة خماسية لبلورتها واقرت لها قمة قادمة في اكتوبر القادم خاصة بهذه المبادرة.. لهذا المبادرة اليمنية هي الأمل الأخير لاستيقاظ الأمة من سباتها العميق لأننا كما ذكرت في عصر التكتلات وليس التشرذم والتمزق.. ويضيف الأستاذ الحميري قائلاً: ونأمل للاجتماع الذي سيعقد اليوم في العاصمة الليبية كل النجاح والتوفيق وأن يعمل الخمسة الزعماء لما له خير على الأمة العربية وبالتأكيد سيخلد التاريخ انجازهم العظيم المتمثل بإنشاء الاتحاد العربي الكفيل بتفعيل العمل العربي المشترك. وبالنسبة لدور الدبلوماسية اليمنية في تقريب وجهات النظر وتفعيل العمل العربي المشترك يقول الاستاذ محمد الحميري عضو مجلس النواب بأن تقديم المبادرة اليمنية والترحيب بها هو بحد ذاته نجاح كبير للدبلوماسية اليمنية ونجاح كبير للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – خاصة انها قدمتها وهي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة خلقت لها العديد من المشاكل الداخلية ، ومع هذا يظل هاجس العمل العربي المشترك من ابرز القضايا التي تعمل عليها الدبلوماسية اليمنية مع ان اليمن لوكانت ظروفها أحسن حالاً لكان بالتأكيد لها دور إقليمي وعربي ودولي أكبر من ذلك ومع ذلك يحسب لها هذا النجاح وهذا الترحيب بالمبادرة رغم مشاغلها ومشاكلها الداخلية. إيقاظ للضمير العربي الأستاذ أحمد عبدالله الصوفي الأمين العام للمعهد اليمني لتنمية الديمقراطية تحدث قائلاً : الحقيقة ان الاجتماع الذي سينعقد اليوم لن يكون أكثر من وخزة ابرة في جسد عربي هزيل وقد فعلت الهزائم فيه ما فعلت وبالتالي مبادرة اليمن جاءت انطلاقاً من أنه عل وعسى أن تثبت لنا أن في هذا الجلد خلية حية أو منطقة تتحسس الخطر الداهم الذي يتمثل الآن في الأوضاع الحالية التي تعيشها الأمة والأخطار المحدقة بها. أما إسرائيل فهي واقع لهذا الجسم العربي .. لذا أعتقد المبادرة اليمنية هي ايقاظ للعقل العربي وللضمير العربي وللنخوة العربية وكلها معنويات وأخلاقيات إذا ما وجدت أفئدة تمتلك ضميراً عربياً مستعداً ليخطو بها نحو مستقبل عالم عربي قادر على التكالب والتكاتف والتعاضد، قادر حتى على اكتشاف ملكات موقعه وترابطه لأننا أمة آخر من أتاها نبي وآخر من تتطور آخر من تمحى منها الأمية وآخر من تتكاتف فيما بينها وآخر من تدافع عن أحياضها .. هذه المأساة اليمن تتحسسها وتحاول ان تساعد العرب على الخروج بالمبادرة وبالتالي اليمن كريمة في تفاؤلها وتعويلها على القادة العرب. ويضيف الأستاذ أحمد الصوفي قائلاً : اليمن دولة واقعية في دبلوماسيتها كونها بلداً تفرد في أمر واحد انها في زمن التشطير والتمزق العربي العالمي استطاعت ان تحقق وحدتها ، وهذا البلد أيضاً في الوقت الذي الدكتاتوريات والشموليات مازالت تعشعش في العالم مازال متمسكاً بالديمقراطية.وبالتالي اليمن مازال يرمي الكرة في الوحدة العربية كخيار استراتيجي لتعميق مفهوم الوحدة اليمنية وحمايتها .. ولعل المشكلة الأساسية في المنطقة العربية هي التنمية وبالتالي غياب الديمقراطية في البلدان العربية هو الذي يعيق التنمية ومن هذا المنطلق ربط الدبلوماسية بقضيتي التنمية الديمقراطية والوحدة أعتقد انه يمثل بعداً استراتيجياً لازالت الدبلوماسية اليمنية تخدمه. وحول التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك يقول الصوفي: أعتقد أن العمل العربي يواجه تحديات جمة ابرزها افتقاده للرؤية الموحدة للتحديات ، فكل قطر عربي ينظر إلى تحدياته باعتبارها تحديات جزئية لن تطاله إذا ما انطلقت إلى دولة أخرى عربية والعراق وفلسطين أكبر مثال على ذلك أي إن الرؤية العربية مازالت قاصرة ومحصورة في ترتيبات البيت الداخلي مع ان كل بيت هو أصلاً يدمر البيت الآخر وهذا الأمر على صعيد الرؤية خطير جداً أما على الصعيد المؤسسي فالعمل العربي يواجه مأزق المشروعيات حيث لا يمكن ان تبني بيتاً أساسه رصين دون أن تعطي لها قيمتها الإنسانية والديمقراطية وليست كل المنطقة العربية تعمل بهذه القيم الأمر الثالث وهو تحد خطير ويتمثل بالتنمية حيث لازالت إشكالية التنمية المعرفية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم ابرز معوقات المنطقة وتكاد تجعلها أدنى من افريقيا ولا يمكن احداث التنمية دون الأخذ بزمام المبادرة فيما تصل بقضية ان تكون أمة تقتني المعرفة وتنفق عليها من أجل التنمية .. الأمر الرابع اظنه البناء المؤسسي وهو من التحديات التي تواجه الأمة العربية كون المنطقة برمتها تفتقر إلى البناء المؤسسي كحقيقة في إدارة الدولة. نجاح للسياسة اليمنية الأستاذ أحمد الصويل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس النواب يؤكد أيضاً من جانبه ان المبادرة اليمنية تشكل في حد ذاتها مفتاحاً لتفعيل العمل العربي المشترك ولهذا حظيت هذه المبادرة باحترام وتقدير مختلف القادة العرب، وتأتي أيضاً في إطار السياسة الخارجية للجمهورية اليمنية التي يقودها بحكمة واقتدار فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والتي تؤمن إيماناً قاطعاً بالعمل العربي المشترك وبالقومية العربية باعتبارها أحد الثوابت للسياسة الخارجية للجمهورية اليمنية وكما تعلم ان العمل العربي المشترك شهد مطلع التسعينيات هزة عنيفة خاصة بعد أزمة الخليج ودخول العراق إلى الكويت مما أدى إلى هذه الهزة العنيفة في جدار العلاقات العربية العربية والتي كادت ان تعصف بالجامعة العربية أيضاً كان هناك منذ منتصف الثمانينيات انقطاع القمم العربية واستشعاراً من قبل الجمهورية اليمنية بمسئولياتها القومية وذلك وفقاً لقرار القمة العربية رقم 218 الصادر عن القمة العربية بعمان في مارس 2001م وأيضاً تأكيداً على قرار الجامعة العربية في قمة شرم الشيخ في عام 2003 م وفي تقديري بأن المبادرة اليمنية سوف تلاقي اجماعاً كبيراً في القمة المقبلة كما حظيت قبل ذلك المبادرة اليمنية الخاصة بدورية عقد القمة العربية على اجماع واقرار القادة العرب وهذا بالتأكيد ليس غريباً على اليمن خاصة انها عضو مؤسس للجامعة العربية ضمن سبعة أعضاء كان لهم شرف إنشاء الجامعة العربية .. ويضيف الدكتور الصويل قائلاً : وكما تعلم ان المبادرة اليمنية تشمل مجموعة من المبادىء والآليات الكفيلة بتفعيل العمل العربي المشترك .. كما ركزت المبادرة على قضايا التعاون خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي خاصة اننا في عصر التكتلات السياسية والاقتصادية .