عرض وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي خلال لقائه أمس في مبنى وزارة الخارجية وفد جمعية الصحفيين الأجانب في القاهرة العديد من القضايا والمستجدات على الساحة اليمنية على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية. وفي اللقاء الذي نظمه المركز الإعلامي اليمنيبالقاهرة بمشاركة عدد من الصحافيين العرب والأجانب استعرض الوزير القربي التحولات التنموية والديمقراطية التي شهدها اليمن منذ إعادة تحقيق وحدته وإعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990 والجهود التي بذلتها القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية - من أجل تطوير التجربة الديمقراطية التعددية في اليمن بغية مواكبة الديمقراطيات الرائدة.. مبيناً أن التجربة الديمقراطية اليمنية رغم حداثتها إلا أنها قطعت خطوات هامة وخلقت «ثقافة ديمقراطية». وأوضح القربي أن اليمن بدأ مرحلة جديدة من العمل السياسي والديمقراطي بعد انتخابات 1993 النيابية والتي كانت أول انتخابات ديمقراطية تنظم في اليمن بعد إعلان قيام دولة الوحدة وأثبتت توجه اليمن الصادق نحو الخيار الديمقراطي ..مشيراً إلى أن اليمن واجه بعد هذه التجربة تحدياً كبيراً تمثل في فتنة محاولة الانفصال في العام 1994 لكن شعبنا اليمني بمختلف فئاته وقواه السياسية والوطنية تصدى لتلك الفتنة وتمكن من اخمادها وإحباط مخطط إعادة تجزئة اليمن وحافظ على منجز الوحدة العظيم . وتحدث عن الجهود التي بذلتها القيادة السياسية من أجل تعزيز الاستقرار وتمتين علاقة اليمن بمحيطه الخليجي .. موضحاً الخيارات التي انتهجها اليمن في حل مشكلاته الحدودية مع دول الجوار والتي وضعت حداً لسنوات طويلة من التوتر وساهمت في توجيه جهودالدولة نحو تحقيق التنمية الشاملة . وتطرق وزير الخارجية إلى الجهود المبذولة على صعيد تعزيز مسيرة التنمية وإسهامات شركاء التنمية من الدول والمنظمات المانحة في دعم خطط وبرامج التنمية في اليمن. ولفت إلى أن مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن عام 2006 أفضى إلى تعهدات بأكثر من خمسة مليارات دولار من الدول والمنظمات المانحة لمساعدة اليمن من أجل النهوض بمستواه الاقتصادي والاجتماعي ودعم خططه التنموية الشاملة إلا أن تأخر الوفاء بتلك الالتزامات أثر سلبياً على خطط التنمية الشاملة, مبيناً أن الحكومة أدركت مبكراً أن المشكلات الاقتصادية كانت السبب الأول في ظهور التطرف وخضوع الشباب للاستقطاب من قبل المتطرفين والعناصر الإرهابية خصوصاً لاسيما وأن 60 في المئة من سكان اليمن هم دون ال 25 سنة. وحول الدعم المأمول لجهود التنمية في اليمن , أوضح الدكتور القربي أن اليمن مايزال بحاجة إلى دعم كبير من أجل تمويل خطط التنمية الشاملة التي من شأنها تعزيز حالة الاستقرار في البلد, مشيراً في هذا الصدد إلى أن عدد التجمعات السكانية في اليمن تصل إلى 150 الف تجمع سكاني في حين أن كثيراً من دول العالم لا يتجاوز عدد التجمعات السكانية فيها ال أربعة آلاف تجمع سكاني ما شكل أمام اليمن تحدياً كبيراً في جانب تقديم الخدمات والتواصل مع هذه التجمعات .وفي شأن التحديات الاقتصادية والبدائل التي انتهجتها الحكومة لمواجهة آثار انخفاض أسعار النفط أكد القربي أن اليمن يواجه تحديات كبيرة في هذا الجانب بخاصة بعد التدني الكبير في أسعار النفط .. لافتاً إلى أن الحكومة اتجهت مؤخراً إلى تشجيع الاستثمار وجذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية إلى اليمن فضلاً عن اهتمامه بتعزيز دور القطاع السياحي والاستفادة المثلى من المقومات الكبيرة التي يمتلكها هذا القطاع . وقال: اليمن يؤمن بأهمية السياسة الخارجية التي تفتح الأبواب أمام الاستثمارات, ونحن نتفهم ذلك وهذا هو التحدي الأكبر أمام اليمن, كما يسعى إلى خلق شراكة اقتصادية حقيقية خاصة مع دول المنطقة في مجلس التعاون الخليجي التي لا تتعدى فيها العمالة اليمنية نسبة ال 30 في المئة قياساً إلى عددها قبل حرب الخليج الثانية . وفي شأن الجهود المبذولة لإحلال السلام في صعدة .. أوضح الدكتور القربي أن القيادة السياسية قررت وقف العمليات العسكرية بعد التزام الحوثي بشروط الدولة الستة لإنهاء فتنة التخريب والتمرد, وذلك في إطار حرص الدولة على تكريس السلام والتفرغ لجهود البناء وإعادة الأعمار وإنهاء أي فتن تؤثر على الاقتصاد الوطني. وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين بشأن العلاقات مع الصومال والتأثيرات السلبية على اليمن جراء استمرار الاضطرابات وغياب الدولة في الصومال ..أكد الوزير القربي أن اليمن يتحمل الجزء الكبير من الأعباء التي خلفها استمرار الأوضاع المضطربة في الصومال .. موضحاً أن اليمن يستضيف حالياً أكثر من 700 ألف لاجئ صومالي والكثير منهم غير مسجلين في قوائم المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين. وقال: إنعكاسات المشكلة الصومالية, لم تمس اليمن بمفرده بل مست دولاً كثيرة منها أثيوبيا واريتريا. وحول العلاقات اليمنية السعودية أكد وزير الخارجية أنها علاقات أخوية وتاريخية متميزة وتسير بخطى متسارعة لتعزيز جوانب التكامل والشراكة بين البلدين والشعبين الشقيقين في كافة المجالات .. منوهاً في ذات الوقت بالتنسيق القائم بين البلدين في الحرب على الإرهاب . وفي شأن العلاقات مع إيران أكد الدكتور القربي وجود علاقات طيبة تربط بين اليمنوإيران .. لافتاً إلى أن الدعم الذي تلقته العناصر الحوثية في صعدة كان قادماً من بعض الحوزات الدينية هناك وليس من قبل الدولة والنظام الإيراني .. وعن العلاقة بين اليمن ودول أمريكا الجنوبية, أشار إلى أنها متميزة في الجوانب السياسية والاقتصادية خاصة مع البرازيل وكوبا.. حضر اللقاء رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير محمد علي شيبان والمستشار الإعلامي بسفارة اليمنبالقاهرة خالد السودي.