نظم منتدى الدهني للثقافة والفنون بالحديدة محاضرة بعنوان (إضاءات حول التاريخ اليمني القديم ) ضمن فعاليات دورته الفصلية الأولى للعام 2010م دورة الفقيد يوسف الشحاري . وأكد مستشار وزارة الثقافة أبو القصب الشلال في محاضرته ضرورة تعاطي الباحثين مع المرويات التاريخية بحذر شديد ومنهجية علمية ومصداقية كبيرة لكتابة مدونة تاريخية يمنية خالية من المجازفات والمفارقات وإعطاء الحق لغير أهله . وأضاف قائلاً : «إن ذلك لا يضير التاريخ اليمني شيئاً ولا يغض من قدره ، وإنما يقف بنا على قاعدة تاريخية متينة للماضي نؤسس بها حاضراً وحدوياً خالياً من مفارقات الماضي» .لافتاً إلى أن هناك الكثير من الشخصيات التاريخية اليمنية لم تعط حقها وبحاجة إلى الإنصاف والتقدير. وأشار الشلال إلى أن الأمر الأخطر في مروياتنا التاريخية أنها قادمة من مدونات تاريخية شعبية تجانب الحقائق وينقصها قدر كبير من الصحة ، مستدلاً بقصتي يوسف عازار ذو نواس وسيف بن ذي يزن.. مبيناً أن الخلط التاريخي و أخطاء المؤرخين في التعاطي مع سيرة ذي نواس وضعته في مكانة البطل التي لم يكن يرقى إليها إذ كان مشرعاً للجرائم الإنسانية كحادثة الأخدود . كما شكك في مصداقية سيرة سيف بن ذي يزن التي تروى بشكل شعبي . وأشار أبو القصب الشلال إلى تصويبات وتصحيحات لأخطاء روايات تاريخية في التاريخ اليمني القديم ومنها عبلهة العنسي والتسلسل التاريخي للدويلات اليمنية القديمة. داعياً الشباب والباحثين الجدد إلى إعادة كتابة مدونة التاريخ اليمني العظيم بموضوعية تامة وفق رؤية جادة خالية من التعصب المذهبي أو المناطقي .