زرعة بن حسان بن أسعد. تاريخ الوفاة 102 ه / 524 م تُبع الأصغر، الملقب ب(ذي نواس)؛ لذؤابةٍ كانت تنوسُ -أي: تتذبذب- على ظهره. عاش في بلاد (نجران)، وهي اليوم جزء من مملكة (آل سعود). ملك، قديم، اعتنق اليهودية، ونشرها في اليمن، وسمى نفسه (يوسف)، واختلف الرواة في اسمه، واسم أبيه، وأجمعوا على أنه صاحب (الأخدود)، المذكور في سورة البروج، في القرآن الكريم. وخلاصة قصته: أن فَتًى من (نجران) اسمه (عبد الله بن الثامر)، منحه الله الكثير من الكرامات، فشفى المرضى، وأبرأ الأبرص والأكمه والأعمى، وسخر كل ذلك لدعوة الناس إلى الوحدانية، على دين سيدنا (عيسى) عليه السلام. فلما علم به صاحب الترجمة أمره بترك دينه؛ فأبى؛ فأمر بقتله، ولكن الله عصمه منه، واستخدم صاحب الترجمة كل وسائل القتل في الغلام، ففشل، فقال له الغلام: “إنك لن تقدر على قتلي؛ إلا أن تجمع أهل مملكتك، وترميني بسهم، وتقول: بسم الله رب الغلام”، ففعل صاحب الترجمة ذلك، فمات الغلام، وازداد الناس إيمانًا بالله، وصاحوا: “آمنا برب الغلام”، فأمر بإغلاق المدينة، وحفر أخدودًا كبيرًا، وأشعل فيه النار، ثم عرض الناس، فمن ترك دينه نجا، ومن تمسك به مات حرقًا. روت بعض المصادر: أنه قتل في ذلك اليوم ما يزيد على عشرين ألف موحِّد. وكان قد نجا منهم رجلٌ يقال له: (دوس ذو ثعلبان) وفرَّ إلى قيصر الروم؛ مستنجدًا به، فأمر القيصر (نجاشي الحبشة) بنجدة النصارى في نجران، ومحاربة ملكهم، الذي يدين باليهودية، وأرسل سبعين ألف جندي، بقيادة (أرطأة)، ووجههم إلى اليمن، لقتال صاحب الترجمة، الذي انهزم أمامهم، وألقى بنفسه في البحر في شواطئ عدن، مما يلي (الصبيحة)؛ فمات غرقًا، وكان آخر من ملك اليمن، من الأسرة (الحميرية) المتواصلة بالحكم منذ آلاف السنين من (قحطان)، وكان سببًا في غزو الأحباش لليمن، ومن بعدهم الفرس، حتى عاد الحكم لفترة قصيرة إليهم، عندما ظهر (سيف بن ذي يزن الحميري)، وبعد موته بقليل ظهر الإسلام. ويحكى أن (ذا نواس) ندم على قتل الغلام ندمًا شديدًا، وقال: ألا ليت أمي لم تلدني ولم أكن عشية حزَّ السيف رأس ابن ثامرِ موسوعة الأعلام