نظم منتدى الدهني للثقافة و الفنون بالحديدة اليوم الثلاثاء محاضرة بعنوان ( إضاءات حول التاريخ اليمني القديم ) ضمن فعاليات دورته الفصلية الأولى للعام الجاري دورة الفقيد يوسف الشحاري . وشدد مستشار وزارة الثقافة أبو القصب الشلال في محاضرته التي القاها في المنتدى اليوم على ضرورة تعاطي الباحثين مع المرويات التاريخية بحذر شديد ومنهجية علمية ومصداقية كبيرة لكتابة مدونة تاريخية يمنية خالية من المجازفات و المفارقات و إعطاء الحق لغير أهله . وقال الشلال "إن ذلك لا يضير التاريخ اليمني شيئاً و لايغض من قدره ، و إنما يقف بنا على قاعدة تاريخية متينة للماضي نؤسس بها حاضراً وحدوياً خالياً من مفارقات الماضي "، موضحا أن هناك الكثير من الشخصيات التاريخية اليمنية لم تعط حقها و بحاجة إلى الإنصاف و التقدير. واضاف :"أن الأمر الأخطر في مروياتنا التاريخية أنها قادمة من مدونات تاريخية شعبية تجانب الحقائق وينقصها قدر كبير من الصحة ، مستدلاً بقصتي يوسف عازار ذو نواس و سيف بن ذي يزن" . وتابع الشلال قائلا : أن الخلط التاريخي و أخطاء المؤرخين في التعاطي مع سيرة ذي نواس وضعته في مكانة البطل التي لم يكن يرقى إليها إذ كان مشرعاً للجرائم الإنسانية كحادثة الأخدود . كما شكك في مصداقية سيرة سيف بن ذي يزن التي تروى بشكل شعبي . واشار إلى تصويبات و تصحيحات لأخطاء روايات تاريخية في التاريخ اليمني القديم ومنها عبلهة العنسي و التسلسل التاريخي للدويلات اليمنية القديمة... داعياً الشباب و الباحثين الجدد إلى إعادة كتابة مدونة التاريخ اليمني العظيم بموضوعية تامة وفق رؤية جادة خالية من التعصب المذهبي أو المناطقي . واكد في ختام محاضرته أن حديثه مجرد آراء ذاتية توصل إليها وليست كلاماً قطعياً وهو قابل للمحو و الإثبات .