هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي محمد،فيقول: كان الإمام أحمد قبل أن يصبح إماماً على اليمن ولياً للعهد،وكان أميراً على حجة وبعض المناطق، وكان أحمد مشغولاً مشغوفاً بالإمارة والحكم وضبط الأمور، والإمام يحيى والده في صنعاء مهتم بأن يدرس ولي العهد العلوم الشرعية ولا ينشغل بالإمارة، فطلب من العلامة الشماحي أن يدرس ولي العهد، فكان الشماحي يأتي كل يوم إلى مقام ولي العهد فيدرسه ثم يعود،وكان عند أحمد أسد وله سايس يسوسه،وفي يوم من الأيام جاء الشماحي ودخل المقام وجلس، وكان يرتدي لباساً وزياً يشبه ما يلبسه ولي العهد،وجلس ينتظر ولي العهد، وأراد ولي العهد أن يداعب العلامة الشماحي مداعبة خشنة، ففتح للأسد باب القفص وسمح له بالدخول على الشماحي، ومن حسن الحظ أن الأسد ظن الشماحي ولي العهد، فجلس الأسد في حجر الشماحي على هذا الظن، وارتعش الشماحي وتصبب عرقاً، ولم يستطع حراكاً ولا نطقاً، ورأى هذا المنظر السايس القائم على رعاية الأسد، فحذر ولي العهد من الدخول حتى لا يدرك الأسد أن الذي يجلس في حجره ليس ولي العهد، فيخشى إذا عرف الأسد ذلك أن يلتفت إلى الشماحي، فيهبره، ثم دخل السايس ونادى الأسد،وقال له :تعال، يكفي دع مولانا الآن، فقام الأسد بكل هدوء مطيعاً لسائسه ودخل القفص، وعندئذ انتفض العلامة الشماحي، وقام من مكانه غاضباً أشد الغضب، وصاح: أنا جئت أعلم ولد الإمام، أم جئت أعلم سرسري، “سرسري بلغة أهل صنعاء: الحقير التافه”؟ من أراد أن يتعلم،يأت عندي، وأنا بعد الآن لن أحضر عند أحد، وانطلق لا يلوي على شيء، وولي العهد يبتسم!!.