حين كانت فكرة إعداد مادة عن جلسات الشاي في حضرموت، تدور في ذهني، كانت الذاكرة تستحضر الجلسات الخاصة بشرب الشاي سواء في انجلترا،أو جلسات الشاي الممتدة في الصين.وتبرز جلسات الشاي في محافظة حضرموت بل تكاد أن تكون حكراً عليها.. وتتنوع جلسات الشاي إلى الجلسات الصباحية وهي جلسات عادية لا يوجد فيها تنظيم وجلسات في وقت الظهر وجلسات أخرى ليلاً، وتنظم جلسات الشاي مع السمر الليلي وللاحتفاء بمقدم الضيف، كما هي في الأعياد والمناسبات الدينية وحفلات الزواج. ويوقن غالبية أبناء حضرموت بأن جلسات الشاي تؤدي للتآلف واجتماع الشمل.. كما أنها تحمل إعزازاً وتقديراً لمن تقام جلسة شاي على شرفه.. وفي داخل المنازل الحضرمية تقترن جلسة الشاي بإعداد البيت وتبرج المرأة الحضرمية بالزينة والتعطر والتبخر عند قيامها بإعداد الشاي كما تقترن الجلسة بتناول وتقشير الزعقة الحضرمية. مستلزمات وأوان كثيرة هي الضروري وجودها لإعداد الشاي حيث تتوزع إلى السموار والكتالي أواني الماء النظيف، موقد للفحم مع بقية المستلزمات من الفناجين والملاعق. وتمر عملية إعداد الشاي حسب/محمد صالح محيسون أحد ساكني سيئون وأحد الذين يقومون بإعداد الشاي بمراحل عديدة تبدأ بغسل الشاي بالماء الحار وتصفيته ثم وضعه في ماء جديد آخر حتى تنبعث رائحة الشاي ليتم صبه بعد ذلك لمرتين أو ثلاثاً في كأس، وتسمى هذه العملية بالتكرير ليتم الانتظار لخمس دقائق قبل ارتشافه. ويتم إعداد الشاي بالفحم على نار هادئة يتم التحكم فيها، أما الشاي المعد فتتنوع أصنافه إلى الشاي الأحمر، الأخضر، شاي حومري.. وبعكس غالبية مناطق حضرموت فإن مناطق أخرى فيها لا تعطي اهتماماً كبيراً بجلسات الشاي وذلك لنأيها عن المدينة وعراقتها في البداوة وذلك خلافاً لتأثر دول كأندونيسيا، ماليزيا، وغيرها من دول شرق آسيا بجلسات الشاي الحضرمي نتيجة الهجرات الحضرمية إليها.