هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي محمد حفظه الله أن الشوكاني حكى في نفسه فقال: وإني أخبرك أيها الطالب عن نفسي تحدثاً بنعمة الله سبحانه ثم تقريباً لما ذكرت لك من أن هذا الأمر كامن في طبائع الناس، ثابت في غرائزهم، وأنه من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، إني لما أردت الشروع في طلب العلم، ولم أكن إذ ذاك قد عرفت شيئاً منه، حتى ما يتعلق بالطهارة والصلاة إلا مجرد ما يتلقاه الصغير من تعليم الكبير لكيفية الصلاة والطهارة ونحوهما، فكان أول بحث طالعته بحث كون الفرجين من أعضاء الوضوء في "الأزهار" لأن الشيخ الذي أردت القراءة عليه والأخذ عنه، كان قد بلغ في تدريس تلامذته إلى هذا البحث، فلما طالعت هذا البحث قبل الحضور عند الشيخ رأيت اختلاف الأقوال فيه، سألت والدي رحمه الله عن تلك الأقوال أيها يكون العمل عليه، فقال: يكون العمل على ما في الأزهار، فقلت: صاحب الأزهار أكثر علماً من هؤلاء، قال: لا، قلت: فكيف كان اتباع قوله دون أقوالهم لازماً؟ فقال: اصنع كما يصنع الناس، فإذا فتح الله عليك، فستعرف ما يؤخذ به وما يترك، فسألت الله عند ذلك أن يفتح علي من معارفه ما يتميز لي به الراجح من المرجوح، وكان هذا في أول بحث نظرته، وأول موضع درسته وقعدت فيه بين يدي العالم، فاعتبر بهذا، ولا تستبعد ما أرشدتك إليه، فتحرم بركة العلم وتمحق فائدته.