هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. كان الإمام العلم محمد بن علي الشوكاني رحمه الله عندما تولى القضاء في أيام الإمام المهدي عبدالله، قد اشترط على المهدي نفاذ أحكامه وقضائه على كل الناس، فأشار المهدي عبدالله إلى نفسه، وقال: لو كان على الجالس على هذا الكرسي.. وفي أحد الأيام أدعى رجل على بعض عقال أو مشايخ بني حشيش فأرسل إليه الشوكاني ورقة إحضار ليحكم بينه وبين خصمه، فرفض الشيخ الحضور ولم يكتف بالرفض، بل عمل الإحضار في عرض عود من قصب الذرة التي تأكله البقرة، وربطه ببعض أغصان القصب في شكل ما يسميه الناس بالعصابة، وألقم الثور العصابة ليأكل ورقة الإحضار مع هذه العصابة تحدياً لشيخ الإسلام الشوكاني، وتكبراً على غريمه الطالب منه الحضور، فما كان من العسكري الرسول إلا أن استشهد الحاضرين على ما فعله هذا الشيخ المتعجرف، ورجع إلى صنعاء، ليخبر شيخ الإسلام الشوكاني بما كان من هذا الشيخ أمام الشهود الحاضرين لهذا التحدي السافر لأمر قاضي القضاة رحمه الله وما كاد الخبر يصل إلى الشوكاني حتى أرسل بدواته مع رسول خاص إلى الإمام المهدي عبدالله الذي كان يومئذ في قرية ذهبان ضيفاً على الشريف الحسن بن ناصر الجوفي، وما كاد المهدي عبدالله يتلقى هذا النبأ حتى ترك مضيفه فوراً، وخرج مسرع هو ومن لديه من الجنود متوحهاً شطر بني حشيش، وبلغ فوراً إلى صنعاء بإرسال ثلة من الجنود مع المدفع في أقرب وقت ممكن وعلى جناح السرعة، وما مضت ساعة حتى كان الجميع أمام دار هذا الشيخ الشقي، فأمر بضرب داره بالمدفع وبإخراج الثور الذي كان قد أكل الإحضار في وسط العصابة، وذبحه وأخرج الإحضار من بين الفرث كما أمر بإلقاء القبض على هذا الشيخ الأحمق، وربطه بجامعة من حديد من عنقه إلى يده ثم إلى رجليه وأرسله إلى حبس القلعة مصحوباً بما يحافظ عليه حتى يصل عند الشوكاني ذليلاً خاضعاً للأمر الشرعي.