وسط ركام الحروب التي خلفتها فتنة التمرد والإرهاب بصعدة يقف المحافظ طه هاجر حاملاً أغصان السلام وداعياً إلى طي صفحة المآسي والويلات وتضميد الجراح وتدشين عهد جديد في تاريخ صعدة عنوانه السلام والتنمية والإعمار، بأسلوب السهل الممتنع يدير شئون المحافظة ومن بوابة التعليم يضع مداميك مشروعه للنهوض بواقعها، في حوار مع “الجمهورية” يرسم ملامح غدٍ مشرق لصعدة ويشدد على الأمن كسكة لعبور قطار التنمية وينبه الجميع بأنهم على متن سفينة واحدة لا تحتمل الفوضى فعواقبها الغرق وحدوث الكارثة فإلى نص الحوار: الدولة تثبت جديتها في إحلال السلام والحوثيون يماطلون في تنفيذ الشروط ال6 فكيف ستتم إعادة الإعمار؟ على الحوثيين التجاوب الصادق مع جهود الدولة فالحروب أكلت الأخضر واليابس ولم يحصد أبناء صعدة من ورائها سوى الويلات والمآسي، لذا فإن الحكومة جادة في إعادة إعمار ما دمرته فتنة التمرد لأنها تدرك المعاناة اليومية التي يتجرعها المواطن والذي ينتظر بفارغ الصبر أن يحل السلام في كافة ربوع صعدة ليعود إلى منزله ومزرعته فالمطلوب نية صادقة من قبل الحوثيين وكل شيء سيتحقق وستعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، فالموازنة متوفرة حيث وجه رئيس الجمهورية حفظه الله باعتماد عشرين مليار ريال موازنة مركزية بالإضافة إلى اثنين مليار ريال موازنة المجالس المحلية وإجمالاً لدينا “32” مليار ريال لنبدأ بالتنفيذ وإعادة الإعمار وهذا لن يتم إلا بتوفر الأمن والاستقرار. ما الشعور الذي يلازمك كمحافظ لصعدة؟ وما الأولويات التي تتصدر اهتماماتك؟ أولوياتي الأمن والاستقرار وسأعمل جاهداً وبتعاون الجميع وفي مقدمتهم أبناء المحافظة على إعادة صفة السلام لصعدة قولاً وعملاً شعاراً وسلوكاً فإذا ما تحقق ذلك ننطلق بروح الفريق الواحد تحت مظلة السلام والمحبة والوئام لصنع غدٍ مشرق لصعدة الخير والعطاء وندير عجلة التنمية والبناء بالتعليم والثقافة والصحة والطرقات والكهرباء والاتصالات وأتمنى من الجميع أخذ العظة والعبرة من دروس الحرب المؤلمة التي أشعلتها فتنة التمرد وألحقت بالغ الضرر بالوطن والمواطن ودمرت ما أنجزته الدولة في صعدة على مدى أكثر من أربعين عاماً. تركيبة اجتماعية معقدة وتيارات دينية متضادة وتركة ثقيلة خلفتها الحروب الستة كيف ستتعامل معها؟ في إطار الدستور والنظام والقانون وأي خروج عن ذلك سيثير المشاكل والفتن، وأدعو جميع أبناء المحافظة أن يكونوا سنداً وعوناً لجهود الدولة لتحقيق نهضة تنموية وتعليمية شاملة وأن يعمل كلٌ من موقعه على تصحيح المفاهيم الخاطئة وكشف مرامي التعبئة بالأفكار المتطرفة الدخيلة على مجتمعنا اليمني الغني بثقافته وبتراثه وإشاعة قيم المحبة والإخاء فرسولنا الكريم يقول “أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة” فبالحوار نحل مشاكلنا ونتغلب على التحديات التي تواجهنا. توقفت القوافل الشعبية لإغاثة النازحين وتضاءلت حجم المساعدات فما العمل؟ نواجه مشكلة حقيقية في توفير احتياجات النازحين جراء فتنة التمرد والتخريب فالمخيمات لا زالت تعج بالنازحين، صحيح عاد البعض إلى مناطقهم ولكن الأغلبية بانتظار عودة الهدوء والاستقرار ومنهم من دمر المتمردون منزلهم ومزارعهم وفي ظل هذا الوضع تم إبلاغنا من قبل برنامج الأغذية العالمي بعدم قدرته على مواصلة تقديم الدعم للنازحين وأنه سيضطر إلى خفض الحصة الشهرية إلى 50 % من الحصة المقررة ولذا فقد وجهت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين وبرنامج الغذاء العالمي مناشدات إنسانية إلى المنظمات والجهات المحلية والدولية الإنسانية بتقديم الدعم والمساعدات للنازحين ونتمنى منها استجابة سريعة ومبادرة في تقديم مساعدات إنسانية سخية للنازحين بما يساند جهود الحكومة وبرنامج الغذاء العالمي وشركاءه الأساسيين للاستمرار في تقديم الدعم الشهري من المساعدات للنازحين كما أدعو الجهات المحلية في المحافظات والقطاع الخاص إلى استئناف تحريك قوافل المساعدات لأن أبناء صعدة اليوم بحاجة ماسة إلى المساعدة أكثر من الظرف السابق فهم بحاجة إلى غذاء، بحاجة إلى دواء، بحاجة إلى كل شيء وإذا ما استؤنفت قوافل المساعدات فسيتم إيصالها إلى المديريات وليس إلى عاصمة المحافظة. ما الذي تحقق من قبل السلطة المحلية على صعيد عودة الأوضاع إلى طبيعتها؟ خلال الحرب كانت الحياة في صعدة شبه راكدة فالتعليم بجميع مستوياته كان متوقفاً فقبل شهرين كان لا يوجد مدرسة واحدة مفتوحة فبدأنا بفتح المدارس رغم مضي نصف العام الدراسي واتخذنا قراراً كسلطة محلية ببدء العام الدراسي واستؤنف التعليم في أكثر من نصف المدارس بالمحافظة وستستمر الدراسة خلال العطلة الصيفية حتى لا يحرم طلاب المحافظة من عام دراسي، كما استؤنفت الدراسة في كلية التربية والآداب التي كانت مغلقة وتم إلحاق ألفي طالب وطالبة بالمستوى الأول بعد تخفيض نسب القبول.. الكهرباء وعلى مدى ستة أشهر كان الظلام يخيم على المحافظة الآن تم رفدها بعدد من المولدات بطاقة خمسة ميجاوات خدمات الهاتف الثابت والانترنت كانت مقطوعة والآن لدينا أكثر من 300 ألف مشترك بعد عودة الخدمة إلى جانب فتح خدمة الهاتف النقال أمام الجميع بعد أن كان خلال الحرب محصوراً في عدد لا يتجاوز ثلاثة آلاف المستشفى الجمهوري وعدداً من الوحدات والمراكز الصحية فتحت أبوابها وتم إقامة مخيمات طبية وتنفيذ حملة تحصين شملت عدداً من المديريات، بدأنا بحصر الأضرار في الممتلكات العامة والخاصة واستطيع القول إنه خلال الشهرين التي أعقبت وقف الحرب تم تحقيق نقلة نوعية وسنعمل جاهدين حتى تكتمل عودة الحياة ويحل السلام في المحافظة. ماذا يعني إنشاء جامعة صعدة؟ وما الكليات التي ستحويها؟ الجامعة مشروع استراتيجي كبير يحظى بمتابعة واهتمام خاص من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية وهي في طريقها إلى التنفيذ فصعدة بحاجة إلى جامعة مثل بقية المحافظات ولا نتحدث عنها فحسب بل نحن بحاجة إلى معاهد فنية وتقنية وكلية مجتمع وكل ما يحقق نهضة تعليمية شاملة، فإنشاء الجامعة خطوة كبيرة وسنحرص على أن تحوي كليات تخصصية نوعية تخدم المحافظة وتلبي متطلبات النهوض بها، وترفد سوق العمل بكوادر مؤهلة. تخفيض نسب القبول في كلية التربية والآداب وفق أي حيثيات؟ تم فتح باب الالتحاق بأقسام الكلية وعلى مدى أسبوعين لم تتوافر شروط القبول في الراغبين بالالتحاق سوى ل70 طالباً وطالبة فطرحت الموضوع على الحكومة كمشكلة واقترحت تخفيض نسب القبول لاستيعاب الطلاب بدلاً عن تركهم عرضة للأفكار المتطرفة والاستغلال السيئ فكان التجاوب من قبل رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للجامعات واستطعنا بعدها تمكين ألفي طالب وطالبة من الالتحاق بالعام الجامعي الجديد وهذا العدد ليس بالكبير ولكن في حدود الطاقة الاستيعابية التي أتيحت لنا من قبل المجلس الأعلى للجامعات وأنا أعتبر ذلك خطوة متقدمة فبدلاً من قبول 70طالباً تم إلحاق ألفي طالب وطالبة. مطار صعدة ماذا بشأن تجهيزه لاستقبال الطيران المدني؟ تم اللقاء مع الأخ وزير النقل وتم تحديد متطلبات تجهيز المطار من صالة وصول ومغادرة وتوسعة وتوفير وسائل السلامة والإطفاء وغيرها فالمطار حالياً لا يوجد به سوى مهبط للطائرات فقط، وقد تم عمل محضر مع وزارة النقل وإن شاء الله يبدأ عمل الدراسات والتصاميم ليتم التنفيذ فالمطار من المشاريع المركزية وبدورنا كسلطة محلية سنتابع الجهات المختصة في الحكومة حتى ترجمة هذا المشروع على أرض الواقع. كيف وبماذا ستحتفل صعدة بالعيد الوطني ال20؟ هناك عدد من المشاريع التي سيتم تدشينها في كافة المجالات وفي المقدمة التعليم والكهرباء والطرقات والمياه والصحة وبكلفة تقديرية تصل إلى 3مليارات ريال، وذلك بالتزامن مع العيد الوطني ال20لإعادة تحقيق الوحدة المباركة التي تعتبر وساماً ونوطآً على صدر كل يمني حر وشريف فالوحدة اليوم راسخة رسوخ الجبال، وقوتنا كيمنيين في وحدتنا والآخرون يقرأون عمق اليمن ومكانتها من خلال الوحدة المباركة التي سنحافظ عليها كما نحافظ على حدقات عيوننا. متى سترفع حالة الطوارىء؟ عندما يعم الأمن والاستقرار ستنتهي حالة الطوارىء. كلمة أخيرة. أتمنى أن تكون الحرب درساً لا يتكرر ليعمل الجميع كل من موقعه على إحلال الاستقرار فالسلام في صعدة سلام للجمهورية وعلى الجميع أحزاباً ومنظمات مدنية ومواطنين الإدراك بأننا في سفينة واحدة إن نجونا نجونا جميعاً، وإن غرقنا هلك الجميع.