الوحدة اليمنية حلم الشعب الذي تحقق بتضحيات جسام ارتقت إلى مستوى هذا الهدف المقدس من أهداف الثورة اليمنية، فعبر مسيرة النضال الوطني ومسار العمل الوحدوي امتحن اليمنيون صبر أبنائه البررة ووفائهم لمبادئ وأهداف الثورة ودماء الشهداء، وفي هذا السبيل تعددت محطات العمل من أجل إعادة تحقيق الوحدة وتوالت الخطوات في طريق وعر لازمته نيران لم تكن أقوى في تسعرها أمام إرادة بناء السلام والمجد والرفاهية ليمن موحد تتجلى فيه عظمة قياداته ومعهم الأخيار من أبناء الشعب، وهو المشهد الذي لملم وجوه هذه الحقيقة الناصعة يوم 22مايو 90م بإعلان الجمهورية في مدينة عدن ورفع علمها.. وقد احتضنت مدينة تعز محطات هامة على طريق إعادة تحقيق الوحدة المباركة نظراً لارتباطها بالوحدة، وهنا استعراض لهذه المحطات وعوامل أهلت تعز للعب دورها الريادي الوطني الوحدوي. تعز في سفر الثورة يطلق على مدينة تعز مدينة الثورة فمنها نبع جوهر التخطيط للثورة وما إن انفجر البركان المدمر لنظامي الحكم الكهنوتي الإمامي والاستعماري بدءاً بثورة 26سبتمبر 62م التي أسقطت أبراجاً هشة للظلم والطغيان بدأت مدينة تعز رسالة جديدة تشدها إلى جميع جنبات الوطن فاستقبلت عقب الانفجار الثوري آلاف الشباب من جميع البقاع لتعبئتهم وضمهم إلى الحرس الوطني في الشمال لمواجهة أعداء الثورة وبعد عام واحد فقط بدءاً من يوم 14أكتوبر 63م وضعت تعز نفسها تحت تصرف أبطال الكفاح المسلح لتحرير الجنوب المحتل ولتكون المدينة قاعدة انطلاقهم في كفاحهم المسلح ضد الاستعمار البريطاني وعملائه فكانت تعز لب الوطن ومنبع التغيير الثوري وبحكم موقعها الحساس على خارطة اليمن الواحد وتوافد أعداد المهاجرين العائدين والمهاجرين إليها والمقاتلين المنطلقين منها فقد أصبحت تعز متصدرة قيادة العمل الثوري ووضع إرادة التغيير بما اكتسبته من مؤسسات وكوادر إلى جانب الإخوة المصريين الذين تقدموا بالآلاف دفاعاً عن الثورة السبتمبرية منهم معلمون وأطباء ومهندسون وعمال بناء ساهموا في تأسيس معالم ثورتها التعليمية والصحية والعمرانية التي سرعان ماتركت بصماتها في واقع الوطن. وقدُر لمحافظة تعز أن تكون منطلقاً لطموحات اليمنيين المتشبعين بحلم الوحدة ونظراً لقربها من عدن ولحج والضالع بثت إذاعة تعز برامج موجهة لشد أزْر الثورة ضد الاستعمار وكان سكانها ذاتهم يستمعون لبرامجها طيلة ساعات الإرسال بنشوة، وكان أهل تعز قد خرجوا في 2 أبريل من نفس العام 1964م لاستقبال الزعيم العربي جمال عبدالناصر أول زعيم عربي يزور المدينة حيث أرسل رسالته منها لتصل كالصاعقة إلى مسامع الاستعمار وفيها (علي بريطانيا العجوز أن تأخذ عصاها وترحل) وألقى خطيب مفوه في حفل الترحيب وهو عبدالسلام محمد الأصبحي كلمة جاء فيها: (أهلاً بك ياجمال من مصر في اليمن إلى اليمن في مصر..) وكانت العبارة تعبيراً وحدوياً لأبناء محافظة تعز كونهم جزءاً من الصاعقة التي أطلقها الرئيس جمال عبدالناصر في وهج انتصارات الثورة اليمنية رغم استمرار أعداء الثورة وصولاً إلى حصار صنعاء في السبعين يوماً الأمر الذي رفضه أبناء تعز رفضهم لواقع النظام الشمولي الذي قام في عدن بعد الثلاثين من نوفمبر 1967م وما انتهجه في ادارته للحكم وانعكس على محافظة تعز في شكل تمزيق أسر وعائلات وأجواء صراع وأزمات ولكن تعز ظلت ملهمة الوحدويين باعتبار الوحدة هدفاً مقدساً لكل أبناء اليمن في شماله وجنوبه. أول لقاء قمة في تعز في الفترة من 10-12 ديسمبر 73م عقد الرئيسان الارياني وسالم ربيع أول قمة يمنية – يمنية على أرض يمنية هي مدينة تعز امتدت أعمالها إلى مدينة الحديدة وفيها اختتمت كانت هذه هي القمة الثالثة بين قيادتي الشطرين وذلك من أجل تحقيق أسمى أهداف الشعب اليمني وحلم الأجيال وتميز لقاء القمة بالاتفاق على إيجاد صيغ مشتركة لتحقيق إنجاز على الصعيد الاقتصادي الوطني وتذليل ماقد يعترض سير أعمال اللجان المشتركة من مصاعب وهي اللجان المنبثقة عن اتفاق القاهرة وبيان طرابلس وبعد هذه القمة توالت اجتماعات اللجان الفنية وذللت بين الأعمال من خلال دور الممثلين الشخصيين. قمة قعطبة وجاء لقاء القمة بين رئيسي الشطرين إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي في قعطبة يوم 15فبراير 1977م والذي ناقش القضايا التي تهم الشطرين وكذا مجالات التنمية الصناعية والزراعية بما يخدم المصلحة اليمنية العليا واتفقا على تشكيل مجلس يتكون من رئيس الشطرين ومسئولي الدفاع والاقتصاد والتخطيط والخارجية يجتمع مرة كل ستة أشهر بالتناوب بين صنعاءوعدن لبحث سير العمل الوحدوي وعمل اللجان المشتركة. ومثلما أدت حرب 72م إلى عدد من الاتفاقات الوحدوية لتحقيق هذا الهدف سلمياً فقد شهدت صنعاءوعدن تطورات مأساوية وبدا الوضع في الشطرين سوداوياً بسبب مقتل الرئيسين أحمد حسين الغشمي وسالم ربيع علي وبدء حراك سياسي جديد قاده الرئيس المنتخب من قبل أعضاء مجلس الشعب التأسيسي في الشطر الشمالي وهو فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، القادم قبل ذلك من تعز برصيد شغف قلوب أبناء المحافظة ومعه تنفسوا الصعداء وبدا لهم يوم الوحدة قاب قوسين أو أدنى لأنهم عرفوا القائد وراهنوا عليه وتوالت الأحداث وصولاً إلى قمة الكويت بينه وبين رئيس الشطر الجنوبي عبدالفتاح إسماعيل. قمة الكويت بناءً على قرارات الجلسة الاستثنائية لمجلس الجامعة العربية وفي الفترة من 4-6مارس 79م بشأن اليمن ومنها تشكيل لجنة متابعة من وزراء خارجية كل من الأردن – الامارات – الجزائر – سوريا – العراق – فلسطين – الكويت – الأمين العام للجامعة العربية وذلك للإشراف على تنفيذ قرارات الجامعة العربية الخاصة بالوحدة اليمنية.. وبلقاء القمة في الكويت بين الرئيسين علي عبدالله صالح وأخيه عبدالفتاح إسماعيل دخل العمل الوحدوي طوراً جديداً ففي هذا اللقاء التاريخي من 28-30مارس 79م بمشاركة أمير الكويت ولجنة المتابعة العربية حيث تقرر بدء اجراء عملي لإعداد مشروع دستور دولة الوحدة خلال 4أشهر يليه عقد لقاء قمة لإقرار الصيغة النهائية لمشروع الدستور ودعوة كل منهما لمجلسي الشعب في الشطرين خلال مدة يتفقان عليها للموافقة على مشروع الدستور تمهيداً للاستفتاء عليه. خطوات عملية ثم عقد لقاء صنعاء بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه علي ناصر محمد في صنعاء خلال الفترة من 2-4أكتوبر 1989م وبحثا الخطوات التي تم اتخاذها لتنفيذ اتفاقية القاهرة وبيان طرابلسوالكويت من أجل تحقيق الوحدة اليمنية على أساس ديمقراطي صحيح وقد أعطى الرئيسان للجان المشتركة الفرصة لاستكمال مهامها نظراً لأن المدة الزمنية المحددة في بيان الكويت انتهت ولم تنته اللجان من أعمالها. لقاء عدن - بعد ذلك جاء اتفاق عدن بين رئيسي الشطرين لتعزيز التعاون وتنسيق الاتصالات بين الشطرين في جميع المجالات وفي مقدمتها المجالات الاقتصادية الحيوية واتفق على انشاء عدد من المشاريع المشتركة. لقاء 13 يونيو 1980م في الفترة من 9-13يونيو 1980م قام رئيس الشطر الجنوبي علي ناصر محمد بزيارة إلى صنعاء تلبية لدعوة من الرئيس علي عبدالله صالح وفي اللقاء اتفقت القيادات والمسئولون في الشطرين على إعادة تحقيق الوحدة بالطرق السلمية والالتزام الكامل بالعمل الجاد على إعادة اللحمة اليمنية..واتفق الرئيسان على إقامة المشاريع الاقتصادية المشتركة والتنسيق في الخطط الاقتصادية وتبادل الخبرات والمعلومات كما وقعت عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية لإنشاء شركة يمنية للنقل البحري وأخرى للنقل البري وشركة يمنية للسياحة بهدف وضع الأسس الصحيحة للتنمية المتكاملة لشطري اليمن الواحد. اتفاق تعز 1-2 سبتمبر 1980م عقد لقاء بين رئيسي الشطرين العقيد علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد في تعز لتدارس الخطوات التي تتخذ على طريق إعادة الوحدة وما أنجزته اللجان المشتركة وفي 15سبتمبر عام 1981م يتفق رئيسا الشطرين على تشكيل لجنة لبحث نتائج أعمال لجان الوحدة وتقدم تصورات بشأن التنظيم السياسي الموحد من أجل التعجيل بالوحدة اليمنية. أعقب ذلك اتفاق لتطوير التعاون والتنسيق بين شطري الوطن جاء امتداداً للاتفاقات الوحدوية الموقعة بين رئيس الشطرين بهدف توسيع آفاق التعاون والتنسيق في جميع المجالات سيراً نحو تحقيق المصلحة العليا للشعب اليمني في إعادة توحيد اليمن فقد التقى الأخوان العقيد علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد في الفترة من 30/11-2/12عام1981م في عدن واتفقا على انشاء المجلس اليمني يجتمع بصفة دورية كل ستة أشهر وحددت اختصاصاته بمتابعة سير تنفيذ الاتفاقيات والاشراف على أعمال لجان الوحدة والاطلاع على ما اتفقت عليه هذه اللجان وإصدار التعليمات للمسئولين المعنيين في تنفيذ المشاريع المشتركة المتفق عليها، وكذا الاطلاع على تقارير السكرتارية المتعلقة بسير تنفيذ خطوات الوحدة. كما اتفق على انشاء لجنة وزارية مشتركة تتكون من رئيسي الوزراء ووزراء الخارجية والداخلية، التنمية، التخطيط، ووزير التربية والتعليم، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة وحددت اختصاصات اللجنة الوزارية المشتركة بالاشراف على تنفيذ المشاريع المشتركة وضمان التنسيق بين خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقديم الدراسات والتقارير والمقترحات إلى المجلس اليمني الهادفة إلى دعم خطوات الوحدة وتحقيق التكامل الاقتصادي واتفق أن تجتمع اللجنة الوزارية المشتركة بكل ثلاثة أشهر بالتناوب في كل من عدنوصنعاء وأعطيت سكرتارية المجلس صلاحية التنسيق بينه وبين لجان الوحدة وجهات الاختصاص في الشطرين، في الصعد الاقتصادية والثقافية والإعلامية وعلى صعيد التنقل بين شطري الوطن. لقاء تعز عام 82م عقد اجتماع المجلس اليمني في تعز برئاسة علي عبدالله صالح وأخيه علي ناصر محمد واتفقا على تنفيذ اتفاق 13يونيو 1980م والتزاما بكامل بنوده نصاً وروحاً وتنفيذ الخطوات العملية لضمان استقرار الشطرين. سكرتارية المجلس اليمني الأعلى عقدت دورتها الأولى في عدن في الفترة من 2-4سبتمبر 82م بعد أن أُقرت اللائحة الخاصة بتنظيم أعمالها وفي دورتها الثانية في صنعاء تم الاتفاق على اعداد مشروع لائحة تنظيم عمل السكرتارية..كما عقدت دورتها الثالثة في عدن في 28نوفمبر 82م. اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة نظرت في الفترة من 29نوفمبر إلى 1 ديسمبر المشروعات المقدمة من سكرتارية المجلس اليمني واتخذت قرارات ملزمة للوزراء المعنيين في الشطرين بتنفيذها وهذه القرارات تتناول الشركات اليمنية المساهمة – التبادل التجاري، مجال التنمية، طريق الوحدة، التربية والتعليم، المجال الزراعي، وفي بيان صحفي عن نتائج أعمال اللجنة أكدت فيه اللجنة على أن الأعمال التي أنجزتها لجان الوحدة وإقامة المؤسسات اليمنية المشتركة في السياحة والنقل البري والنقل البحري وكذلك القيام بالأبحاث المشتركة للثروات الطبيعية تعتبر من الانجازات الهامة التي تم تحقيقها في سياق العمل الوحدوي وثمرة من ثمار الجهود التي بذلتها قيادتا الشطرين في سبيل خلق المقدمات والشروط الأساسية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية على أسس سلمية وديمقراطية. اجتماع اللجنة الخاصة المشكلة من قبل المجلس اليمني الأعلى عقد يوم الخميس 18/8/83م في صنعاء وانعقدت الجلسة الختامية في تعز يوم السبت 20/8/83م حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة دائمة مشتركة تختص بتسهيل وتنشيط عمليات التبادل التجاري للسلع ذات المنشأ اليمني بين الشطرين.. كما أقرت اتباع الاجراءات العملية لتسهيل تنقل المواطنين بين الشطرين. المجلس اليمني الأعلى التقى الرئيسان العقيد علي عبدالله صالح وأخوه علي ناصر محمد في الدورة الأولى للمجلس اليمني الأعلى وعقد المجلس دورته الثانية في عدن في الفترة من 15-17/2/1984م وقد اطلع الرئيسان على تقرير سكرتارية المجلس في دورتيها الخامسة والسادسة في صنعاءوعدن على التوالي واحتوى التقرير على ماتم انجازه منذ انعقاد الدورة الأولى للمجلس اليمني الأعلى وصادق المجلس على التوصيات التي قدمتها السكرتارية وكلفها بمتابعة التنفيذ. المجلس اليمني الأعلى في دورته الثالثة انعقدت في صنعاء في الفترة من 4-6ديسمبر 84م برئاسة الأخوين العقيد علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام والأخ علي ناصر محمد – الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني اطلع المجلس على مستوى الانجاز بين دوريته وتنائج الزيارات المتبادلة واستعرض الرئيسان مايتصل بالعلاقات الخارجية. لقاء القمة في عدن – تعز في إطار الجهود الوحدوية التي تبذلها قيادات الشطرين قام العقيد علي عبدالله صالح في الفترة من 19-20يناير 1985م بزيارة لمدينة عدن عن طريق البر بهدف متابعة تنفيذ قرارات الدورة الثالثة للمجلس اليمني الأعلى إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الوطنية مع أخيه علي ناصر محمد رئيس الشطر الجنوبي من الوطن وقد وصل الرئيسان يوم 20يناير إلى تعز لمناقشة عدد من القضايا التي تهم شعبنا اليمني ومواصلة الجهود من أجل إعادة وحدة الوطن أرضاً وإنساناً. وتوالت اللقاءات بين مسئولي الشطرين ففي 24/4/85م عقدت في عدن أعمال الدورة العاشرة لسكرتارية المجلس اليمني والدورة الحادية عشرة في صنعاء في 19/8 والثانية عشرة في صنعاء أيضاً في 7/12/85م للتهيئة لاجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة في دورتها الثالثة التي عقدت في صنعاءتعزيزاً للخطوات الوحدوية وكانت نتائج أعمال اللجنة الوزارية محل نقاش في الدورة في اجتماع المجلس اليمني الأعلى بصنعاء في الفترة من 24-26ديسمبر1985م. قمة تعز في أبريل 1988م عقد لقاء قمة بمدينة تعز في الفترة من 16-17/4/1988م بين رئيس الشطرين فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض بمشاركة عدد من المسئولين في الشطرين، ولأن النظرة إلى الأمل لاتعني تحقيقاً آلياً له فقد اقترن دور تعز في مسار العمل الوحدوي بالعمل، إذا كانت المدينة حاضنة للصوت الوحدوي والعمل السياسي من أجل حلم الشعب والانتصار لتاريخ الآباء والأجداد عبر الفعل الثقافي فقد كانت قضايا العمل الوحدوي أنشودة المدينة وكان مثقفوها مع زبدة مثقفي الوطن المقيمين يخلقون الرؤى لتروي عطش العقول والقلوب ليوم الوحدة وكان للشعراء والأدباء في محافظة تعز إسهام كبير وفاعل في ازدهار القصيدة الوطنية والأناشيد الوطنية والتغني بالوحدة من مطلع السبعينيات ومع أول قمة بين رئيسي الشطرين في تعز.. وكان أخص خصائص أحاديث المجالس في تعز لفترة طويلة هو مايتعلق بالوحدة وتطورات مسارها في نظر أبناء تعز وفي الواقع. خصوصية تعز التي منها أطلق فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح شعار (الوحدة أو الموت) وفيها أعلن بيان النصر في صيف عام 94م، وهي ذاتها المدينة التي ذابت في اطارها الهويات المناطقية لسكانها المنحدرين من كل أنحاء اليمن هي ذاتها المدينة.. المحافظة التي تأخذ وجهة الوطن الواحد دائماً. ولخصوصية علاقة أبناء محافظة تعز بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذين عايشوه قائداً شاباً ألم بتفاصيل خصوصيات المدينة فأحبها وبادلته الحب والثقة كان التوقيع على اتفاقية 30نوفمبر 1989م في عدن نقطة تحول تاريخية في مسار العمل الوحدوي بالنسبة لأبناء هذه المحافظة وكانت عودة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من عدن عقب التوقيع على الاتفاق مصداقاً للتلاحم بين القائد والشعب وعلى الأخص في تعز حيث هبت الجماهير لاستقباله وكانت حفاوة الاستقبال منقطعة النظير لأن الحس السياسي لدى الانسان البسيط في تعز ونضج الوعي لدى النخبة عزز يقينهم الدائم بأن يوم إعلان دولة اليمن الموحد قريب لامحالة ومالبث أن جاء في 22مايو1990م لتدخل المحافظة والوطن اليمني عموماً مرحلة جديدة عنوانها وحدة إلى الأبد. وعندما سمع الشعب اليمني نداء الوطن في 94م احتضن أبناء تعز شعار« الوحدة أو الموت» وانتصروا لوحدة شعبهم.. كما انتصروا لثورته.. وهذا الاحتفال بالعيد الوطني العشرين في تعز تأكيد على أن تعز مدينة الثورة وجسرها إلى الوحدة وليكن العيد العشرون للوحدة منطلق اليمن بكل أبنائه إلى مستقبل مزدهر بإذن الله في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وكل أبناء الشعب المخلصين.