انطلقت إذاعة تعز عام (1963م) بهدف رئيسي هو دعم ثورة (14) أكتوبر التي اشتعلت في جنوب الوطن لطرد المستعمر البريطاني، ولتكون بديلاً لإذاعة صنعاء في حال استولى عليها الملكيون، وبإمكاناتها المتواضعة، لعبت إذاعة تعز دوراً مهماً أذهل العالم، فشبكت الكلمة بالطلقة، وزادت من عزم المدافع لتصل قذائفها محملة بحقد اليمنيين ضد الطغاة والمستعمرين في شمال الوطن وجنوبه. صوت لكل اليمن ومن منطقة الحوبان شرق مدينة تعز التي كانت نقطة انطلاق للثوار والفدائيين نحو جبهات القتال ضد المستعمر البريطاني، أخذت إذاعة تعز تلهب مشاعر أبناء الوطن ليزيدوا لهيب نيرانهم ضد المحتلين في عدن، وتحفز العواطف لمواجهة فلول الملكيين المتآمرين على ثورة سبتمبر في صنعاء، وذلك من خلال جهاز إرسال من طراز (تسلا) تشيكي الصنع تبلغ طاقته (60) كيلو واط، على موجة متوسطة، وقد استمر بثها التجريبي خلال العام (1963م) لتدشن رسمياً في العام (1964م). حيث كان يتم إعداد البرامج في استوديو وحيد بالقرب من ميدان الشهداء وسط مدينة تعز، وترسل إلى محطة البث في الحوبان. وكانت مدة الإرسال تستمر ثلاث ساعات يومياً من 710مساء ليتطور بثها بعد أشهر من ثلاث ساعات إلى ثماني ساعات يومياً تبدأ من الساعة الثانية بعد الظهر حتى العاشرة مساءً. ساعتان للاحتلال وكان طاقم الإذاعة يتكون حينها من عدد محدود من الكوادر لا يتجاوز عشرة أفراد بين مذيعين وفنيين وإداريين، وإلى جانبهم يوجد (6)من الأشقاء المصريين ثلاثة مذيعين وثلاثة فنيين. وقد أدت إذاعة تعز المهمة الوطنية الملقاة على عاتقها بنجاح منقطع النظير وحظرت على جميع الجبهات المشتعلة للدفاع عن الثورة في شمال وجنوب الوطن، وكانت تقدم برامجها تحت لافتة(إذاعة الجمهورية العربية من صنعاءوتعز) وذلك أثناء اشتداد المعارك على الجبهة الشمالية من الوطن ضد قوى الرجعية الملكية بينما استمرت في مؤازرة الفدائيين على الجبهة الجنوبية من خلال برامجها الحماسية وتعليقاتها السياسية وكان برنامج (صوت الجنوب الثائر) وهو برنامج يومي كان يقدمه الأستاذ عبدالله محمد شمسان من أنجح البرامج التي كانت تقدمها إذاعة تعز لرفع الروح المعنوية للمقاتلين ضد المحتلين البريطانيين، كما خصصت إذاعة تعز مدة ساعتين من بثها باللغة الإنجليزية كان يتم من خلالها توجيه الخطاب للقادة والجنود البريطانيين لتؤكد لهم حق أبناء اليمن في المقاومة وإصرار اليمنيين في نيل الحرية والاستقلال. الأسرة والمزارع كما حظيت بقية مناحي الحياة بمساحة من الاهتمام في إذاعة تعز إلى جانب النشاط الرئيسي والذي كان يتمثل بتثوير أبناء الوطن في تلك المرحلة، فخصصت برامج وجهتها للأسرة، وبرامج أخرى خصصتها للمزارعين. إلى جانب تسجيل ونقل الاحتفالات والمهرجانات الجماهيرية التي كانت تقام في حينه بالمدينة. وقد لعبت هذه البرامج في تلك الفترة دوراً كبيراً في حياة الأسرة وتثقيفها، ورفع مستوى الوعي لدى المزارعين الذين كانوا يستفيدون بشكل كبير من البرامج الإرشادية التي كانوا يحصلون عليها من إذاعة تعز، والتي كانت الإذاعة المحلية الوحيدة التي تخاطبهم من واقع فهم قريب لظروفهم ولمعيشتهم، خصوصاً أن إذاعة صنعاء لم تسمع بشكل واضح في المناطق الجنوبية والوسطى من الوطن. لمسة تطور وفي سبعينيات القرن الماضي شهدت إذاعة تعز أولى لمسات تطويرها حيث تم إضافة استوديو جديد إلى جانب الاستوديو الوحيد المتوافر حينها، إضافة إلى تزويدها ببعض المعدات الإذاعية الجديدة، لتعزز من نشاطها ودورها الريادي في خدمة المجتمع. تسجيلات نادرة بينما يتوافر حالياً لدى إذاعة تعز أربعة استوديوهات، تم تحديث اثنين منها بأجهزة ديجتل رقمية، واللذين قاما الأستاذ حسن أحمد اللوزي وزير الإعلام بافتتاحهما خلال زيارته الأسبوع الماضي لمدينة تعز، وستعمل الاستوديوهات الرقمية على تسهيل الاحتفاظ بالمواد الوثائقية الموجودة في أرشيف الإذاعة، التي يصل عددها إلا ما يقارب (6) آلاف شريط ريل، بعضها تسجيلات نادرة تعود إلى حقبة الستينيات وهي عبارة عن تسجيلات لمواد فنية خاصة بإذاعة تعز، كانت الإذاعة قد باشرت منذ فترة تحويلها من مواد محفوظة بأشرطة ريل إلى مواد رقمية مؤرشفة بشكل إلكتروني. تعزF.M كما قام الأخ وزير الإعلام بافتتاح محطة الإرسال الإذاعية التابعة لإذاعة تعز بنظام (إف إم) بقدرة خمسة كيلو واط، والذي سيسهم في تقوية بث إذاعة تعز لتشمل محافظة تعز بكامل مديرياتها والمحافظات المجاورة لها، وعدداً من دول القرن الأفريقي. صوت وصورة إضافة إلى أن إذاعة تعز التي تعتبر فرعاً للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون لديها محطة إرسال تلفزيوني (ميكرويف) يتم من خلالها الربط المباشر تلفزيونياً مع قناة اليمن الفضائية، إضافة إلى أنها تقوم بإرسال كافة الفعاليات والأنشطة التي تشهدها محافظة بجودة عالية بنقل الصوت والصورة.