حظيت مديرية التعزية باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية ومنذ إعادة تحقيق الوحدة حظاً وفيراً من المشاريع التنموية والخدمية وبعيداً عن ما يمكن كتابته فالواقع خير شاهد على المنجزات الوحدوية التي عمت كل أرجاء الوطن شمالاً وجنوباً وما أحدثته من تحول على صعيد الأرض والإنسان، ومديرية التعزية بحسب مديرها العام محمد سعيد ردمان أنجزت الكثير بفضل ذلك الاهتمام الذي توج بزيارة فخامة رئيس الجمهورية للمديرية في مايو من العام المنصرم، والتي مثلت دفعة قوية للنهوض بمشاريع البنى التحتية، وكان لها أثر كبير في نفوس أبناء المديرية من خلال التلمس الجاد والمسئول لهمومهم وتطلعاتهم. التعزية في سطور تقع في إطار الجزء الشمالي لمحافظة تعز ويتداخل معظم أجزائها مع مديريات المدينة وتجاور ثلاث مديريات من محافظة إب هي ذي السفال السياني مديخرة.. وتسع مديريات أخرى من محافظة تعز حدودها من الشمال محافظة إب ومن الجنوب مدينة تعز، شرقاً مديرية ماوية، غرباً مديريتا شرعب السلام والرونة وجزء من مديرية مقبنة. تعتبر التعزية أكبر مديريات تعز اتساعاً بحسب معلومات المجلس المحلي وعلى مساحة “680” كيلومتر مربع يتوزع فيها “225.125” نسمة من السكان وتتكون إدارياً من “18” عزلة متباينة المساحة والسكان أكبرها عزلة الجندية العيا يليها عزلتا الحيمة العليا والسفلى وعزلتا الشعبانية والزواقر وقياض بالإضافة إلى عدد من العزل.. يوجد في المديرية العديد من المواقع الأثرية والتاريخية وتمتلك مقومات سياحية فريدة ومن أشهر المواقع الأثرية تاريخياً “جامع الجند” الذي بني في عهد الصحابي معاذ بن جبل عام 6ه 627م عندما بعثه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، هذا الجامع مع الذي يتوسط عزلة الجندية السفلي يعد من أهم المزارات الدينية في اليمن حيث يتوافد إليه مشائخ الفكر الصوفي في أول جمعة من رجب كل عام ويقيمون الحفلات والمراسيم والطقوس الدينية كتقليد سنوي جبلوا عليه منذ زمن، كما توجد بعض الحصون التاريخية القديمة في عزلتي الحيمة العليا والمسنح. معظم سكان المديرية يعملون في الزراعة الموسمية التي تعتمد على الأمطار وفي زراعة القات وتسويقه وممارسة الحرف اليدوية والنشاط التجاري وآخرون يعملون في الوظائف العامة. تشتهر مديرية التعزية بالزراعة الموسمية، وتزرع مختلف أشكال الحبوب بفضل تربتها الخصبة كالذرة الرفيعة بأنواعها والدخن والذرة الشامية والتي تعتمد زراعتها على مياه الآبار والغيول بدرجة أساسية بالإضافة إلى الخضروات بمختلف أنواعها. للمديرية مقومات جذب سياحي إذا ما استغلت الاستغلال الأمثل لأن لديها ميزات المدينة والريف وبإمكان هذه المقومات النهوض بمشاريع البنى التحتية في المديرية لكنها بحاجة إلى التفاتة جادة ومسئولة من الجهات المعنية. تعز حاضنة الثورة والوحدة يؤكد رئيس المجلس المحلي بمديرية التعزية محمد سعيد ردمان أن احتضان محافظة تعز للعيد الوطني ال20للجمهورية اليمنية يليق بوفائها وإخلاصها للوطن ولاستحقاقاته وثوابته الغالية علينا جميعاً، وهي بكل مناسبة وطنية تثبت أنها خير نصير لقيم الثورة والوحدة والديمقراطية، وتعز التي احتضنت نشاط الثوار تتزين اليوم كعروس لتعيش فرحة الوحدة وتحتفل بكم هائل من المنجزات في مختلف مجالات التنمية. وقال: كان لتعز شرف التوقيع على عدد من اتفاقيات الوحدة المباركة، ومنها كانت انطلاقة فخامة رئيس الجمهورية “حفظه الله” وتوليه قيادة البلاد في عام 1978م والتي كانت بداية لعقود من الرخاء والاستقرار وبحنكته السياسية قضى على كل أشكال الصراعات التي كانت تعصف بالبلد ومهد لقيام دولة الوحدة في ال22من مايو 90م لتكون خير شاهد على إخلاصه ووفائه للوطن والشعب. منجزات وحدوية وأضاف: إن من أعظم منجزات الوحدة التي عمت أرجاء الوطن تجربة السلطة المحلية التي أضافت الكثير من الإنجازات في كل محافظة ووحدة إدارية، واختصرت طرق متعرجة كنا نسلكها سابقاً من أجل متابعة المشاريع، لكن اليوم السلطة المحلية ممثلاً بمديرية التعزية أنجزت العديد من المشاريع من موازنتها الخاصة وهو مالم يكن متاحاً في السابق حين كانت عملية متابعة المشروعات تأخذ منك وقتاً كبيراً يمتد أحياناً إلى سنوات.. أيضاً توجب هذه التجزئة بالمؤتمر العام الخامس وهو من أهم المؤتمرات التي عززت الانتقال إلى نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وجاءت توصيات المؤتمرات الفرعية التي انعقدت في يونيو من العام الماضي لتدعم ذلك وهو نقل الصلاحيات من المكاتب المركزية بالمحافظة إلى مكاتب المديريات وهو ما حدث بالفعل ومع نهاية العام 2010م ستكتمل هذه العملية. وعن المشروعات التي حظيت بها المديرية منذ تحقيق الوحدة أكد رئيس المجلس المحلي محمد سعيد ردمان: أن المديرية نالت الكثير من المشروعات والتي كانت بمثابة الحلم لأبناء المديرية في مجالات التعليم والصحة والمياه والكهرباء والطرق والزراعة والاتصالات، ففي مجال التعليم وصل عدد المدارس في المديرية حتى هذا العام إلى “117” مدرسة وفي العام الماضي فقط تم تنفيذ العديد من المشاريع من موازنة السلطة المحلية تمثلت في بناء مدرسة محمد بن القاسم الربيعي، ومدرسة عقبة بن نافع بالحيمة، وبناء 7فصول لمدرسة العروبة و6فصول لمدرسة أبي عبيدة و6فصول لمدرسة صلاح الدين بالحصين وبكلفة إجمالية بلغت “100.348.775” ريالاً.. أيضاًَ هناك مشاريع أخرى يجري فيها العمل حالياً تمثلت في بناء مدرسة الزبير بالحيمة ومدرسة اللصبة بالدعيسة ومدرسة مصعب بن عمير بالمخلاف، إضافة 3فصول وسور لمدرسة الوحدة بالجندية العليا وإضافة 3فصول مع سور لمدرسة الفتح بالشعبانية العليا، إضافة 3فصول لمدرسة الفتح برطاس بكلفة إجمالية قدرت “110.197.327” ريالاً.. وأشار إلى أن المشاريع التربوية في تزايد مستمر نظراً لأهميتها في بناء الإنسان والتنمية البشرية مع وجود خطط وبرامج ستنتهجها المديرية وذلك في مسار إصلاح العملية التعليمية في المديرية تتمثل في إصلاح الإدارة وتوفير الكوادر التعليمية المؤهلة وتأهيل الكوادر المتواجدة حالياً في مختلف التخصصات من خلال التعاقد مع عدد من معاهد التدريب في المحافظة. الصحة انجازات مستمرة يؤكد رئيس المجلس المحلي بمديرية التعزية أن المديرية حققت نقلة نوعية في القطاع الصحي وحتى العام 2009م وصل عدد المراكز والوحدات الصحية إلى”24” وحدة صحية ومركز وتقدم هذه المرافق الخدمات الطبية لأبناء المديرية بشكل متواصل ومستمر وفيها كوادر صحية متميزة وأجهزة ومعدات طبية حديثة.. كما تم في العام 2009م بناء خمس وحدات صحية في الرمادة والدعسية والسمكر وساكن الشيخ والأغوال بكلفة إجمالية بلغت “127.850.000” ريال أيضاً يجرى العمل حالياً على تنفيذ الوحدة الصحية في حذران وترميم وبناء سكن الوحدة الصحية بالجند وترميم الوحدة الصحية برطاس واستكمال بناء المركز الصحي بقياض وترميم وتأهيل مستوصف الجعدي. مشروعات عملاقة ويشير محمد سعيد ردمان إلى أن المديرية شهدت افتتاح العديد من المشروعات الخدمية والتنموية بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية بكلفة إجمالية بلغت “184.514.878” ريالاً من موازنة السلطة المحلية وأكد أن المديرية حظيت بمشاريع استراتيجية مهمة كتوسيع مطار تعز الدولي الذي يقع في نطاق المديرية ومدينة الصالح السكنية وهو مشروع عملاق سيعمل على إنعاش المديرية وسيكون محطة لتواجد معظم الخدمات الأساسية بالإضافة إلى إنعاش النشاط الاقتصادي والتجاري في المديرية بما يعود بالمردودات الإيجابية لكافة أبنائها وخاصة ذوي الدخل المحدود أيضاً مشروع الاستاد الرياضي بالجند وكلية الطب والمستشفى الجامعي بالجندية.. كما يجري الآن شق وسفلتة طريق مفرق الذكرة حذرن وخط الخمسين وشارع الستين وهذه المشاريع ستحدث نقلة نوعية في المديرية بمختلف مجالات التنمية. وأكد أن حصة المديرية من الخطة الاستثنائية للمحافظة بلغت “324.988.000” ريال تم توزيعها على 13مدرسة وثمانية مشاريع مياه بالإضافة إلى مشروعات أخرى. مشروعات 2010م يقول مدير مديرية التعزية إنه من خلال شهر مارس من العام 2010م تم الإعلان عن 9مشروعات صحية وتعليمية ومياه تمثلت في تأهيل المركز الصحي بالجعدي واستكمال مركز قياض الصحي وترميم مدرسة الخير بالحوبان ومدرسة معاذ ومدرسة الصفاء بالربيعي أيضاًَ بناء حاجز شعب المليح واستكمال مشروع مياه الربيعي ومياه الزواقر وشق وتحسين الطرق الفرعية بالمخلاف وبلغت تكلفة هذه المشروعات المعلن عنها “157.553.612” ريالاً. وأكد أن المديرية ترتب حالياً أولوياتها وحاجاتها من المشاريع التنموية في مجال المياه كتشغيل المشاريع المتعثرة وبناء الحواجز والخزانات وفي مجال التربية تم رصد المناطق المحتاجة للمدارس الأساسية والثانوية وإضافة فصول للمدارس ذات الكثافة الطلابية العالية، وهو ما تركز عليه المديرية حالياً وما أدرجته في خططها للأعوام القادمة وقال: أجد من خلال صحيفة الجمهورية الغراء فرصة لأزف البشرى لأبناء المديرية أنه تم الإعلان عن حفر أربعة آبار ارتوازية وبحفرها ستنهي الكثير من الهموم والمتاعب التي تواجه أبناء المديرية في توفير المياه. الوحدة قوة اليمن وأكد مدير مديرية التعزية أن منجزات الوحدة لا يمكن قياسها بالمشاريع التي أحدثت تطوراً هائلاً في كل محافظات الجمهورية فقط وإنما أيضاً باعتبارها القوة العظمى التي أعطت اليمن مكانة تاريخية حظيت بالاهتمام الإقليمي والدولي، وأعادت كرامة الإنسان اليمني والاعتبار لتاريخه المجيد.. وقضت على مختلف الصراعات والتي كلفت اليمن الكثير في عهود التمزق والشتات ورسخت دعائم الأمن والاستقرار ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة عموماً. وقال: ألم يكن حرص قادة دول الخليج خصوصاً والدول العربية عموماً منطلق من أهمية وحدة اليمن في ترسيخ الاستقرار في المنطقة وهو ما أكدوا عليه في كل مناسبة ومحفل، وهذا شرف كبير يجب أن نفخر به. وتساءل: ألم تكن التعددية السياسية والحزبية والحريات العامة وليدة الوحدة المباركة التي منحت كل اليمنيين فرصة التغيير عبر صناديق الاقتراع والمؤسسات الدستورية؟ هل كان ذلك متاحاً في عهد الحكم الشمولي في الجنوب مثلاً؟ إذاً فما الذي يريده أولئك المعتوهون الذين استغلوا مناخ الحرية في نفث سموم أفكارهم التآمرية على الوطن ووحدته؟ وقال: نحن على ثقة بأن كل المخططات التي تستهدف الوحدة وتريد إعادة اليمن إلى عصور التخلف والشتات لن تفلح أبداً وهي في طريقها إلى الاندثار بفضل إرادة الشعب المؤمن بالوحدة كخيار لا رجعة عنه وقيادتنا الحكيمة التي تجاوزت كل العقبات ووضعت الحلول لكل المشكلات التي مرت بها اليمن قديماً وحديثاً.