سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون وأكاديميون وعلماء ل "الجمهورية": على كافة القوى والأحزاب السياسية إجابة الدعوة والجلوس على طاولة الحوار قالوا إن دعوة الرئيس للحوار جسدت منهجاً عملياً لحل القضايا والإشكالات التي يعاني منها الوطن..
أكد عدد من الأكاديميين والسياسيين والعلماء بأن دعوة فخامة رئيس الجمهورية للحوار جسدت منهجاً عملياً لحل كافة القضايا والمشاكل التي تعاني منها البلاد مشددين على أهمية الاستجابة لدعوة فخامة الرئيس للحوار كونها واجبة شرعاً لما فيه مصلحة الأمة مشيرين إلى أن البلاد تمر بتحديات صعبة تتطلب من كافة القوى الفاعلة والخيرة العمل من أجل مواجهة هذه التحديات.قضايا عدة ناقشتها الجمهورية مع نخبة من الأكاديميين والسياسيين والعلماء وخرجت بالحصيلة التالية: النائب محمد مقبل الحميري عضو مجلس النواب تحدث عن الدلالات التي حملتها دعوة فخامة الرئيس للحوار حيث قال: لا شك أن مبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أتت في وقت والبلد بأمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات كونها جاءت بعد الاحتقان السياسي وما يحصل في بعض مديريات المحافظات الجنوبية وما حصل في صعدة، وبالتالي كان لا بد من خطاب يتناسب مع الظروف التي يعيشها البلد . التنازلات للوطن ضرورة وأضاف الحميري: الحقيقة إذا كان هدف المعارضة الوطن فهذه المبادرة تظهر التسامح وطي صفحة الماضي وفي نفس الوقت الحفاظ على الوطن وبالتالي فإنه لا بد على كل طرف من الأطراف أن يتنازل عن كل جزء مما يريد وحتى لا يكون “حبتي وإلاَّ الديك” لأن الوطن يهم الجميع، والتنازلات لأجل الوطن ليست خسارة، بل هي واجبة، وأيضاً عندما تحدث الأخ الرئيس عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الأطياف السياسية الممثلة بمجلس النواب وخاصة الشريكين “شريك الوحدة وشريك الحفاظ على الوحدة”، وبالتالي فإن ذلك أعطى دلالة هامة وواضحة بينت مصداقية الأخ الرئيس في أنه شفاف وواضح وصادق وأنه لا بد أن يتحمل الجميع المسؤولية سواء في السلطة أو المعارضة وأن عليهم أن يتجاوبوا مع هذه المبادرة لأن أكثر من ذلك لا يمكن وبالتالي إلى أين سيذهبون بالوطن؟ سد الثغرات وعن أهمية إطلاق المعتقلين يقول النائب الحميري: توجيهات فخامة الرئيس بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة حرب صعدة أو أعمال الشغب في بعض مديريات المحافظات الجنوبية أو غيرهم من المحتجزين، وأراد بذلك أن يقول لهم إنه من أجل الوطن نتنازل حتى عن أشياء كبيرة وبالتالي حتى لا يترك لأي طرف عذراً رغم ما عملوه ولكن ليقول لهم “ عفا الله عما سلف ولا تثريب عليكم اليوم ولنبدأ صفحة جديدة”. جاء توجيه فخامة الرئيس بإطلاق سراح كل السجناء وطي صفحة الماضي وهو بذلك أراد أن يقول لهم تريدون أن تشاركون، تعالوا لندير الحكومة مع بعض ولكن يترتب على ذلك نجاح الحوار. صحيح أن مبادرة الأخ الرئيس قدمت تنازلات ولكن نحن نعتبرها تنازلات من أجل الوطن، وطالما هي من أجل الوطن فلا تعتبر تنازلات، بل هي في محلها .. صحيح أنها تنازلات حقوقية للحزب ولكن لصالح الوطن وطالما هي لصالح الوطن فليست خسارة ويجب أن نتآزر. دعوة الرئيس فيها مصلحة للأمة الشيخ الدكتور حسن مقبولي الأهدل عضو جمعية علماء اليمن تحدث من جانبه بالقول: إذا دعا ولي الأمر لمصلحة تخص البلد والوحدة فيجب على بقية الناس أن يتمثلوا هذا الأمر للمصلحة وإن دعا إلى غير ذلك فينصح ويحاور حتى يدرك ماهو الأنفع بالنصح، لأن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وما ورد في خطاب فخامة رئيس الجمهورية يعطي إشارات وملامح لمصلحة معينة للبلد والأمة في اتخاذ كلمتها وبالتالي يجب على الناس الأخذ بهذه النصيحة والاستجابة لهذه الدعوة،لأن الوحدة ضرورة بشرية وواجب شرعي، والشرع لا يمانع من إقامة المصالح وخاصة إذا صدرت من ولي الأمر فيستجاب. وإذا كانت هناك بعض الرؤى لا مانع من الجلوس على طاولة الحوار والأخذ بما هو الأنسب سواء كان من المعارضة أو السلطة، وبالتالي يتحاور الناس وينظرون ماهو الأصلح لهذا البلد وينصحون به وعلى الجهات المعنية بمصالح البلاد والعباد أن تستجيب لذلك ولا يمكن التنازل في هذا الأمر حتى نسمح لغيرنا من الشرق أو الغرب أو الدخيل أن يحدث الفرقة والله سبحانه وتعالى دعانا إلى الاعتصام والوحدة ورعاية مصالح الأمة وخاصة فيما يتجاذب الأمة اليوم من هنا وهناك من الفرقة التي تسبب التنازع والشقاق والله تعالى نهانا عن التفرقة ودعانا إلى الاعتصام كما قلت. نصيحة عالم وأضاف الشيخ الأهدل: أنصح الحزب الحاكم وكذلك المعارضة والأحزاب الأخرى أن يتقوا الله في هذه الأمة والبلاد والعباد وأن يأخذوا بالعقل والحكمة التي وجههم بها الشرع، وأيضاً أن يأخذوا في عين الاعتبار المخاطر التي تحدق بوطننا الحبيب وبالتالي إذا كان هناك تلافي بعض المصالح فيه كثير من إفسادها يجب تلافيها، وإذا كان هناك مفسدة بسيطة يمكن التجاوز عنها يتم تجاوزها ولكن مفاسد عظيمة في الدين وفي مصلحة الأمة ووحدتها وفي عقيدتها وفي اجتماع أمرها هذا لايجوز ومن تسبب في ذلك يكون آثماً. لذلك أنصح العقلاء في هذا البلد أن يتقوا الله وأن يغلبوا المصلحة العامة وأن لا ينظروا إلى الأنانيات والمصالح الشخصية وإلى ما يقال هنا وهناك وبالتالي يجب أن يقدموا مصلحة الأمة والبلاد والعباد على المصالح الأخرى والأشياء الزائلة. منهج الحوار فيما تحدث الدكتور خالد الفهد أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء بالقول: لقد جسدت دعوة فخامة الرئيس منهج الحوار الذي عرف به منذ توليه السلطة عام 1978م..بمعنى أنه ليس أمراً جديداً على سياسة الرئيس، ومن خلاله استطاع أن يحل مشكلة الفراغ السياسي والدستوري الذي عانت منه اليمن عقب قيام الثورة عام 1962م ومن خلاله أيضاً استطاع أن يجمع كافة ألوان الطيف السياسي في تنظيم واحد هو المؤتمر الشعبي العام، وبالتالي من خلال القاعدة الفكرية التي تم التوصل إليها من خلال تلك التيارات السياسية استطاع أن يبني مؤسسات الدولة وأن يقيم سياسة خارجية لليمن وأن يوجد الأمن والاستقرار في عقد من الزمن، بل استطاع أن يعالج أكبر خلل اجتماعي عرفت به اليمن وهو مسألة التشطير فكانت الوحدة المباركة. نحن نعلم جميعاً أن شطري اليمن توحدا عام 1990م وتحديداً يوم الثاني والعشرين من مايو.. ومع ذلك مرت اليمن بظروف صعبة وتحديات جمة واجهت دولة الوحدة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومع ذلك كانت هنالك دعوات متفرقة وموجهة للأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية الأخرى باعتبار أنهم جميعاً في سفينة واحدة..وطبعاً الخطاب الأخير تضمن تجسيداً لهذه الآلية ودعوة صريحة لكافة القوى والأحزاب ليس في الداخل وإنما حتى الذين في الخارج باعتبار أن الوطن يواجه تحديات صعبة تتطلب التفاف كافة القوى والأحزاب السياسية للعمل جميعاً من أجل مواجهة هذه التحديات ومعالجة هذه الإشكالات. ليس جديداً على فخامة الرئيس وحول الأهمية التي مثلتها دعوة الرئيس للحوار يقول الدكتور الفهد: هذا أمر ليس بجديد على سياسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، فهو معهود عليه منذ أن تولى السلطة واستطاع من خلاله أن يجبل كافة القوى والتيارات السياسية على العمل الوطني باعتبار أنه مسؤولية وطنية واجبة على الجميع دون استثناء...وبالتالي فإن التحديات التي تمر بها اليمن ليس مسئولاً عنها الحزب الحاكم لوحده وإنما المسئولية تقع على عاتق كافة القوى والأحزاب السياسية، ونظراً لتفاقم هذه الإشكالات والأزمات فإن الرئيس حرص على أن يوجه هذه الدعوة لهذه الأحزاب ليضعها أمام هذه التحديات..وبالتالي فإن هذه الدعوة فيها شيء واضح يتطلب من كافة القوى السياسية والأحزاب المخلصة لهذا الوطن الوقوف بجدية أمام هذه التحديات والتعاون من أجل حل هذه الإشكالات. وضع الجميع أمام الواقع وعن الهدف من توجيه فخامة الرئيس بإطلاق سراح المعتقلين في خطابه عشية العيد الوطني يقول الدكتور الفهد: تضمن خطاب فخامة الرئيس آلية عملية حقيقية وهي مسألة إطلاق سراح المعتقلين الذين غرر بهم سواء في أعمال الشغب في بعض مديريات المحافظات الجنوبية أو في أحداث حرب صعدة وهذا يبرهن على أهمية التوجه لمثل هاتين القضيتين، وبالتالي فإن هذه الدعوة تعد بحد ذاتها صادقة لا سيما وأن هذه القضية كانت في الفترات السابقة محل نقاش مستفيض بين طرفي السلطة (الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المعارضة)كما أن فخامة الرئيس وجه دعوته ليس للقوى والأحزاب في الداخل فحسب وإنما أيضاً لأولئك الذين لا زالوا ينعقون بأصواتهم في الخارج وهذا يجعلهم أمام محك أساسي وهو إذا كانت لكم مطالب أو قضايا وطنية فلماذا لا تشتركون في حلها من الداخل بدلاً من اللجوء إلى التحريض والتغرير بالمواطنين وهذا ما تميز به خطاب الرئيس عن غيره من الخطابات السابقة.