سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إذا غابت الأنشطة غاب الإبداع تعمل الجامعة على إخراج الفرد المبدع، المدرك لواقعه، الفاهم لمستقبله العارف بمهمته ووظيفته تجاه مجتمعه.. ويبقى كل شيء من ذلك مرهوناً بحجم الأنشطة التي تقوم بها..
الصف الأول - (الإبداع) حسب حبيب أحمد إبراهيم طالب في كلية علوم الحاسوب لايمكن أن يظهر وأن يرى النور في حال عدم الاهتمام بالطلاب وتوفير الإمكانات اللازمة لمجالات إبداعاتهم.. مشبهاً الوضع بالعلاقة الطردية بين الإبداع والمادة.. وحيثما توفر الدعم الكافي لطلاب العلم ظهرت المواهب وبرزت الإبداعات. - حبيب استدل بشكل عام بعديد أسماء نالت نصيباً وافراً من الدعم فحققت الكثير من المكاسب لها ولوطنها.. وعاد بنا حبيب ولكن هذه المرة بصورة خاصة إلى منتخب الناشئين ذات زمن حقق انتصارات كروية هائلة لأنه حظي بالكثير من الدعم ومن مختلف الجهات المهتمة. حبيب وبصفته أحد طلاب جامعة تعز المغمورين قال إن جامعته احتضنت يوماً ما أحد ألمع نجوم الكوميديا اليمنيين.. فلولا الاكتشاف والتشجيع والدعم لما حظي (صلاح الوافي) المعني بذلك التوصيف لما حظي بالشهرة وتحول مابين ليلة وضحاها إلى أحد ألمع نجوم الصف الأول. لا يلتفت إليه بإجماع الكثيرين فإن الإبداع ملكة موجودة في كل إنسان.. ولكنها بحاجة إلى من يصقلها ويساعدها على الظهور وإلا فإنها تتلاشى وتنعدم. في ذات السياق لا يخفي حامد عبدالجليل الحاج تأكيده أن الإبداع على المستوى الجامعي موجود لكن لا يلتفت إليه أو بمعنى أصح لا توجد التفاتة جادة إلى أولئك المبدعين والأخذ بأيديهم وإظهار إبداعاتهم إلى السطح، فالإبداعات أولاً وأخيراً ليست غائبة لكن من يبحث عنها ؟! وأرجع حامد أسباب عدم ظهور الإبداع الجامعي بالشكل المطلوب إلى تدني الحالة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية بشكل أساسي، فهذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على عملية سير التفكير والتعاطي مع كل الموضوعات التي تحيط بالفرد. الرياضة أولاً الطالب محمد نصر المجيدي كلية الهندسة شاب مبدع وشاعر مفوه لديه الكثير من المحاولات الشعرية التي سارع بنثرها هنا وهناك.. وإن كان اسمه لم يتجاوز بعد بريد القراء.. إلا أنه كما يصف نفسه رائع في كتابة النص المسرحي وقد ابتدأ من تلك المحاولات خلال دراسته الثانوية، والسبب تشجيع أحد أساتذته له . المجيدي أضاف بنبرة ألم انه لم يلمس مثل ذلك التشجيع في الجامعة.. مفصحاً حتى وان كان هناك دعم أو أنشطة فإنها تنحصر على المسابقات الموسمية التي يقدم من خلالها جوائز بسيطة لا تتناسب مع الجهد الذي يبذله مقدم المادة الإبداعية وأردف المجيدي: هناك طغيان للجانب الرياضي على الجوانب الأخرى، فالمسابقات الرياضية تكاد تقام باستمرار، وتقدم جوائز للمتسابقين.. وهو مالا نراه في الجوانب الأخرى. رسالة من جهته الطالب يوسف الشرماني قال إن الاهتمام بالجانب الدراسي طغى على الجوانب البحثية والأنشطة الطلابية وهما الركيزتان الأساسيتان اللتان يكتشف من خلالهما المبدعون. وخلص الشرماني أن الأنشطة الطلابية تحتل النصيب الأبرز في اكتشاف الطالب المبدع وتحديد ميوله ومن ثم تبرز مرحلة التخصص الإبداعي.. وكل ذلك حسب الشرماني مغيب في جامعاتنا اليمنية بشكل عام الحكومية والخاصة منها، لأن هموم الجميع منسقة وفق قالب معين وهو روتين مما جعل الواقع من حولنا لا يتغير ولا يتجدد! وإن كان هناك حل فهو حسب الشرماني يتركز في الذات الإنسانية التي يجب ان تقهر الصعاب وتلتفت إلى المستقبل، وتنعش كوامن الإبداع في الداخل لأن الذي ينتظر العطاء لا يمكن له أن يبدع. برامج متنوعة - ترى الدكتورة أنيسة دوكم وهي مدير مركز الإرشاد والبحوث النفسية في جامعة تعز أن الأنشطة الجامعية جزء مهم من الحياة الجامعية المتكاملة.. وتلح على ضرورة أن يتوفر للطالب الجامعي حيز مناسب لممارسة الأنشطة المختلفة التي تنمي قدراته ومواهبه وتساعده على الترويج عن نفسه وتنمي جوانب شخصيته المختلفة. - وتضيف دوكم: الحقيقة ان الجامعة حرصت على إتاحة الفرصة للطلبة لممارسة العديد من الأنشطة وذلك عبر إنشاء الإدارة العامة للأنشطة في نيابة شئون الطلاب، وكذلك إدارات للأنشطة في كل الكليات. - وتوضح دوكم الصورة أكثر أن برامج هذه الإدارات تزخر بأشكال متنوعة من الأنشطة مثل المسابقات المختلفة والأسابيع الثقافية والإرشادية والاستقبالية، وكذلك المخيمات والملتقيات الصيفية والدوريات الرياضية، ويجتهد العاملون في هذه الإدارات لإنجاح مختلف تلك الأنشطة بالإمكانيات المتاحة رغم شحتها. نماء معرفي - من جهته الدكتور/ فتح المحضار قال : إن الأنشطة الجامعية تأتي استجابة طبيعية لمجمل الهموم والآمال والطموحات الطلابية بغية اكتشاف أكبر عدد من الموهوبين والمبدعين، ووضعهم تحت الرعاية والاهتمام وذلك لتطوير وصقل مهاراتهم ومواهبهم. وأضاف المحضار: إنه نتيجة لذلك ستتمتع جامعة تعز بالجاهزية الكاملة لما تمتلكه من مواهب إبداعية.. ولنقل العملية التعليمية من مرحلة التلقي والإملاء إلى مرحلة النماء المعرفي والنماء الذاتي. خطط طموحة - نائب رئيس جامعة تعز لشئون الطلاب الدكتور مهيوب البحيري نفى تهمة أن الجامعة لاتهتم بمبدعيها مفصحا أنهم في رئاسة الجامعة وكلياتها المختلفة يقدمون الكثير من الدعم والمساندة للمبدعين الذين يتم اكتشافهم وتنمية مداركهم من خلال الأنشطة الطلابية.. وأنهم يعملون على إتاحة الفرص للمبدعين لتقديم إبداعاتهم، وذلك من خلال إقامة المسابقات السنوية والأنشطة الدورية. - ولفت د. البحيري أن جامعة تعز وخلال مشوارها القصير أثبتت أنها قادرة على إخراج الطالب المبدع النافع لوطنه القادر على التعامل مع مستجدات العصر واستيعاب الانفجار المعرفي الهائل الذي يشهده العالم الآن. ونبه د. البحيري أنهم مع تلك المستجدات لديهم خطط طموحة للارتقاء أكثر بواقع الطلاب وتحديد النخب منهم وتحفيزهم للمضي قدماً بما يخدم الصالح العام ويؤسس لمعيار القدوة الحسنة عند أجيال الغد الواعد بالخير والنماء..