استطاع النجم الإعلامي اللامع يحيى علي علاو عبر أكثر من عقدين ونصف من العطاء الاعلامي المتميز أن يخلد اسمه في ذاكرة محبي ومتابعي برامجه الإعلامية الشيقة التي جعلت الكثير من تفاصيلها عصية على النسيان، ليظل علاو الذي ودّع وسطه الاعلامي وجمهوره العريض، شخصية اعلامية استثنائية حاضرة لايغيبها الموت. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في هذا الاستطلاع الذي أجرته على هامش مراسم تشييع جثمان الفقيد الحاشد بصنعاء أمس، ترصد ردود الافعال التي خلفتها فاجعة وفاته، وجملة ما أدلى به اصدقاؤه ومحبوه من شهادات حول شخصيته ومشواره الابداعي. مثقف مطلع حيث يقول الإعلامي محمود الحاج مستشار إدارة البرامج بقناة اليمن الفضائية:عرفت الإعلامي القدير الراحل يحيى علي علاو مبدعاً مثابراً منذ تخرج من المملكة العربية السعودية والتحق بالتلفزيون والعمل في استعراض البرامج والمسلسلات إلى أن أثبت كفاءته وموهبته وقدراته الإبداعية عندما بدأ بتقديم البرامج الرائعة التي منها (عالم عجيب) و(كشكول) وانتهاء ببرنامجه الناجح والشهير (فرسان الميدان). واضاف:لقد كان زميلي علاو دمث الأخلاق مستقيماً مبدعاً مثقفاً مطلعاً متواضعاً وهذه أهم الصفات التي قلما نجدها في أي مبدع في هذه الأيام.. وتابع:لقد خسرت صديقاً وزميلاً وانساناً نبيلاً. وطالب الحاج الأوساط الإعلامية القيام بواجبها تجاه زميلهم الرائع يحيى علاو والوفاء بحقه من خلال الكتابة والتناول الإعلامي لدوره البارز ورسالته الإعلامية النبيلة.. كما أهاب بدور الجهات الرسمية في النظر الى ما تركه الراحل من مواد إعلامية وبرامج غنية وقيمة في مكتبة التلفزيون . شجرة باسقة كما أشاد المدير العام للتنسيق والمكتبات والتنفيذ بقناة اليمن الفضائية لطف حمود الخميسي بالمكانة العظيمة التي احتلها يحيى علاو في نفوس زملائه من الإعلاميين،بثقافته الواسعة وأخلاقه النبيلة وأدائه المتميز .. يقول الخميسي: كان الزميل علاو شجرة باسقة في حديقة الإبداع أتت بثمارها التي انتفع بها الكثيرون وأعطت ثمارها اليانعة لكل المستفيدين من العملية الإعلامية اليمنية التلفزيونية والإذاعية والصحفية ككل”.. واعتبر الخميسي الفقيد علاو من المبدعين والمتألقين والمتميزين في اطار البرامج الجماهيرية والوثائقية والعلمية والثقافية التي أجادها وأبدع في تقديمها .. ونوه الخميسي بمهنية الراحل العالية وقدراته الابداعية، ودوره في تعليم وتدريب الكثير من الكوادر في مجال إعداد البرامج التلفزيونية ،وإدارة البرامج والندوات والحوارات السياسية والثقافية . صاحب رسالة عظيمة من جهته أشاد رفيق درب الفقيد رجل الأعمال عبد الواسع هائل سعيد انعم بدماثة وأخلاق الراحل وأهدافه النبيلة منذ الصغر، حيث قال:عرفت الإعلامي الكبير يحيى علي علاو منذ طفولته منذ كنا جيران في الحديدة وعشت معه كطفل لم أعرف عنه إلا الصدق والأمانة وقول الحق الذي لا يخشى فيه لومة لائم.. واضاف:وحتى صار إعلامياً بارزاً وصاحب رسالة عظيمة شهد له بها الكثير واليوم تفقده اليمن ومن النادر أن تجد مثل يحيى علاو، وما نراه اليوم من حشود أتت طوعاً وحباً لتشيع هذا الرجل إلا أكبر دليل على محبته الصادقة ورسالته العظيمة رحم الله علاو وأسكنه فسيح جناته. لم تغره المناصب الزميل حمود منصر - مدير مكتب قناة العربية بصنعاء أكد من جانبه أن اليمن خسرت برحيله رمزاً من رموز الإبداع الإعلامي والتميز .. مشيراً إلى الفقيد كان من أكثر الإعلاميين استقامة واستطاع أن يصل إلى قلوب ملايين من الناس من خلال ماكان يحمله الرجل من منظومة القيم التي ربطته بالجماهير وشكل نموذجاً إعلامياً. وقال منصر: إن فراق الزميل علاو سيترك فراغاً كبيراً في الساحة الإعلامية وخاصة أنه كان ذا ثقافة دينية وسياسية عالية جداً استطاع أن يعكسها من خلال تعاطيه وتناوله مع مختلف قضايا الناس وتنمية وعي كثير من أبناء المجتمع من خلال برامجه الميدانية المتنوعة التي ارتبطت بأذهان الناس. مضيفاً :إن الفقيد استطاع أن يكون صلباً قوياً لم يستسلم لأي محاولة من محاولة كسر الذات ولم تغره المناصب ولم يلهث وراء المناصب وكان صاحب رسالة تمسك بها حتى آخر لحظة من حياته. متمنياً من نقابة الصحفيين اليمنيين والفضائية اليمنية وقناة السعيدة أن يكون بين الثلاث الجهات اتفاق للحفاظ على التراث والتركة الإعلامية و الثقافية التي خلفها من نتاجه الإعلامي والسعي نحو توثيق أعماله وتدريس بعض منها في إطار كلية الإعلام ونقابة الصحفيين لتخليد أعماله في ذاكرة اليمنيين والاستفادة من تجربته المتميزة في مختلف المجالات. في قلوب البسطاء مدير عام الرقابة بوزارة الخدمة المدنية عبدالله ناجي الحاج، الذي صادفناه في مراسم التشييع وشدتنا لمحادثته حماسته، وهو يهتف بصوت عال: رحمك الله يا يحيى علاو لقد خسر الوطن برحيلك رمزاً صادقاً من رموز الإعلام الوطنية ..أشار إلى مدى الفقد والخسارة التي تركها علاو لدى كل الأطفال، كل بيت، كل النساء، والأرامل واليتامى والمسنين ممن كانوا يمثلون غالبية متابعي ومشاهدي برامجه الشهيرة والمتنوعة التي كانت محور أحاديث واهتمام كل بيت خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك. ومن مدير عام الرقابة بوزارة الخدمة المدنية إلى الوالدة تقيه عبدالله(55 عاماً) والتي كان حضورها مراسم التشييع لافتاً للانتباه، وهي ترفع صورة الفقيد وتهتف.. «رحمك الله يا بن علاو».. المرأة البسيطة تقية كانت من أكثر جمهور متابعي الفقيد، وشدها خبر وفاته وأصرت على حضور مراسم تشييع جنازته، كما كان اللافت أن الحاجة تقيه لم تكن هي فقط الحالة الاستثنائية الوحيدة التي تحضر مراسم التشييع، بل كانت شاهداً على الكثير من البسطاء ممن تميز الموكب الجنائزي بحضورهم.. وتابع :بأن أطفال اليمن حزينون على رحيل فارس اليمن ويسألون من سيقدم فرسان الميدان وكيف سيخلو هذا رمضان من البرنامج الشهير( فرسان الميدان) الذي ظل محافظاً على الصدارة لمدة 13 عاماً، ومثل إحدى العادات والتقاليد والطقوس الدينية المعلوماتية المرتبطة بشهر رمضان المبارك. المسئول النقابي أحمد الجبر بنقابة الصحفيين اليمنيين تحدث عن علاو بالقول :الوطن خسر اليوم أشجع وأصدق وأذكى وأنبل إعلامي عرفه اليمن استطاع أن ينقل الرسالة الإعلامية إلى كل قرية وسهل وجبل، إلى كل بيت ومديرية ومحافظة في ربوع الوطن، نقل رسالته الإنسانية إلى وجدان ومشاعر كل إنسان وطني صادق وسيكون رمزاً مخلداً ستخلده وتذكره الأجيال من خلال برنامجه الشهير «فرسان الميدان» الذي انطبع بأذهان الناس اطفالاً ورجالاً ونساء وشيوخاً . مدرسة إعلامية فيما عبر الإعلامي وديع عطاء المعد ببرنامج فرسان الميدان وأحد تلاميذ مدرسة الراحل علاو عن فقدانه معلماً وأخاً وصديقاً فذاً وقدوة بكل ما تعنيه الكلمة معنى يقول وديع:فقدت قدوة في الأخلاق وقدوة في العمل الإعلامي علمني وعلم الكثير من زملائي بأن أساس النجاح الأخلاق وأن التواضع ضرورة تكمل النجاح. وأضاف:كان يحيى علاو مدرسة ومجدداً في الوسط الإعلامي اليمني وكان بحق فارساً يمتطي الكلمات وينقر عباب البلاغة ليقدم بأسلوبه المتفرد عملاً ابداعياً يبهر متابعيه..وتابع: لقد كان علاو متأملاً من الصنف الأول وكان الإعلام بالنسبة اليه رسالة لا مهنة ومبادىء لا آلية - رحم الله علاو الإنسان الإعلامي وليس الإعلامي الإنسان. أما الشاعر عبد الرزاق طاهر فلم يجد للتعبير عما يختلج في اعماقه من حزن على إثر فقدان علاو إلا نظم قصيدة شعرية معبرة كان قد نظمها للتو ليتلوها على مسامع الحاضرين لمراسم التشييع. وراح ينشد قائلا : أاقول لفضاءاتنا من المفجعات أاقول فقدنا بطل لفرسان الميدان. فلقد علت روح علاو لتعلو .. من فوق فرسان الميدان عليه أرواحنا فإننا بالهم والحسرات.. نبكي القلوب عليه والعينان تدمعاني مثله ما رأينا في مجلس القنوات.. هو رائد الإعلام لايختلف عليه اثنان كان مبتسم القلب صاحب البسمات.. كان ذا خلق كريم وذا إيمانٍ ربي رحماك فإنزل الرحمات .. وتغمد علم الإعلام بالحسنات فارس الكلمة من جهته أشار مدير البرامج الدينية بقناة اليمن الفضائية سليمان السحاري “ أن الفقيد الراحل علاو كان حريصاً على أن يكون متعلماً ومعلماً،و صديقاً مخلصاً وفياً لايمل مجالسوه من حديثه ولايحب الجدل ولكنه يبذل كل ما يستطيع لنصره الحق، ولبيان الحقيقة”. وأضاف« كان مبدعاً مجتهداً كثيراًً ما يخرج بالجديد من خلال نظراته وتأملاته في خفايا الآيات والصور ومعانيها ودلالاتها». وقال السحاري:إن علاو كان شاعراً فصيحاً يعرف الأدب ومنزلة الشعراء وله الكثير من القصائد والكنوز الأدبية متناثرة بين ثنايا وسطور مكتبته بالاضافة إلى ما اختزنته مكتبات القنوات والإذاعات ووالصحف .. منوهاً بأن الراحل حرص على مدى 25 عاماً على تقديم الجديد والمفيد للمشاهد والمستمع والقارىء..مختتماً بأن كل من عرفه أحبه حتى ان اليمن بجبالها وسهولها ووديانها وآثارها وقلاعها وحصونها وكل شبر فيها تعرف له منزلته.. رحم الله العلم النبيل وفارس الكلمة يحيى علاو.