أوصى المشاركون في ورشة العمل الخاصة بشجرة المسكيت في مجاري السيول (المشكلة والحل) التي اختتمت مساء أمس بمدينة سيئون بحضور وزير الزراعة والري منصور احمد الحوشبي ووكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء عمير مبارك عمير بالإسراع في تنفيذ بعض الأعمال العلاجية الطارئة بهدف فتح مجاري السيول في المناطق الحرجة والمسدودة، لحين وضع البرامج بعيدة المدى (الاستراتيجية) والعمل على إعداد استراتيجية الإدارة المتكاملة لشجرة المسكيت بالاستفادة من مخرجات ورشة العمل الحالية والماضية والتجارب والخبرات المتراكمة محلياً وعالمياً. ودعت الورشة التي نظمتها محطة البحوث الزراعية بسيئون وبتمويل من صندوق إعادة إعمار محافظتي حضرموت والمهرة بمشاركة ( 95 ) من المختصين من جامعات صنعاء وعدن وحضرموت ومكاتب الزراعة في كل من حضرموت والمهرة والمهتمين من أعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية والشركات والمشاريع والمنظمات الدولية ذات العلاقة والباحثين إلى تفعيل دور السلطة المحلية في الرقابة والإشراف على تنفيذ التشريعات والأعراف المتعلقة بإدارة الشجرة . وحثت على أهمية تفعيل إدارة الغابات ومكافحة التصحر ضمن هيكلية مكتب الزراعة والري وتعمل بالتنسيق الكامل مع محطات البحوث بالمناطق المتأثرة بالمسكيت، على أن يحال إليها جميع الموارد المعتمدة لأنشطة الغابات وأصول المشاريع ذات الصلة بالنشاط على أن تعمل هذه الإدارة بمرجعية مجلس تنسيقي تشارك فيه الجهات ذات العلاقة كالمجالس المحلية ومحطات البحوث والجامعات والمؤسسات المعنية. وأكدت التوصيات ضرورة وضع برامج تدريب متخصصة في التعامل مع إدارة الشجرة واستخدام المناشير اليدوية في أعمال إزالة أشجار المسكيت كونها أخف ضرراً على البيئة مقارنة بالآليات الثقيلة وتجنب أعمال الحرق لمخلفات إزالة الأشجار لتلويثها للبيئة، وكبديل لذلك يتم تشجيع السكان المجاورين لمواقع العمل بالتحطيب وجمع مخلفات القلع. كما أوصت الورشة بأهمية رفع مستوى الوعي بأهمية إدارة شجرة المسكيت، بما يحد من انتشارها ويمنع وصولها إلى مناطق جديدة غير متأثرة والتأكيد على ضرورة مشاركة المجتمعات المحلية بمختلف تشكيلاتها الرسمية والأهلية (المجالس المحلية -الجمعيات – المؤسسات، اللجان، أخرى) في مشكلة شجرة المسكيت من خلال جميع مراحل العمل (تخطيط – تمويل - تنفيذ – متابعة وتقييم) وسرعة نشر وتوزيع المطويات والمواد التوعوية الإرشادية الجاهزة بما يساعد المزارعين في تعلم الممارسات السليمة في التعامل مع مخلفات الأغنام والحرث العميق وغيرها. وأقر المشاركون أهمية تشجيع تشغيل أكبر عدد من الأيدي العاملة المحلية في مشاريع تنفيذ إدارة الشجرة، من خلال تقليص العمل الآلي قدر المستطاع واستبداله بالعمل اليدوي وتشجيع الاستثمار في المجالات المختلفة التي يمكن الاستفادة من أجزاء الشجرة اقتصادياً ومنها صناعة وإنتاج الفحم. هذا وكان معالي الدكتور منصور أحمد الحوشبي وزير الزراعة والري قد ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية للورشة نقل في مستهلها تحيات رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور راعي الورشة للمشاركين في هذه الورشة، مشيراً إلى أن انعقاد هذه الورشة القيمة خاصة بشجرة المسكيت (السيسبان) هذه الشجرة التي لها فوائد عديدة وكثيرة كغذاء للحيوان والنحل والعسل وغذاء للإنسان في نفس الوقت.منوهاً أن الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي استطاعت طحن بذور الشجرة وخلطها بنسب مختلفة وإضافتها للذرة والقمح . مؤكدا أن المكافحة الميكانيكية المستمرة في مجاري السيول وفي المزارع هو المطلوب أساساً أما استخدام المبيدات أو الكيماويات أو الديزل أو الوقود أو ماشابه ذلك فنحن ضد هذا الكلام لما له من أضرار بالغة على المياه الجوفية والإخلال بالتوازن البيئي. وقال : هناك (250) ألف نخلة محسنة سيتم استيرادها قريباً من بريطانيا وسيتم توزيعها لمحافظتي حضرموت والمهرة وكذا رعايتها من قبل المؤسسة العامة للخدمات الزراعية بكلفة تقديرية تصل إلى (سبعة ملايين وخمسمائة ألف دولار) شاكراً كل من ساهم في انعقاد هذه الورشة، متمنياً أن تخرج بتوصيات عقلانية ومنطقية قابلة للعمل.. من جانبه رحب الأخ عمير مبارك عمير -وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء- في كلمته بمعالي وزير الزراعة لحضوره ومشاركته في الورشة. مشيراً إلى أن وادي حضرموت يعتبر من الأودية الزراعية الأولى في الجمهورية اليمنية لهذا يجب بذل جهود كبيرة ليس فقط في مكافحة هذه الشجرة ولكن في تهذيب الأودية وتجنيب هذه المنطقة من الكوارث والسيول من خلال وضع تصور كامل لمواجهة الكوارث وللحد من الأضرار . داعياً إلى أن تخرج هذه الورشة بحلول لهذه المشكلة التي ظل يعاني منها الجميع في وادي حضرموت وذلك من خلال انتشارها الكثير في مجاري السيول وتتسبب في إغلاق مجاري مياه السيول، والدليل على ذلك الكارثة التي شهدتها محافظة حضرموت في شهر أكتوبر من عام 2008م . فيما أكد المهندس عبدالله أحمد متعافي وكيل وزارة الأشغال العامة المدير التنفيذي لصندوق إعادة الإعمار في محافظتي حضرموت والمهرة في كلمته أن كارثة 2008م كان أحد مسبباتها احتلال هذه الشجرة للمجرى الرئيسي بالوادي باختلاطها مع التربة الطينية والتي أنتجت عنه سدود غير طبيعية أخرجت مياه السيول الكثيفة والقوية جداً إلى أماكن لم يألفها السكان ولم يصلها ماء من السابق ومعظم المنازل التي تهدمت كانت ناتجة عن ارتداد المياه الناتجة عن خروج مياه سيول عن مجراها الأساسي . مضيفاً بأن التوصيات والقرارات تعيننا مباشرة في برنامج عمل تنفيذي صندوق إعادة الإعمار وكيفية حل مشكلة هذه الشجرة خاصة في المجاري الخطرة والصعبة التي تنقل المياه إلى خارج محلها الطبيعي وكيفية إعادة عين مجرى السيل إلى وضعه الطبيعي بحيث يسير في اتجاهه الصحيح لتجنيب المواطنين أي مكروه مستقبلاً. من جانبه أشار الدكتور عبدالله سالم علوان -مدير عام محطة البحوث الزراعية بسيئون- في كلمته أن انعقاد هذه الورشة يأتي إيماناً من المحطة بأهمية توفير البيانات والمعلومات الدقيقة كأساس يعتمد عليه في اتخاذ القرارات السليمة تجاه هذه الشجرة حتى نوفر كافة البيانات . وقال: لقد اتخذنا عدداً من الإجراءات في المحطة من أول نداء أطلقته السلطة المحلية في الثمانينيات بضرورة اقتلاع هذه الشجرة من أراضي المزارعين ومنها أدرجنا شجرة المسكيت ضمن الخطط قصيرة المدى والبرامج البحثية للمحطة. مؤكداً أن المحطة نفذت العديد من الدورات التدريبية للمتضررين والمستفيدين بأهمية إدارة هذه الشجرة إدارة متكاملة وتدريب المرأة على كيفية الاستفادة من منتجات هذه الشجرة في صناعة الرغيف والبسكويت والمشروبات. هذا وكانت الورشة قد ناقشت خلال جلسات الورشة استعراض جملة من أوراق العمل الفنية والعلمية والخبرات العملية والمداخلات والتي أعطت صورة شاملة عمّا تم عمله في هذا السياق، مستعرضة النجاحات والإخفاقات وكذا الدروس المستفادة من الأعمال السابقة بما يساعد على تحسين الأداء عند التعامل مع شجرة المسكيت..فيما تمحور النقاش حول عدد من المجالات منها أهمية شجرة المسكيت (المنافع والأضرار والانتشار) وغيرها والإزالة الميكانيكية (الإيجابيات والسلبيات) والمكافحة الكيماوية (الإيجابيات والسلبيات) وتجارب مكاتب الزراعة والمشاريع التنموية و(تجربة صندوق الإعمار) في التعامل مع مشكلة المسكيت، إضافة إلى موجهات عامة لإدارة الشجرة واستطلاع آراء المشاركين لمعرفة مقترحاتهم نحو مشكلة المسكيت، مضافاً إليها المقترحات الواردة في الأوراق المقدمة في الورشة.