يحظى المغترب اليمني في جمهورية الصين الشعبية بسمعة طيبة جداً، هذا ما لاحظته أثناء زيارتي لمدينة جوانزو الصينية ، حيث يحظى بحب واحترام المواطن الصيني وأيضا من قبل مختلف الأجانب المتواجدين في الصين سواء كانوا اوروبيين أو عرباً لذلك استطاع المغترب اليمني أن يجد له مكاناً في بلاد المليار والأربعمائة مليون نسمة ..ورغم زيارتي القصيرة لهذه المدينة الجميلة التي لا تتعدى الأربعة أيام قضينا نصفها في الجو ضمن الوفد المرافق لتدشين أول رحلة لطيران اليمنية الى جوانزو الصينية إلا أني استطعت أن التقي بعدد من سفراء بلادنا في الصين من أبناء الجالية اليمنية في هذه المدينة . سعادة غامرة الدكتور فيصل المخلافي نائب رئيس الجالية اليمني في مدينة جوانزو الصينية بدأ بسعادة غامرة بتدشين خط الطيران اليمني من صنعاء إلى مدينة جوانزو الصينية وقال: أبناء الجالية اليمنية كانت تواجههم صعوبات عديدة أثناء السفر إلى الصين أو العودة إلى اليمن حيث كنا نتوقف لساعات عديدة في مطار الدوحة أو مطار دبي الأمر الذي لا شك يضاعف من متاعب ومشقة السفر أما عبر اليمنية فقد سمعنا أنها لا تتوقف إلا لحوالي خمس وأربعين دقيقة في مطار دبي ثم تواصل رحلتها إلى جوانزو الأمر الذي سيسهل من عملية تواصل المغترب اليمني ببلده. هموم وإشكالات وتحدث الدكتور المخلافي عن الهموم والإشكالات التي تواجه المغترب اليمني في الصين وتحديدا في مدينة جوانزو فقال: الصين اليوم من أبرز البلدان الصناعية والتجارية إذا لم نقل إنها الأولى لذلك يأتي إليها العديد من اليمنيين سواء للتجارة أو لطلب العلم ولذلك زاد عدد أبناء الجالية اليمنية في الصين ،حيث وصل عدد اليمنيين المستقرين في جوانزو إلى حوالي ثمانية آلاف شخص تقريباً وهناك العديد من التجار الذين يأتون ما بين حين وآخر لهذا من الطبيعي أنه كلما زاد عدد أبناء الجالية اليمنية زادت في المقابل همومهم ومشاكلهم، وأغلب هذه الإشكالات اجتماعية مثل صعوبة إضافة المواليد إلى الجوازات أيضا إذا توفي أحد من أبناء الجالية يمنع دفنه في الصين ولهذا نعمل على ترحيله إلى اليمن الأمر الذي كان يكلف الكثير من المال، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء الجالية اليمنية في الصين وعملنا هيئة تحضيرية في العام 2004م كما شكلنا في الجالية العديد من اللجان وهي لجان ثقافية وتجارية وإعلامية وتنموية وغيرها بحيث تتابع نشاط أبناء الجالية وتعمل على حل ومعالجة مشاكلهم وقد استطعنا من خلال عملنا في الجالية أن نزيل التخوف الذي كان موجوداً لدى الأصدقاء الصينيين من بعض التجار وعززنا الثقة فيما بينهم وبين التجار اليمنيين ويضيف قائلا : كما أن زيارة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى الصين في العام 2006م عملت على تعزيز العلاقات اليمنيةالصينية خاصة أنها علاقات تاريخية واليمن تعتبر ثالث دولة في العالم تعترف بجمهورية الصين الشعبية لذلك كانت لهذه الزيارة التاريخية نتائج ايجابية على المغترب اليمني في جمهورية الصين وعززت ثقة المواطن والحكومة الصينية بالمغترب اليمني . إنشاء قنصلية ويقول: من النتائج الايجابية أيضا لهذه الزيارة التاريخية أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية وجه الجهات المختصة بإنشاء قنصلية في مدينة جوانزو وكذلك إنشاء مدرسة ومقبرة ومسجد لأبناء الجالية اليمنية في هذه المدينة لكن للأسف حتى الآن لم يتم تنفيذ هذه التوجيهات خاصة أننا نحاول ربط أبنائنا بهوية بلادنا وإنشاء مدرسة بمناهج يمنية سيساعدنا كثيراً في غرس قيم الولاء الوطني والانتماء للوطن الأم اليمن ،لأننا ندرسهم اليوم في مدارس مناهجها لا تتوافق مع المناهج التي تدرس في اليمن الأمر الذي لا شك سيسبب لهم العديد من الإشكاليات في المستقبل . تجربة ناجحة أما الأخ جميل نعمان العبسي عضو الهيئة الإدارية للجالية والذي يعمل في التجارة فقال في جوانزو يوجد العديد من اليمنيين الذين يعملون في التجارة خاصة أن تجربة التجار اليمنيين في الصين تجربة ناجحة الأمر الذي سينعكس ايجابيا على الاقتصاد الوطني من خلال زيادة التحويلات المالية للمغتربين إلى الوطن وقال: لكن ما نأمله هو أن يتم تنفيذ توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية الخاصة بإنشاء مدرسة وأيضا مقبرة في أسرع وقت لما لذلك من أهمية بالغة. وجبات يمنية علي محيي الدين صاحب أشهر مطعم في مدينة جوانزو وهو مطعم سبأ الذي يقع في شارع شابيلو بجوانز وقال: بداية فكرت في مشروع المطعم وبدأت في التعاون مع الصينيين الذين شجعوني في العمل خاصة أني خسرت خسارة كبيرة خلال الثلاثة الأشهر الأولى ولكن استمررت في التحدي وبدعم من الصينيين ومن أبناء الجالية اليمنية في هذه المدينة الجميلة حتى نجحت بحمد الله وأصبح مطعم سبأ أشهر مطاعم مدينة جوانزو الصينية يأتي إليه العديد من الزبائن الصينيين والأوروبيين والعرب واليمنيين بالتأكيد خاصة أننا اليمنيين نمتاز بألذ وأشهى الأكلات الشعبية مثل السلتة والفحسة والشفوت والفتة والعقدة والملوج وغيرها من الأصناف الشعبية التي نقوم بإعدادها في هذا المطعم ،إلى جانب أني أعمل العديد من الأصناف المتميزة خاصة فيما يتعلق بالأصناف البحرية خاصة أني من أبناء مدينة حيس الساحلية بمحافظة الحديدة وأجيد إعداد مثل هذه الأصناف ، الأمر الذي ساعدني على النجاح وقد استطعت أن أفتح مطعماً يمنياً آخر في مدينة ايو التي تبعد بحوالي ساعتين عن جوانزو. حماية أملاكنا وبالنسبة للهموم والإشكاليات التي يعاني منها المغترب اليمني في الصين يقول: المشكلة الأساسية هي عدم وجود مدرسة لأبنائنا لربطهم بالوطن عبر المناهج اليمنية وباللغة العربية ، أيضاً نعاني كثيراً من عملية السطو على أملاكنا في اليمن حيث تم السطو على ارضي في مدينة حيس من قبل متنفذين ،ولأننا مغتربون في بلاد بعيدة ليس لدينا الوقت للشريعة والمقاضاة في النيابات والمحاكم خاصة أنها تأخذ الكثير من الوقت والجهد والمال .ويقول: وهذا الجانب لا شك لا يساعد في أننا نفكر في الرجوع للاستثمار في اليمن في ظل هذه الأوضاع ،لذلك نأمل أن يتم تفعيل الجانب الأمني وأن تكون هناك حماية للمغترب ولأمواله وأملاكه واستثماراته . الجوازات الجديدة وهيب اليافعي أحد تجار الالكترونيات في هذه المدينة الرائعة والذي أشاد كثيراً بتدشين طيران اليمنية إلى جوانزو وقال إنه مستقر في مدينة جوانزو ويعمل على توريد الالكترونيات إلى كل من اليمن والمملكة العربية السعودية .وقال أما بالنسبة للصعوبات التي تواجهنا نحن المغتربين فهي عديدة ونعمل على حلها بمساعدة أبناء وقيادة الجالية اليمنية لكن ابرز هذه الصعوبات استخراج جواز للمولود الجديد من أبناء الجالية لأننا لانستطيع استخراجه من السفارة اليمنية في بكين خاصة أن الحكومة الصينية تمنح المغترب اليمني مهلة شهر واحد فقط لاستخراج جواز لمولوده الجديد وعند التأخير هناك غرامة تصل إلى حوالي ألف دولار لذلك يضطر المغترب اليمني للسفر إلى السفارة اليمنية في العاصمة الصينيةبكين وهي بعيدة جداً عن مدينة جوانزو ومن ثم إلى اليمن وهذا يستغرق الكثير من الوقت والجهد والمال.
