تحتل الجالية اليمنية في الصين الأولى على مستوى الوطن العربي وتمثل قدوة ومثالا صالحا للأخلاق والتعاون والإجتهاد والمثابرة. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت أراء أبناء الجالية لمعرفة هموهم وتطلعاتهم ورؤاهم المستقبلية تجاه وطنهم الأم ومجتمعهم. وفي هذا الصدد يؤكد سفير اليمن لدى الصين المهندس عبد الملك المعلمي أن الجالية تحتل مكانة مرموقة وتعد قدوة للجاليات العربية بالأخلاق والتعاون المستمر والتجارة النزيهة. وقال : إن الجالية اليمنية يتزايد عددها من فترة إلى أخرى وحسب النشاط التجاري وتتمركز في جوانزوا وأيوو ويصل تعدادها تقريبا إلى سبعة الاف شخص مقيم وأصحاب مكاتب أوشركات خاصة"، مؤكدا أن أبناء الجالية اليمنية يلعبون دورا بارزا في توطيد العلاقات اليمنية الصينية وأيضا على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط . واضاف السفير المعلمي "أن التجار اليمنيين عرفوا بالنزاهة والفطنة وحسن التعامل..منوها إلى أن أجدادهم كان لهم صولات كبيرة في نشر الإسلام بالذات في المناطق الأسيوية والأن هؤلاء التجار يقومون بدور كبير جدا في هذا الجانب". ولفت الى أن معظم أبناء الجالية اليمنية من الرجال الذين حصلوا على تعليم عالي ويجيدون اللغة الصينية تمكنوا من فتح مكاتب واستشارات رائعة ويحضون بدعم ورعاية الحكومة الصينية..مثمنا في الوقت نفسه الرعاية الكبيرة التي تقدمها الحكومة الصينية لأبناء الجالية اليمنية. وتابع السفير :" اليمن من الدول العربية التي أقامت علاقات متميزة مع الصين منذ وقت مبكر وقد اختبرت هذه العلاقات على مدى خمسين عاما، وكان الدعم متبادل بين اليمن والصين وفي مقدمة ذلك مايتعلق بقضايا التحرر والنضال والإستقلال الوطني ووحدة أراض البلدين واستقلالها". وفيما يؤكد نائب رئيس الجالية اليمنية في جوانزوا الدكتور فيصل المخلافي أن أبناء الجالية اليمنية حريصون كل الحرص على تقديم نموذج مميز من التعامل والنزاهة مما يعكس صورة مشرفة عن اليمن . يرى رجل الأعمال وعضو الهيئة الإدارية في الجالية المهندس جميل العبسي أن نجاح تجربة اليمنيين وفطنتهم التجارية من العوامل التي شجعت الصينين على تقديم تسهيلات كبيرة لهم . وبين العبسي أن زيارة فخامة رئيس الجمهورية لجمهورية الصين الشعبية عام 2006م ، حظيت بأهمية كبيرة وحفزت التجار على زيادة العمل من أجل خدمة وطنهم ومجتمعهم وحثت الطلاب على مزيد من الإهتمام ليسهموا في تنمية مجتمعهم. ويؤكد نبيل سعيد محمد مدير شركة الجندي للتجارة الخارجية والتصدير أن علاقة اليمنيين بالصينين قوية جدا ويحظون بميزات كبيرة واحترام متبادل نتيجة للمعاملة الطيبة والنزيهة للتجار اليمنيين ، والمصداقية في التعامل مع الناس. وحول بداية تكوين إطار للجالية يشير نائب رئيس الجالية إلى أنها بدأت في العام 2004م كنتيجة حتمية فرضها تزايد عدد أبناء الجالية المقيمين في الصين، فضلا عن توافد الآلاف من التجار ورجال المال والأعمال وزيادة التبادل التجاري والإقتصادي بين البلدين. وقال المخلافي : " في البداية كانت تواجه أبناء الجالية اليمنية صعوبات كبيرة نتيجة لارتفاع عدد المقيمين والوافدين الذي رافقه ظهور بعض المشاكل الإجتماعية مثل الخلافات التجارية وإصدار الجوازات أو إضافة المواليد الجدد إلى الجوازات". وأضاف : ومن أبرز المشاكل الإجتماعية التي واجهناها حالات الوفاة حيث كان من الصعب الدفن لأن القانون الصيني يمنع الدفن في أراضيه الأمر الذي يدفعنا إلى التعاون في تقديم التكاليف الباهضة لترحيل المتوفي إلى اليمن أو متابعة السلطات الصينية حتى استصدار تصريح بدفن المتوفي". وأشار إلى أن إنشاء الجالية جاء أيضا نتيجة لحرص المقيمين من أبناء اليمن في الصين على عكس صورة مشرفة عن وطنهم ومحاولة حل أي مشاكل تجارية قد تنشأ نتيجة لزيادة المعاملات والتبادل التجاري وظهور بعض التصرفات السلبية سواء من الجانب الصيني أو اليمني والعمل على الحد من كل مايضر أو يشين بسمعة اليمن. واكد أنه تم عقد إجتماع لأبناء الجالية في العام 2004م وتم تشكيل لجنة تحضيرية ونظام يحتوى على سبعة أبواب و7 لجان إقتصادية وثقافية وتجارية وإعلامية وغيرها تتابع نشاط أبناء الجالية . ولفت الدكتور المخلافي الى أن زيارة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إلى الصين عام 2006م مثلت نقطة تحول بالنسبة للجالية نحو الأفضل وتم خلالها مناقشة العديد من القضايا الرامية لحل كافة الإشكاليات التي تواجه أبناء الجالية. ونوه المخلافي بان فخامة رئيس الجمهورية وجه بإنشاء قنصلية ومدرستين وجامعين وتوفير مقبرة في جوانزوا وإيوو التي تتمركز فيهما الجالية إلا أن تلك التوجيهات لم ترى النور بعد رغم أهميتها البالغة التي استشعرها فخامة الرئيس عند توجيهه بذلك. كما اكد أن إنشاء القنصلية يمثل الحل الحقيقي لزيادة وتطوير العلاقات التجارية والإقتصادية بين البلدين وحل كافة الإشكاليات التي قد تواجه أبناء الجالية. وأوضح المخلافي أن أبناء الجالية في جوانزوا يتعلمون المنهج السعودي في مدرسة سعودية تتبع المدرسة السعودية في بكين، وكان الأحرى أن تنشأ مدرسة يمنية تدرس المنهج اليمني. وأشار الى أهمية إنشاء المدرسة اليمنية لتعميق مفاهيم الولاء الوطني في نفوس الطلاب وتعريفهم بوطنهم وضمان عدم إزدواجية التعليم إذا ما عادوا إلى وطنهم ... لافتا إلى استعداد أبناء الجالية لتحمل أي تكاليف بعد أن يتم اعتماد الدولة للمدرستين والمنهج اليمني والمدرسين . وقال أنه يجري حاليا في مدينة إيوو تدريس المنهج اليمني بجهود ومساع شخصية فيما لاتزال الجالية اليمنية في جوانزوا منتظرة تنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بإنشاء المدرسة. ولفت إلى أن مدينة جوانزوا هي المدينة الأكثر تمركزا لعدد سكان الجالية الذين يتجاوز أعدادهم الخمسة الأف شخص ويوجد فيها بحدود /600/ مكتب تجاري يمني مصرح رسميا ومن 300 400 مكتب غير مصرح معظمهم مقيمين بعائلاتهم وأولادهم، فيما قد يصل أعداد الوافدين التجار إلى المدينة إلى 20 ألف شخص في بعض المواسم التجارية . وأضاف المخلافي أن الجالية اليمنية تمارس حاليا عدد من الأنشطة أبرزها تنظيم الإحتفالات الوطنية والإحتفالات الدينية والأعراس والمواليد، ومساعدة المرضى والمحتاجين وتكوين علاقات مع بعض الجهات، فضلا عن حل المشاكل التجارية بين أصحاب المكاتب التجارية اليمنين ورجال الأعمال الوافدين وبين أصحاب المصانع والتجار الصينين في حالة حدوثها. وحول مجلس رجال الأعمال العرب أفاد الدكتور المخلافي أن هذا المجلس في طور الإنشاء ويتبع مجلس جامعة الدول العربية والسفراء العرب في بكين، وتم تشكيل لجنة تحضيرية لهذا الغرض ويجري استكمال ما تبقى من الإجراءات لإنشاء المجلس. وقال أن الجالية اليمنية يمثلها ثلاثة أعضاء في اللجان المشكلة للمجلس وتحتل مكانة مرموقة لثقلها وعلاقاتها الواسعة. بينما أكد عضو الهيئة الإدارية في الجالية اليمنية ورجل الأعمال المهندس جميل نعمان العبسي أن اليمن ثالث دولة اعترفت بالصين الشعبية وتشهد العلاقة بين البلدين نموا مضطردا في كافة المجالات، حيث أحتفل البلدان عند زيارة فخامة رئيس الجمهورية في عام 2006م بمرور 50 عام على العلاقة بين البلدين الصديقين. وقال العبسي أن رجال المال والأعمال الصينين يعتزمون توسيع نشاطاتهم الإستثمارية في اليمن بحكم الفرص الإستثمارية الواعدة فيها والتسهيلات الكبيرة التي يحظى بها المستثمرون فضلا عن موقعها الجغرافي المميز. وأضاف أن زيادة التبادل التجاري بين البلدين يفرض ضرورة وجود قنصلية في جوانزوا بما من شأنه تسهيل المعاملات التجارية و حل كافة الإشكاليات التي قد تحدث . كما يؤكد نبيل الجندي على أن إنشاء قنصلية في جوانزوا هي المطلب الرئيسي لمعظم التجار والمقيمين والوافدين بحكم التعامل مع الصينين تجاريا وهذا الجانب من التعامل لايخلو من المشاكل . ويرى وهيب اليافعي صاحب محل إلكترونيات في جوانزوا أن الصعوبات التي تواجه أبناء الجالية تتمثل في تجديد الجوازات حيث تستغرق المعاملات شهر ونصف والفترة المسموحة بها شهر وإذا تأخرت تدفع غرامات أو يتم حضر من ينتهي جوازه دون تجديد من دخول الصين. ويؤكد اليافعي أن إنشاء قنصلية يمنية من شأنه تسهيل المعاملة وتحفظ للجميع حقوقهم. وكان لابناء الجالية اليمنية في عدد من المدن الصينية حضور كبير خلال حفل إفتتاح مكتب شركة الخطوط الجوية اليمنية مؤخرا في جوانزوا وتدشين اولى رحلاتها إليها والذي سيخدم أبناء الجالية هناك. ومن الملفت أن جميع أبناء الجالية في الصين يعرف عنهم التعاضد والإلتقاء في كافة المواسم والمناسبات، ويتمسكون بكافة عادات وتقاليد مجتمعهم ووطنهم الغالي بحيث تذهب مع الإجتماعات والمناسبات عناء الغربة والإبتعاد عن الوطن. ويقول مدير شركة الجندي للتجارة الخارجية والتصدير نبيل سعيد محمد أن جميع أبناء الجالية يشهدون تواصل وزيارات مستمرة على مدار العام ويزداد التواصل فيما بينهم في شهر رمضان المبارك . فيما يؤكد علي اسماعيل محي الدين صاحب مطعم (سبأ) للوجبات اليمنية في الصين، أن اليمنيين المقيمين في الصين والوافدين إليه لغرض التجارة دائما في تبادل مستمر للزيارات وأن محله وغيره من المطاعم اليمنية في جوانزوا مثل مطعم السدة تمثل نقطة تواصل مستمرة بين أعضاء الجالية. سبا