أفقد منتخب ألمانيا نظيره الإنجليزي القدرة على الحراك بأربعة أهداف لهدف في دور ال16 من مونديال 2010 عصر امس الأحد. وتأهل المنتخب الألماني إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم للمرة ال14 في تاريخه. وأعادت ألمانيا في مباراة مثيرة الرباعية القوية التي بدأت بها المونديال الجاري في مرمى أستراليا، وضعتها الترشحيات على أساسها ضمن المنافسين على حصد اللقب الغائب منذ بطولة 1990. وشهدت المباراة إلغاء الحكم الأوروجواني خورخي لاريوندا هدفا صحيحا لإنجلترا في الدقيقة 38 أثناء تأخرها بهدفين لهدف، ليعود الحق الذي ضاع من ألمانيا في نهائي مونديال 66 عندما احتسب الحكم هدفا للإنجليز رغم عدم تخطي الكرة المرمى، ويحسم أصحاب الأرض اللقب الوحيد في تاريخهم. أحرز الرباعية الألمانية ميروسلاف كلوزة ولوكاس بودولسكي وتوماس مولر (هدفين) في الدقائق 20 و36 و67 و70. بينما أحرز هدف إنجلترا الوحيد ماتيو إبتون في الدقيقة 37. بدأت ألمانيا المباراة بضغط وتفوق واضح، وهدد مسعود أوزيل المرمى الإنجليزي بانفراد من الجانب الأيسر في الدقيقة الخامسة بعدما تخطى رقيبه آشلي كول وصوب كرة اصطدمت بركبة ديفيد جيمس وتحولت لركنية. وأسفر الضغط الألماني عن هدف التقدم لكلوزة الذي استقبل ضربة مرمى من نوير، وحولها مباشرة إلى المرمى وسط حراسة من إبسون وجون تيري. وعلى الجانب الآخر، لم يظهر فريق الأسود الثلاثة بأي خطورة تذكر في غياب للربط بين خط الوسط والمهاجمين واين روني وجيرماين ديفوه. وكاد كلوزة يعزز التقدم بعد جملة رائعة بين توماس مولر وأوتسيل، فحولها الأول إلى بينية لهداف ألمانيا الذي انفرد وسددها في جسد جيمس مجددا في الدقيقة 31. وجاء الهدف الثاني من هجمة ثلاثية بين كلوزة ومولر أيضا على الجانب الأيسر، وفضل كلوزة تمرير الكرة إلى بودولسكي بالرغم من كون الفرصة متاحة للتسديد، فانفرد مهاجم كولن الألماني محرزا هدفا آخر. لكن إبسون أصلح أحد أخطائه بعد خمس دقائق ، بعدما حول عرضية ستيفن جيرارد برأسه داخل الشباك الألمانية. وألغى الحكم هدفا صحيحا للإنجليز ليحرمهم من إدراك التعادل وينتهي الشوط الأول بالتأخر بهدفين لهدف. فقد أرسل فرانك لامبارد كرة ساقطة في الدقيقة 38 من فوق مانويل نوير حارس ألمانيا، لترتطم بالعارضة وتمر الخط بنحو خطوتين، إلا أن لاريوندا حكم المباراة أمر باستئناف اللعب. وأعاد الهدف الملغي ذكريات نهائي مونديال 1966 عندما سدد جيوف هيرست مهاجم إنجلترا الكرة فارتطمت بالعارضة ومنها إلى الأرض فلم تعبر الخط، لكن الحكم احتسبها هدفاً صحيحاً في تفوق الإنجليز بنتيجة 4 - 2. لكن الفارق أن هدف المباراة الأولى منح منتخب الأسود الثلاثة اللقب المونديالي الأول، أما في مباراة الامس فقد صعد بالألمان للدور ربع النهائي من مونديال 2010. واستمرت الصحوة الإنجليزية مع بداية الشوط الثاني على أمل إدراك التعادل، لكن فريق “الماكينات” امتلك سلاحا قاسيا للغاية. فقد لجأ الفريق الحاصل على اللقب لثلاث مرات إلى الهجمات المرتدة مستغلا سرعة سباستيان شفاينشتايجر وبودولسكي وأوزيل، والبطء الحاد في الجانب الآخر. وأطلق لامبارد تصويبة من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 52، ارتدت من عارضة نوير الذي لم يتحرك للكرة. وضغط الإنجليز بشدة دون تهديد قوي على الشباك الألمانية، فزاد الاستحواذ على الكرة مع التراجع الألماني. ومن إحدى الهجمات المرتدة السريعة، أرسل مولر كرة طولية لشفاينشتايجر على الجانب الأيسر فانطلق إلى داخل الملعب وأعادها إلى مهاجم بايرن الذي صوب في جسد جيمس ومنه إلى داخل الشباك، معلنا العودة إلى فارق الهدفين. ولم يتعلم الإنجليز من درس الهدف الثالث، فتكرر الموقف من هجمة قادها أوزيل متخطيا جاريث باري بسرعته، قبل أن يمررها بهدوء إلى مولر الذي وضعها في الشباك. وحاولت إنجلترا من خلال جيرارد وروني ولامبارد تقليص الفارق، وسدد قائد ليفربول من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 81، أنقذها نوير ببراعة إلى ركنية ليودع الإنجليز المونديال بنتيجة قاسية.