زهور العمر تذبل وريعان الشباب يذهب سدى, وأجراس الخطر تدق أبوابنا لأن العقول أصبحت ملأىء بكل ماهو مفرغ من الفائدة...! واشارات أخرى كثيرة تقول بأن شباب مجتمعاتنا صار الضياع هو مصيرهم الذي اختاروه بأنفسهم, فقد جعلوا القات خليلهم, والتدخين بشتى أنواعه جلساءهم, أما الانترنت فهو ظلهم الذي لايفارقهم, أصبح الشارع هو المتنفس بالنسبة لهم, أما رفقاء السوء فهم بنظرهم الملجأ عند الضيق.. أما الأسرة والبيت فهو آخر شيء يفكرون به, لأن شغلهم الشاغل هو متابعة آخر الصيحات وانتظار أحدث ماوجد على الساحة.. عالمهم يخلو من كل معالم الحياة, يكسوه الغش والخداع, وتلون فيه الأكاذيب بشاعة أفعالهم, يرسمون مستقبلهم بحبر سري لايراه أحدٌ سواهم ويسيرون في هذه الدنيا وهم مغمضو الأعين.. نسوا أو تناسوا دينهم الذي إن جعلوه نصب أعينهم كان لهم ينبوع عطاء, سيغذي احساسهم بالطمأنينة, ويملئ عقولهم وقلوبهم بالإيمان والعلم والطهر والنقاء.. سيذيب الجليد الذي بناه الشيطان في أنفسنا ويحل محله جبالاً من الأمل والصدق والحب والوفاء, ويفتح لنا نوراً نرى من خلاله كل جميل.