أعرابي والحجاج خرج الحجاج متصيدا بالمدينة فوقف على أعرابي يرعى إبلا له. فقال له: يا أعرابي كيف رأيت سيرة أميركم الحجاج؟ قال له الأعرابي: غشوم ظلوم لا حياه الله. فقال: فلم لا شكوتموه إلى أمير المؤمنين عبد الملك؟ قال: فأظلم وأغشم. فبينما هو كذلك إذ أحاطت به الخيل، فأومأ الحجاج إلى الأعرابي فأخذ وحمل، فلما صار معه قال: من هذا؟ قالوا له: الحجاج. فحرك دابته حتى صار بالقرب منه، ثم ناداه: يا حجاج. قال: ما تشاء يا أعرابي؟ قال: السر الذي بيني وبينك أحب أن يكون مكتوما. فضحك الحجاج وأمر بتخلية سبيله. فطنة أعرابي خرج أبو العباس السفاح متنزها بالأنبار، فأمعن في نزهته وانتبذ من أصحابه، فوافى خباء لأعرابى، فقال له: الأعرابي: ممن الرجل؟ قال: من كنانة. قال: من أي كنانة؟ قال: من أبغض كنانة إلى كنانة. قال: فأنت إذن من قريش. قال: نعم. قال: فمن أي قريش؟ قال: من أبغض قريش إلى قريش. قال: فأنت إذن من ولد عبد المطلب. قال: نعم. قال: فمن أي ولد عبد المطلب؟ قال: من أبغض ولد عبد المطلب إلى ولد عبد المطلب. قال: فأنت إذن أمير المؤمنين.. السلام عليك يا أمير المؤمنين. ووثب إليه. فاستحسن أبو العباس ما رأى من فطنة الأعرابي، وأمر له بجائزة.