- قال صلى الله عليه وسلم : “ أهل اليمن أرق قلوباً وأبخع طاعة” أي أنهم أسمع وأطوع.. رواه أحمد بإسناد حسن. ملحوظة: يبدو أن الطاعة هي الأخرى صارت خلقاً وصفة تلازم أهل اليمن ملازمة الظل، فلا تنفك عنهم ولا ينفكوا عنها، ويشهد لذلك أن الطاعة هي نفسها ثمرة من ثمرات الإيمان ونتيجة من نتائج الفقه، وكلاهما وصف بهما أهل اليمن. ولعل هذه الظاهرة أصبحت مسألة بديهية مسلم بها على الأقل في القرون الهجرية الأولى فهذا أيوب بن القرية في مجلس الحجاج بن يوسف الثقفي لما طلب منه أن يصف الأمم والشعوب فوصفها وصفاً عجيباً وكان مما قاله عن أهل اليمن : أهل سمع وطاعة ولزم الجماعة، وكان هذا على ملأ من الناس فما اعترضه معترض سواءً في نفس المجلس أو في خارجه، بل ونقل المؤرخون وغيرهم هذه العبارة نقل المسلم بها. وهو نقل يشبه من حيث أنه مسلم به – ما جاء في الصحيحين من تسمية الركنين – الأسود واليماني – باسم الركنين اليمانيين، والحديث رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما والله أعلم. - قال صلى الله عليه وسلم : “ جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة” رواه أبو داود. وقال ابن القيم الجوزية : “ قال المنذري رجال إسناده اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثهم سوى حماد بن سلمه فإن مسلماً انفرد بالاحتجاج بحديثه”. وورد في رواية أخرى : “ أتاكم أهل اليمن أرق قلوباً منكم وهم أول من جاء بالمصافحة” رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود بسند صحيح. ملاحظة : والمصافحة رمز السلام ورمز الأمان ورمز الأخوة وسبب من أسباب مغفرة الذنوب كما جاء في الحديث عند لقاء المؤمن بأخيه المؤمن، وهو عمل رغب فيه الإسلام، وكان الصحابة رضي الله عنهم يتصافحون. والعالم اليوم كله يتصافح، وقال النووي : المصافحة سنة مجمع عليها عند التلاقي، فهذه الصورة الطيبة – المصافحة – كان لأهل اليمن فضل الأولوية فيها، أو ليس في هذا مكرمة.. وأي مكرمة ؟ - قال صلى الله عليه وسلم : “ لمعاذ حين بعثه إلى اليمن لعلك أن تمر بقبري ومسجدي، وقد بعثناك إلى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلون على الحق مرتين فقاتل بمن أطاعك من عصاك، ثم يفيئون إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده والأخ أخاه، وأنزل بين الحيين السكون والسكاسك” والسكون بفتح السين – والسكاسك بفتح السين الأولى – كسر الثاني بطنان عظيمان من بطون “كندة” ومنازلهم كانت في منطقة “الجند” وما حولها ومنطقة الجند هي اليوم إحدى ضواحي مدينة تعز.