الصبر من الفضائل الخلقية، وهو النفحة الروحية التي يعتصم بها المؤمن، فتخفف من الآلام وتدخل إلى قلبه السكينة والاطمئنان، وتكون بلسماً لجروحه التي يتألم منها ولولا الصبn لانهارت نفس الإنسان من البلايا التي تنزل عليه، ولأصبح عاجزاً عن السير في ركب الحياة، ويصبح عنصراً لا ينتفع منه.. والقرآن الكريم مدح الصبر ورفع منزلته، وأثنى على المتحلين به ثناء عظيماً، وهذا تحدثنا عنه في المقال السابق. والآن هيا نعdش مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يتحدث فيها عن الصبر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:( الصبر ضياء) رواه مسلم. لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة (ضياء)؟ماذا لو كان (الصبر قوة) أو (الصبر برهان) أو (الصبر عزيمة)؟ لقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة (ضياء)، لأن أزمات الدنيا ظلمات، ومنها فقد أم، فقد أب فقد عضو من أعضاء الجسد ..الخ كل هذه الأشياء ظلمات تجعل الإنسان لا يرى أنها كآبة تصل إلى حد الظلام و المعاصي أيضاً ظلمات وما الذي يخرج من الظلمات؟ إنه الضياء ولكن كيف يأتي الضياء وسط الظلمات؟ لقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم (الصبر ضياء). يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( ما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر) رواه البخاري ياله من عطاء! ولكن لسان حالنا يقول غير ذلك نقول (أحسن شيء عندي هو سيارتي إنها آخر موديل) أو (عندي أملاك كذا وكذا) أم (أنا أعمل في المكان الفلاني) والله ..أعظم عطاء وأحسن شيء عندك هو الصبر إن الصبر خير عطاء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير له وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن أن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له) رواه مسلم يا لها من كلمة ينشرح لها الصدر وتسعد بها النفس، ويهفو لها القلب..كلمة (المؤمن) فعند النعمة تجده ساجداً شاكراً لله وعند المصيبة تجده صابراً محتسباً موصولاً (وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) والله لن يتذوق حلاوة هذا المعنى إلا الذي ذاقها وعرفها.