كنا في العام الماضي نظن أن الحالات المعسرة التي كتبنا عنها قد انتهت وأن عددها يسير جداً, واقتنعنا بذلك في المقابل سريان فكرة انتهاء الشهر من انتهاء الحالات طرقت أبواب عديدة في التفكير فيما إذا كانت الحياة عند هؤلاء معلقة على آمال الخير المؤجلة. ثم تأتي كم يستوعب الخير من حياة في صناديقه.. أليس من سوء الفهم أن نربط كل شيء مؤجل أو غير مؤجل في عجلة الخير البطيئة, أم أن يتوجب علينا أن نقذف بهذه الآمال بعيداً ونعيدها إلى كياناتها وكينوناتها الأولى. لايحدث أن تعيش آمناً هنا, في ظل تعاقب الليل والنهار المختلف جداً عن تعاقباته الزمنية في بلدان أخرى! هذه التعاقبات لاتحدث تنمية أو من قبيل هذا ومايوازيها بقدر ماهو إحلال محل ماتلف- بمعنى أننا نشغل الجميع على الأقل- المكان الشاغر بدل التالف.. وحين تنظر في الأمر بحيادية مطلقة تشكك ويأخذك الحال إلى اتخاذ قرار على نحو تغيير الشعب برمته “بمقابل الإتيان ببديل” طالما أننا ذلك الثابت ذو الطاقة الخارجة عن الدائرة, والبعيدة عن الاكتشاف. لسنا قادرين كبشر ضبط جماحاتنا بما فيه الكفاية لتجاوز المعضلات, ناهيك على أننا نزرع شوكاً ونجني شوكاً آخر عوضاً عن مايمكن تسميته بمناهضة الجاهز وتحسين البذر. وسنظل على هذا حتى يأتي الدور وهذا مالايحمد عقباه فالمصائب واردة وعامة.