اللهجات العامية والفصحى تعدد اللهجات كان موجوداً عند العرب من أيام الجاهلية، حيث كانت هناك لهجة لكل قبيلة من القبائل. وقد استمر الوضع هكذا بعد مجيء الإسلام. ومن الآراء الواردة أن الازدواجية اللغوية كانت موجودة عند العرب من أيام الجاهلية، حيث كانت هناك لهجة لكل قبيلة من القبائل. وبالإضافة إلى هذه اللهجات فقد كانت هناك لغة واحدة مشتركة تكوّنت من مزيج من لهجات وسط وشرق شبه الجزيرة العربية بتأثير من التجارة والحج وغيرها. وقد كان التواصل بين أفراد القبيلة الواحدة يَتم بواسطة لهجتها الخاصة، أما عندما يَخطب شخص ما أو يَتحدث إلى أشخاص من قبائل أخرى فيستعمل حينها اللغة الواحدة المشتركة. وقد استمر الوضع هكذا بعد مجيء الإسلام. ويُرجح أن العامية الحديثة بدأت حين الفتوحات الإسلامية، حيث إن المسلمين الجدد في بلاد الأعاجم (والتي أصبح العديد منها اليوم من البلدان العربية) بدأوا بتعلم العربية لكنهم - وبشكل طبيعي - لم يَستطيعوا تحدثها تماماً كما يتحدثها عرب الجزيرة العربية بالضبط ما أدى إلى تحريف عدد من الكلمات الفصيحة. وإن لم يكن الفرق واضحاً كثيراً أول المر، لكن بالتدريج حرفت الكثير من كلمات العربية الفصحى وتغيرت صفاتها الصوتية وإملائها وحتى تركيب الجمل فيها.. فتحوّلت إلى اللهجات العامية العربية التي نعرفها في الأقطار التي تتكلم العربية. [email protected]