هو أبو مروان عبدالملك بن زهر بن عبدالملك بن مروان، (464-557ه) = (1072 1162م)، المعروف بابن زهر الاشبيلي، طبيب نطاسي عربي معروف في الأندلس من أهل أشبيلية، من أسرة عريقة في العلم؛ اشتغل أبناؤها بالطب والفقه وتولوا الوزارة، وهو أستاذ الفيلسوف ابن رشد. . كان معتدل القامة قوي البنية وصل إلى الشيخوخة ولم تتغير نضارة لونه وخفة حركاته، وإنما عرض له في آخر أيامه ثقل في السمع. وكان قوي الدين ملازماً لحدود الشرع محباً للخير مهيباً جريئاً فاق جميع الأطباء في صناعة الطب فشاع ذكره وطار صيته. خدم ابن زهر دولتي الملثمين والموحدين. كان المنصور صاحب الأندلس شديد الكراهية للفلسفة القديمة فأمر أن لا يشتغل بها أحد وأن تجمع كتبها من الأيدي، وأشاع أن من وجد عنده شيء منها ناله ضرر، فامتثل ابن زهر للأمر وقام بما عهده إليه. ولكن كان في أشبيلية رجل يكرهه جد الكراهية فعمل محضرا وأشهد عليه جمهورا من الناس بأن لديه كتب المنطق والفلسفة وأنه دائم الاشتغال بها ،ورفع المحضر إلى المنصور فلما قرأه أمر بالقبض على مقدمه وسجنه ثم قال: واللّه لو شهد جميع أهل الأندلس على ما فيه ووقفوا أمامي وشهدوا على ابن زهر بما في هذا المحضر لم أقل قولة لما أعرفه من متانة دينه وعقله.