يقول ابن سويد:”رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه حلة وعلى غلامه مثلها فسألته عن ذلك, فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم, فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم, وليلبسه مما يلبس, ولاتكلفوهم من العمل مالايطيقون, فإن كلفتموهم فأعينوهم”.. هذه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالصغار عامة إذا كانوا مستخدمين في مكان ما. وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”إني لأقوم إلى الصلاة أريد أن أطيل فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي- يعني أخفف وأقصر- كراهية أن أشق على أمة”. وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بصحابي يضرب غلاماً له فقال:”اعلم أبا ذر أن الله أقدر عليك منك عليه”, وكأنه بهذا ينهاه عن ضربه, فأين هذا مما نجده عند كثير من الآباء والأمهات والمعلمين وأولياء أمور الأطفال من مظاهر القسوة والشدة والعنف مع أطفالهم الصغار وتلاميذهم؟ إذا أخطأ الواحد مع هؤلاء الأطفال لايستعملون معه غير لغة الضرب والعنف وهذا خطأ كبير, ولاشك أن هناك عقوبات أخرى كثيرة تربوية صحيحة يغفل عنها الكثيرون ولايستخدمونها, كأن تمنعه من لعبة يحبها لفترة مؤقتة محددة وغيرها من العقوبات, فالرفق الرفق والرحمة بهؤلاء الأطفال الأبرياء الضعفاء, وإياكم والقسوة والشدة, فإن الرفق ماكان في شيء إلا زانه ومانزع من شيء إلا شانه, كما قال صلى الله عليه وسلم ولنحذر الحذر الشديد من هذا النفي الخطير من النبي صلى الله عليه وسلم حيث نفى عن المرء انتماءه إلى الإسلام إن لم يرحم الصغير فقال:”ليس منا من لم يرحم الصغير فقال:”ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا”, (رواه أحمد في المسند والترمذي والحاكم في المستدرك). فاللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء, وأعنا أن نرحم الأطفال واليتامى رحمة ترضى بها عنا, ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً, سبحان ربك رب العزة عما يصفون, وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.