على عكس مجايليه ظل وفياً لنادٍ كانت تلوح في الأفق بوادر سقوطه المفجع من سماء الرياضة وبدون رجعة.. فيما عديد من نجوم هذا النادي العريق المتخرجين من مدرسته العتيقة اختاروا طريقهم جيداً صوب الاحتراف فمنهم من حقق نجاحاً باهراً ومنهم من توارى خلف عثراته المتتالية وخيبة امله التي اصطدمت بجدار الإحباط كان قلب الأهلي محمد عبدالله عقلان ثابتاً في دفاعه عن الأهلي التعزي وجماهيره المنتشرة في كل ربوع الوطن. ووسط المتغيرات الكثيرة التي هددت الأهلي ولاعبيه وجمهوره خلال عقدين من الزمن وفشلت في ذلك لعوامل عدة منها اخلاص لاعب قدم لناديه جهداً جبار حافظ على بقاء الأهلي منذ موسم 95 - 96 وحتى 2007 - 2008 وخلال الموسم الفائت كان يستمع لهدير الجماهير المزهوة بالأهلي لعباً وفناً وبجيل جديد يتألق في ملاعب يستمتع بوقع لعبهم جيل هو امتداد لعمالقة شاءت اقدارهم جعلهم جنود مجهولين لكي يستمر الأهلي ونجومه ويستمر الفرح وأهازيج تغني الأهلي حباً وشوقاً وإذ ليس من الانصاف تجاهل لاعبين كمحمد عقلان الذي لعب في جميع مراكز فريق كرة القدم الأهلاوي، كما انه من المعيب جداً إدارة الظهور للاعب بقامته خاصة وانه يعاني من إصابة مؤثرة في الكتف جعلته يتوقف عن اللعب تماماً، ليحرم الفريق من خدماته وبالمقابل ليحرم هو من مزاولة كرة القدم، اللعبة التي استهوته ليستقر بأسى بالغ في المدرجات على الأقل لكي يكون شاهداً على انجاز سعى حثيثاً لتحقيقه غير عابئ بإصابته التي انهكته ومازالت. ثمة ذكريات جميلة عاشها عقلان في الملاعب ودائماً مع الأهلي كمباراة الصعود إلى الممتاز مع هلال أبين حيث كان الفريق متأخراً بهدف حتى الدقيقة 67 التي تمكن معها لاعبو الأهلي من تعديل النتيجة وتعزيزها بهدف آخر..كان هو الأغلى لفريق ظل زمناً طويلاً متواجداً في موقع لا يليق به ولا بسمعته. في وقت سابق وعدت إدارة النادي الأهلي بتحمل تكاليف علاج اللاعب محمد عقلان وفعلاً كان رئيس النادي جميل الصريمي عند مستوى المسئولية حيث أوفى بالوعد وصرف مبلغ 380 ألف ريال في بادرة يحمدها عقلان للصريمي الذي قال : إنه لطالما وقف معه . المبلغ المصروف مقابل علاج عقلان لا يكفي حتى لإجراء عملية داخل البلد وحيال ذلك يتشبث اللاعب الخلوق بأمل تقديم دعم له يتناسب مع حجم إصابته وتكاليف علاجها. لقد عاد النادي الأهلي في زمن الصريمي إلى الأضواء حيث مكانه المعتاد.. تخطى كبواته وعثراته وعاد مجدداً ليكون فرس رهان رابح في مضمار بطولة أغلب أنديتها مدججة بإمكانات مادية هائلة مقارنة بالأهلي المتسلح بحب جمهوره ولاعبيه من أبناء النادي وإدارته التي يقودها بإقتدار الإداري المتمرس جميل الصريمي.. وحين فضل محمد عقلان أن يظل في الأهلي قلباً لدفاعه ومصدر أمان لرفاقه كان يقدم تضحية كبيرة لنادٍ أحبه رغم كل ما مر به من ظروف تعيسة ورغم أنه فقد الكثير من أجله.. لقد تجاهلته أعين مدربي المنتخبات الوطنية فقط لأنه قرر البقاء مع الأهلي حتى وهو في الدرجة الثانية التي غالباً لا يلتفت إليها ولا تعار أي اهتمام. من حق عقلان أن يعالجه ناديه الذي وهبه أفضل وأزهى سنواته كرياضي أنموذج.. ويبدو أن إدارة يكن لها محمد عقلان كل الاحترام والتقدير لن تتجاهل أبداً مسئولية رعايته وستداوي إصابته التي أعيته طويلاً ومن العيب أن تستمر معيقة اللاعب محمد بن عقلان.