تمثل ثورة ال26 من سبتمبر المجيدة واحدة من المنجزات العظيمة التي نقلت المجتمع اليمني من حالة الفقر والجهل والمرض التي كان يعيشها في ذلك العصر بعد نضال طويل مهد لفتح آفاق جديدة من الأهداف العظيمة والسامية التي قامت من أجلها الثورة وأرست دعائم التحرر من الاستبداد والاستعمار والتخلف بعد انطلاق شرارتها الأولى. وبهذة المناسبة التقت صحيفة الجمهورية عدداً من الأكاديميين والضباط والذين تحدثوا عن هذة المناسبة بالقول : الدكتور /احمد العرامي –عميد كلية التربية عبس جامعة عمران قال : الثورة اليمنية هي ثورة إنسانية لأنها قامت في الأساس بهدف إعادة الاعتبار لليمن أرضاً وإنساناً حيث كانت اليمن في الشطر الشمالي ترزح تحت وطأة حكم كهنوتي لا يرى في الشعب سوى رعايا مهمتهم تقديم فروض الولاء والطاعة ودفع الجبايات المتعددة والتي كان نتيجتها جعل الشعب اليمني يعاني الفاقة، أي أنها كانت سياسة إفقار، كما أن الشطر الجنوبي من الوطن كان يئن تحت احتلال يهدف إلى مسخ هويته وانتمائه وتفتيته إلى فسيفساء قبلية لا رابط بينها ولا حامي لها سوى المحتل. واضاف قائلا : ثورة 26 سبتمبر 1962م لم تكن وليدة لحظتها بل إنها نتاج التراكم التاريخي للحركة الوطنية اليمنية التي بدأت تناوئ نظام الإمامة منذ عام 1918م أي منذ رحيل القوات العثمانية حيث وجد الشعب اليمني أن نظام الإمامة استثمر تضحيات الشعب اليمني في مواجهة العثمانيين لمصلحته ضارباً عرض الحائط بكل مصالح الشعب وشكل العام 1934م المنعطف الأهم في تاريخ الحركة الوطنية اليمنية إذ شكلت الهزائم أمام القوات السعودية والقوات الإنجليزية ما يمكن وصفه بسلب هيبة نظام الإمامة في عقول ووجدان أفراد الشعب اليمني. وعن الأهداف التي قامت من اجلها ثورة سبتمبر اشار د/العرامي بالقول : من المعلوم أن أهداف الثورة اليمنية تشكل مرجعية في مجال بناء اليمن أرضاً وإنساناً وتنميته في جميع الجوانب الفكرية والثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية وفي شتى مناحي الحياة. وبالتمعن في هذه الأهداف نجد أنها جعلت الإنسان أغلى ثروة بتركيزها على التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة الحكم الجمهوري العادل مع رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعياً وثقافياً وتحقيق العدالة والمساواة بإزالة الفوارق والإمتيازات بين الطبقات مع حماية ذلك بإيجاد جيش وطني قوي وترسيخه بإيجاد المجتمع الديمقراطي التعاوني الذي يستمد أهدافه من روح الإسلام الحنيف وإنجاز إعادة تحقيق الوحدة الوطنية على طريق الوحدة العربية الشاملة وترسيخ مبدأ الحياد الإيجابي واحترام المواثيق الدولية. وعن أوجه المقارنة بين اليمن قبل الثورة وبعدها بحسب وجهة نظر اكاديمية أشار د/ العرامي : بما أنه لا مجال للمقارنة بين أوضاع اليمن قبل الثورة وبعدها وحيث أنك طلبت إجابة أكاديمية فإن المقارنة تستدعي إجراء دراسة شاملة في المجالات الآتية:- 1. المجال الصحي :- بيان الفارق النوعي والكمي ومستوى الخدمات الصحية قبل الثورة وبعدها. 2. المجال التعليمي:- بيان الفارق النوعي والكمي في أعداد المتعلمين والمدارس والجامعات ونوعية التعليم وإنفاق الدولة على التعليم وكل ما له صلة بهذا المجال. 3. مجال الخدمات العامة:- الطرق ، نوعية المساكن، الملابس، ....... وإن الرجوع إلى الوثائق التاريخية وكتب المذكرات وكتب الرحالة الذين زاروا اليمن قبل الثورة وتقارير السفارات والقنصليات سواءً في صنعاء أو تعز أو عدن أو في الدول المجاورة وخاصة السعودية ومصر كلها تبين بما لا يدع مجالاً للشك الوضع المأساوي الذي كان سائداً في اليمن. وعن كيفية الأحتفال بهذة المناسبة وترسيخها في عقول ونفوس الشباب اجاب قائلا :يقول فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح حفظه الله ورعاه أن أفضل الطرق للاحتفال بذكرى الثورة هي بمواصلة العمل التنموي لأن المنجزات هي البيان الواضح والجلي لفلسفة الثورة . لأن الثورة كما يقول فخامة الرئيس هي عمل مستمر لا ينقطع أو يتوقف، أما مسألة ترسيخها في ذهن الشباب فالأمر يستدعي مراجعة المناهج التعليمية في كل المستويات الدراسية وخاصة في تخصصات التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية للحفاظ على الهوية الوطنية التي تتعرض للتهديد خاصة في أوساط الشباب بفعل عدة عوامل وعلى رأسها العولمة التي حولت العالم إلى قرية كونية. وحول رده على بعض الدعوات الساعية الى إعادة عجلة التاريخ الى الوراء قال: في هذا الموضوع ينبغي مراعاة موضوع التأثير والتأثر وعند التحليل ينبغي أيضاً مراعاة أثر الوضع الإقليمي والقومي والدولي على الوضع الوطني، وهنا نجد أن احتلال العراق عام 2003م وما ترتب عليه من إظهار مشاعر مذهبية وطائفية كانت قد نُسيت إضافة إلى حالة الفراغ العربي في مواجهة المشاريع الخارجية وعلى رأسها الشرق الأوسط الكبير أو الجديد والذي يتلخص في إيجاد كنتونات فسيفسائية في الوطن العربي تقيم الدولة المذهبية أو الطائفية أو العرقية محل الدولة الوطنية الأمر الذي يسهل للكيان الصهيوني إرغام المحيط العربي على القبول به بل وتسليم القيادة له لأنه سيصبح حامي بعضنا من البعض الآخر، وما بدأ في وطننا الغالي من ترابط بين مثلث الشر ما هو إلا نتيجة لهذا الوضع الذي يستهدف مسخ الهوية الوطنية إلى هويات متعددة قروية ومناطقية وقبلية. وفيما يتعلق بمجانية التعليم للفرد كواحد من الاهداف التي قامت من أجلها الثورة وحق مشروع لفئات الشعب اليمني اجاب بالقول: يُعد التعليم محرك التنمية وركيزتها لأنه ينمي المواهب ويكشف القدرات ويعمل على تنمية المجتمع في كل الجوانب، وشكل التعليم ونشره أهم أهداف الثورة اليمنية وهو ما تحقق بالفعل على المستوى الأفقي والرأسي، وما طرحته من تساؤل هو تساؤل مشروع يمكن الإجابة عليه على النحو الآتي :- من المعروف أنه لا يوجد توازن بين الموارد في بلدنا ونمو السكان؛ الأمر الذي انعكس على نوعية الخدمات ومنها التعليم المجاني، ولتدارك هذه المسألة أعتقد أن الخطة الخمسية الرابعة للتخفيف من الفقر(2011-2015م) عند إعدادها بناءً على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية تحاول الانتقال من استراتيجية إدارة الفقر إلى استراتيجية التنمية المستدامة، وفي هذا الإطار يأتي تطوير التعليم العام وإيجاد مصادر دخل جديدة (لا تقوم على اعتبار الطالب وما يدفعه من رسوم هو البديل)، وإنما عبر إستراتيجية جعل التعليم إنتاجي وهو تحول برأيي يمكن أن ينتقل بالتعليم إلى مستويات أفضل لكن في إطار توحيد استراتيجيات التعليم الثلاث (العام ، الفني، الجامعي) لأن التعدد يمكن أن يكون أحد أسباب تدهور التعليم العام. وتطرق الدكتور أحمد العرامي في ختام حديثة قائلا :ما أود التطرق إليه أن تفعيل الشراكة بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات التعليمية سيسهم في تطوير بلدنا، فيما قارن الدكتور /اسكندر النيسي حول اختلاف المؤرخين في الحديث عن ثورة سبتمبر بالقول: أن حركة 48 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر قد اختلف المؤرخون حولها ، فهناك من يطرح بأنها حركة انقلابية وآخرون يرون أنها ثورة تهدف إلى تغيير النظام الاستبدادي الذي كان اليمن يعاني منه وهناك من يطرح بأن حركة 48 قد عجلت بزوال الإمام يحيى وخلقت حلقات من الصراع على السلطة بين أسرة حميد الدين أقارب الإمام بما فيهم ابنه الثامن إبراهيم الذي لم يكن لديه أي أمل في الوصول إلى الحكم بالطرق العادية . واعتبرالدكتور أسكندرالأكاديمي بجامعه عمران بأن حركة 48 لاتخلو تماما عن مسألة التغيير فقد عملت على التقارب مع الأحرار اللاجئين في مدينة عدن و استدعت بعضهم للمشاركة في الحكم خلال عمرها القصير بما فيهم احمد النعمان احد أعضاء ثورة 1962م البارزين ووزير الزراعة في حكومة ابن الوزير . مؤكداً أن حركتي 1948م وأيضا حركة 1955م المرجعية الأساسية لحركة النضال الوطني من قبل كافة فئات الشعب اليمني الحالمين إلى التغيير والتطوير والعزة والكرامة ضد النظام الإمامي الاستبدادي الذي خلف اليمن طيلة السنوات الماضية وهذه الحركات كانت ممهدة لقيام ثورة 26 سبتمبر 1962م. وتحدث العقيد الركن /علي محمد الفضلي –ركن القوة البشرية باللواء 310 مدرع عن ثورة سبتمبر قائلا: الثورة لم تكن صدفة اوهدية من أحد فهي ثمرة لنضالات وتضحيات جماهير الشعب كل الشعب من اقصاه الى اقصاه لمئات السنين وقد تجسدت وحدة نضال الجماهير اليمنية وطلائعها السياسية والثورية ضد الإمامة والأستعمار بالنضال المشترك وتحت راية واحدة وقيادة موحدة وبفضل ذلك بعد الله سبحانه وتعالى انتصرت الثورة . واضاف العقيد الفضلي : واننا نحتفل بالذكرى الثامنة والاربعين لقيام الثورة وسط زخم عظيم من المنجزات والمكاسب الوطنية العملاقة التي تحققت لشعبنا اليمني والتي نقلت الوطن نحو آفاق وأسعة في سلم التطور والنهوض والرقي . معتبراً انه بفضل تلك الثورة وبفضل دماء الشهداء وكفاح الشعب اليمني يتوجب علينا في هذة المناسبة الوطنية العظيمة ان نقف وقفة إجلال وإكبار وترحم على الشهداء الابرار الذين ضحوا بارواحهم الطاهرة فداء للثورة والوطن.