رغم امتلاء صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم بالعديد من النجوم البارزين ، سيستحوذ اللاعب الشاب مسعود أوزيل على معظم الاهتمام والأضواء عندما يلتقي الفريق نظيره التركي اليوم الجمعة على الاستاد الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين ضمن منافسات المجموعة الأولى في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) . وتحظى المباراة بأهمية بالغة في إطار المنافسة بين الفريقين في هذه المجموعة ، لكنها تحظى بأهمية من نوع خاص بالنسبة لأوزيل الذي ينتمي لوالدين تركيين والذي يحتفل بعيد ميلاده الثاني والعشرين الأسبوع المقبل. واختار أوزيل ، نجم خط وسط ريال مدريد الأسباني ، اللعب للمنتخب الألماني بدلا من اللعب لبلده الأصلي. ولذلك ستكون مباراة ذات طابع خاص له أمام نحو 72 ألف مشجع سيحتشدون في الاستاد الأولمبي ببرلين ومن بينهم 30 ألف مشجع تركي. ويمثل أوزيل أحد الأدلة القوية على نجاح سياسة دمج عناصر من أصول مختلفة داخل المنتخبات الوطنية. ويرى أوزيل ، مثل كثيرين من الأتراك المقيمين في برلين والذين ينتظر حضورهم مباراة اليوم ، أن ألمانيا هي وطنه رغم انتقاله من فيردر بريمن إلى ريال مدريد بعد انتهاء مشاركته مع المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والتي فاز فيها الفريق بالمركز الثالث. وإذا خاض أوزيل مباراة الغد ستكون المباراة الدولية رقم 20 له مع المنتخب الألماني ولكنها ستكون الأولى له في مواجهة المنتخب التركي. وينتظر أن تشهد المباراة أيضا مشاركة لاعبين اتخذا المسار المعاكس ، حيث ولدا في ألمانيا لكنهما اختارا اللعب لتركيا ، وهما التوأم خليل وحميد ألتينتوب اللذان يلعبان لفريقي إنتراخت فرانكفورت وبايرن ميونيخ الألمانيين على الترتيب حيث ولدا في مدينة جيلسنكيرشن الألمانية ، مسقط رأس أوزيل ، ولعبا لفريق شالكه الألماني ولكنهما اختارا اللعب للمنتخب التركي. وعلى نفس الشاكلة ، ولد نوري شاهين /22 عاماً ، نجم خط وسط بوروسيا دورتموند الألماني ، ونشأ في ألمانيا ولكنه أصبح الآن من اللاعبين المؤثرين في صفوف المنتخب التركي. وكان أمل المدرب يواخيم لوف ، المدير الفني للمنتخب الألماني ، أن يختار شاهين اللعب لألمانيا أيضا ، لكن اللاعب كان دائما ضمن التشكيل الأساسي لمنتخبات الناشئين في تركيا. ورغم محاولات المدرب فاتح تريم ، المدير الفني السابق للمنتخب التركي ، استقطاب أوزيل للعب في صفوف المنتخب التركي ، اختار اللاعب الموهوب قميص المنتخب الألماني. وقال أوزيل ، عقب مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الألماني ، وكانت أمام المنتخب النرويجي في فبراير 2009 ، : “إنه ليس قرارا ضد أصولي التركية. عائلتي تقيم هنا للجيل الثالث وقد نشأت أنا نفسي هنا”. وبعد النجاح الباهر له في كأس العالم 2010 ، ينتظر مشجعو المنتخب الألماني الكثير من أوزيل ، خاصة وأن الفريق سيفتقد في مباراة الغد جهود باستيان شفاينشتيجر ، لاعب خط وسط بايرن ميونيخ ، بسبب الإصابة. ولكن لوف قال إنه لا يشك في قدرة أوزيل على تحمل المسئولية أو في قدرته على التعامل مع الظروف النفسية في هذه المباراة التي قد يتعرض خلالها لمضايقات من قبل المشجعين الأتراك. وأضاف لوف :”مسعود لاعب يتسم بالقوة الذهنية.. يمكنه التعامل مع العديد من المواقف المختلفة. وحتى في أولى مبارياته الدولية مع الفريق ، نجح في التعامل مع الضغوط. لن يتأثر (بهذه الظروف)”. وما زال المنتخب الألماني يفتقد جهود قائده مايكل بالاك ، كما تقلص عدد اللاعبين في قائمة الفريق إلى 19 لاعباً بعد مرض مارسيل يانسن وإصابة الوافد الجديد كيفن جروسكروتز بنزلة برد شديدة. وأصبحت المسئولية في خط وسط الفريق حاليا معلقة على أكتاف أوزيل وسامي خضيرة ، زميله في صفوف ريال مدريد ، كما ينتظر أن يأخذ توني كروس لاعب بايرن ميونيخ مكان شفاينشتيجر في تشكيلة الفريق. ويبدو أن الجهد الكبير الذي بذله المنتخب الألماني في مونديال 2010 ألقى بظلاله على الفريق حيث يعاني بعض اللاعبين من الإصابات والبعض الآخر من تراجع المستوى. وفي المقابل ، لا يعاني المدرب الهولندي ، جوس هيدينك ، المدير الفني للمنتخب التركي من مثل هذه المشاكل ، كما سافر بفريقه إلى ألمانيا مفعما بالثقة حيث بدأ الفريق مسيرته في التصفيات بالفوز على كل من كازاخستان وبلجيكا. ورغم ذلك ، سيضطر هيدينك إلى استبدال لاعب خط وسطه البارز ، أردا توران ، الذي تعرض للإصابة خلال التدريبات.
